أخبار محليةاخترنا لكمالأخبار الرئيسيةتقارير
آخر الأخبار

حصاد2021.. فشل الحوثيين في مأرب وخسارة البيضاء وتغيّرات خارطة شبوة

يمن مونيتور/ (وحدة التقارير)/ خاص/

مرّ عام آخر في سجل الحرب اليمنية، التي تسبب بموت قرابة 377 ألف يمني، ودفعت الملايين نحو المجاعة. خلال 2021 رفض الحوثيون كل دعوات الحوار واستبدلوها بتصعيد المعارك شرقي البلاد، لكنهم لم يحققوا اهدافهم رغم آلاف الذين قتلوا من أنصارهم.

ومثل عام 2021 نكسات عسكرية للحكومة المعترف بها دولياً بمقابل تحقيق الحوثيين لتقدم عسكري لم يكن متوقعاً قبل ذلك بعامين، شن الحوثيون في فبراير/شباط هجوماً في محافظة مأرب ليسيطر على أجزاء منها، كما تساقطت بعدها العديد من المديريات في محافظة البيضاء الاستراتيجية، وثلاث مديريات في محافظة شبوة، لأسباب وصفها مسؤولون ومراقبون يمنيون، بالخذلان المستمر من جانب الحكومة اليمنية والتحالف العربي المساند للقوات الحكومية.

وتختلف المعارك الدائرة في هذه المحافظات، عن غيرها من جبهات القتال الأخرى، ذلك لأسباب تتعلق بالطابع القبلي الرافض للتواجد الحوثي في مناطقهم فضلاً عن اختلاف التضاريس، فإلى جانب الجيش الوطني يقاتل رجال القبائل رفضاً للحوثيين.

وخلال العام هذا، شهدت المحافظات الثلاث (مأرب، شبوة البيضاء)، الكثير من التحولات والمواقف والأحداث في مختلف الجوانب، خصوصاً الجانب العسكري منها، وتخلل هذا العام الكثير من التحركات الدبلوماسية الأممية والدولية والإقليمية والمحلية، التي هدفت إلى وقف إطلاق النار لكن جميعها فشلت في ذلك حتى الآن.

وتمكن الحوثيون من إكمال سيطرتهم على محافظة البيضاء الاستراتيجية، لتشرع في تضييق الخناق على مأرب عبر فتح جبهات جديدة وإسقاط مديريات هامة كانت تحت سيطرة القوات الحكومية، بالتوازي مع سقوط أخرى تابعة لمحافظة شبوة مثل بيحان وعين وعسيلان.

 

جبهة مأرب.. “معارك لم تخمد نيرانها”

على الرغم من الدعوات الدولية والأممية، الداعية إلى وقف هجوم الحوثيين على مدينة مأرب، إلا أن الجماعة واصلت في طريقها نحو التصعيد العسكري منذ بداية العام الجاري، أملاً في تحقيق أي نصر باتجاه المحافظة الغنية بالنفط والغاز.

فمنذ بداية العام وحتى حصاد هذا التقرير، لا تزال المعارك على أشدها في مختلف جبهات القتال الجنوبية والغربية من المدينة، ولا تزال جماعة الحوثي تواصل حشد المزيد من مقاتليها نحو المدينة، وأطلقت العديد من الصواريخ الباليسيتة والطائرات المسيرة باتجاه سكان المدنية ومخيمات النازحين.

ومنذ مطلع شهر فبراير/شباط من هذا العام، بدأت هجمات الحوثيين من الجهة الغربية على امتداد جبهات صرواح وهيلان، وتمكن الجيش الوطني ورجال المقاومة من التصدي للعديد من هجمات الحوثيين، وأواخر فبراير اشتدت المعارك في جبهات صرواح والكسارة وتسللت العناصر الحوثية إلى أطراف البلق، وفيها قتل العميد عبدالغني شعلان قائد قوات الأمن الخاصة وقائد عملياته العميد نوفل الحوري وقائد كتيبة الحماية المقدم أمجد الصلوي وآخرين، فجر يوم الجمعة 26 فبراير، في المعركة الشهيرة التي استمرت نحو 65 ساعة متواصلة، قتل خلالها على ما يقارب 500 حوثياً بينهم قيادات ميدانية، حسب ما نشره المركز الإعلامي للقوات المسلحة آنذاك.

وفي 19 مارس/آذار 2021، تمكن الجيش اليمني وقوات المقاومة من كسر هجمات حوثية في جبهتي هيلان والكسارة، وأسفرت عن مقتل أكثر من 83 حوثياً، إلى جانب عشرات الجرحى، وفي يوم 26 مارس، قتل قائد المنطقة العسكرية السادسة اللواء الركن أمين الوائلي، أثناء قيادته للمعركة هناك، ومَثلَ مقتله خسارة كبيرة للجيش الوطني اليمني.

ومنتصف شهر أبريل/نيسان، نشرت “وكالة مهر الإيرانية” مقالاً بعنوان “لنصومن غداً في مأرب ولنفطرن بتمرها”، وذلك ضمن التحشيد الطائفي الإيراني لدعم جماعة الحوثي في هجومها ضد مأرب، لكن ومع انتهاء شهر رمضان كانت الجماعة قد دفنت قرابة ألف مقاتل من عناصرها خلال شهر فقط، وفي الخامس والعشرين من الشهر ذاته، وصلت المعارك ذروتها على طول الجبهات الغربية، وخسر الجيش اليمني فيها رئيس النيابة العسكرية اللواء عبدالله الحاضري، في جبهة المشجح بصرواح غرباً.

وفي 19 من مايو 2021، شب حريق ضخم في موقف لمقطورات الغاز بمنطقة العرقين شمال المحافظة، إثر استهدافها من قبل عناصر تخريبية بعضها مرتبط بميليشيا الحوثي، حسب ما نشرته وكالة سبأ الرسمية.

في الأول من أغسطس/آب 2021، اندلعت اشتباكات عنيفة بالقرب من الخط الدولي بمنطقة العرقين انتهت بالقضاء على العناصر التخريبية، وأدى ذلك إلى مقتل قائد اللواء الثاني حماية طرق العميد عبدالواحد دوكر الحداد وعدد من أفراده.

وفي سبتمبر/أيلول 2021 انتقلت المعارك إلى الجبهات الجنوبية إثر اختراق حققه الحوثيون باتجاه محافظة شبوة سيطرت فيها على المديريات الغربية الثلاث والتي تقع على الحدود من مارب وفتحت الطريق منها نحو مارب من الجهة الجنوبية بالسيطرة على مديرية حريب.

وفي 21 من سبتمبر 2021 بدأ الحوثيون حصار مديرية العبدية والتقدم نحوها، وخلال ثلاثة أسابيع من المعارك العنيفة المتواصلة بعد تطويق المديرية من كل الجهات تمكن الحوثيون من الدخول إلى المديرية واختطفت المئات من الجرحى والمقاتلين وارتكاب جرائم حرب.

ومنذ فبراير 2021، وحتى اليوم تقول جماعة، إنها باتت تسيطر على كامل مديريات المحافظة، باستثناء مديريتي مأرب (مركز المحافظة)، والوادي التي تحتضن حقول النفط والغاز وتعد من أكبر المديريات مساحة، فيما تفيد المصادر الحكومية، بأن قوات الجيش المسنودة بالتحالف، ما تزال تتواجد في مناطق بمديريات صرواح والجوبة ورغوان، وأن الحوثيين لا يسيطرون على كامل هذه المديريات.

وخلال الستة الأشهر الأخيرة من هذا العام، أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن، مقتل وإصابة أكثر من 20 ألف مقاتل حوثي في محافظة مأرب، في حين أقرت مصادر بوزارة الدفاع التابعة للحوثيين في صنعاء لوكالة الأنباء الفرنسية، أن الجماعة فقدت نحو 15 ألفا من عناصرها في معارك الأشهر الخمسة الأخيرة.

 

سقوط “قلب اليمن” بيد الحوثيين

وحتى قرب نهاية العام 2021 كانت محافظة البيضاء كما يطلق عليها المؤرخين بـ”قلب اليمن” نظراً لموقعها الجغرافي، على موعد مع التحرير، بعد إطلاق الجيش اليمني في سبتمبر/أيلول 2021، عملية عسكرية لاستكمال تحريرها من الحوثيين، غير أن الخلاف بين الأطراف اليمنية المنضوية تحت التحالف وجمود دور الأخير أسهما في قلب المعركة لصالح الحوثيين.

وفي منتصف سبتمبر/أيلول، أعلنت جماعة الحوثي سيطرتها الكاملة على آخر معاقل الحكومة اليمنية في محافظة البيضاء الاستراتيجية وسط البلاد، بعد سلسلة هجمات تمكنت فيها الجماعة من السيطرة على مركز مديرية الصومعة في البيضاء، آخر معاقل القوات الحكومية في المحافظة، وتهديد محافظتي أبين وشبوة جنوبي البلاد.

وشكّل التقدم العسكري للحوثيين في البيضاء انتكاسة حقيقية لقوات الجيش اليمني، نظرا لما تشكله محافظة البيضاء من أهمية كبيرة، فهي تتكون من 20 مديرية، وتوصف بأنها قلب اليمن كونها تتوسط بين شمالي البلاد وجنوبها، وتحاذي المحافظة أربع محافظات جنوبية هي أبين ولحج والضالع وشبوة، إضافة إلى محاذاتها لأربع محافظات شمالية هي مأرب وإب وذمار وصنعاء.

وجاء تصعيد العمليات العسكرية بعد أيام من بدء المبعوث الأممي الجديد هانس غروندبرغ مهامه رسمياً، كرابع مبعوث أممي إلى البلاد التي تعصف بها الحرب منذ سبع سنوات، كما تزامنت مع مواجهات عنيفة شهدتها محافظة مأرب، استطاع فيها الحوثيون السيطرة على مديريات جنوبي المحافظة.

وعزا مراقبون يمنيون، أسباب الانتكاسة، إلى حالة الانقسام وعدم الانسجام بين الأطراف اليمنية المناهضة للحوثيين، ما يؤدي أحياناً إلى مواجهات مسلحة، كما حصل في المعارك التي دارت أكثر من مرة بين القوات الحكومية والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً في محافظتي عدن وأبين جنوبي البلاد.

 

شبوة بعد إقالة محافظها

وبسبب التوتر القائم بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، ظلت محافظة شبوة الغنية بالنفط والغاز، مصدرًا مستمرًا للصراع بين قوات الطرفين وظلت أبوظبي تواصل دعمها المستمر لقوات الانتقالي في محاولة لإسقاط المحافظة من تحت السلطة المحلية بقيادة المحافظ السابق محمد صالح بن عديو.

وخلال السنوات الماضية، قاد بن عديو عدة معارك ضد القوات المدعومة من الإمارات في شبوة، واستعاد في نهاية المطاف معظم المحافظة الساحلية شرق عدن بحلول أغسطس 2019، في حين بقي ميناء بلحاف البحري تحت سيطرة الإماراتيين، وهو الوضع الذي أغضب السلطات اليمنية المحلية، التي كانت حريصة على رؤية الميناء يصدر الغاز مرة أخرى في محاولة لدفع عجلة الاقتصاد.

وفي سبتمبر، اتهم بن عديو القوات المدعومة من الإمارات باختطاف بلحاف ودعا أبوظبي إلى الانسحاب من الميناء، كما سيطر الحوثيون في نفس الشهر على مديريتي بيحان وعين في شبوة، حيث يسيطرون أيضًا على منطقة عسيلان.

ووصلت التوترات بين بن عديو والقوات المدعومة من الإمارات إلى ذروتها بشكل مفاجئ قبل أيام، عندما أقال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بن عديو بضغوط من التحالف، وعين حاكمًا مواليًا للإمارات عوض العولقي مكانه.

وعلى الرغم من الغضب الشعبي لإقالة بن عديو؛ لم يكن هناك ما يمكنهم فعله حيال التغيير، وقد جرى تسليم شبوة سلمياً في 27 ديسمبر الجاري، كما وصلت قوات العمالقة المدعومة من الإمارات والموالية للحكومة إلى محافظة شبوة بأمر من التحالف في خطوة تهدف إلى دعم المحافظ الجديد العولقي، وباتت الآن تسيطر على معظم المحافظة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى