آراء ومواقف

النزوح في اليمن مأساة تتفاقم

علي خضران القرني

 

* المتابع لما يجري في اليمن هذه الأيام، يرى نزوحًا مستمرًا من مأرب وإليها إلى المخيمات المقامة في عدة أمكنة من العراء، والمكتظة بالأهالي، وسوء الأحوال التي يعانونها مجاعة، وأوبئة، وعطشاً، وبرداً، في صور تتفطر لها القلوب الرحيمة.

* يحدث هذا النزوح على مرأى ومسمع من هيئة حقوق الإنسان، ومنسق الأمم المتحدة، نتيجة الاعتداءات من مليشيا الحوثي الانقلابية، المدعومة من إيران، والتي استهدفت بطائراتها المسيرة وصواريخها الموجهة السكان المدنيين، وتدعمها بالسلاح ومعدات القتال إيران، عن طريق بعض الدول العميلة والمنافذ السرية المأجورة.

* ورغم الجهود المبذولة والمخلصة التي بذلتها وتبذلها المملكة على كافة الأصعدة، والمبادرات الرائدة التي قدمتها منذ بداية الحرب حتى الآن؛ لحل القضية اليمنية، المؤيدة والمرحب بها من كل دول العالم المحبة للسلام، إلاّ أن المليشيات الحوثية تراوغ أمام كل المبادرات؛ لأنها مسيرة برأي أسيادها في إيران، وتتمادى في قتل وتشريد الأبرياء من أبناء اليمن طمعاً في تحقيق زعامة مفتعلة ومطامع فاشلة.

* إن إصرار مليشيا الحوثي الانقلابية على التمادي في حربها الخاسرة في اليمن، لن تجني من ورائها إلا الخسارة الفادحة هي ومن يدعمها في إيران، يؤيد ذلك الخسائر التي منيت بها خلال المعارك التي قامت وتقوم بها بين الفينة والأخرى، خسرت من خلالها معظم أفرادها ومعداتها على أيدي جيش حكومة اليمن الشرعية ودعم دول التحالف لها.

* نزوح الأهالي كاد يعم مدن وقرى ومحافظات اليمن، نتيجة الاعتداءات المستمرة من مليشيا الحوثي الانقلابية، وهي خطة جديدة تسير عليها هذه الفئة الإرهابية، الهدف منها تشريد وقتل الأهالي ونزوحهم من قراهم واحتلالها، ومع ذلك لم يتحقق لها مبتغاها، فقد باءت كل خططها وأهدافها بالفشل الذريع والخسائر الفادحة في الأفراد والعتاد، وهكذا مصير كل ظالم، ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله.

* معظم دول العالم ترى أن الجرائم البشعة التي عاثتها الفئة الحوثية الانقلابية في اليمن تدخل ضمن جرائم الحرب والإرهاب، وينطبق على فاعليها (صفة الإرهابيين) ومن العدل والحق أن تشملها (قائمة الإرهاب) للأعمال الوحشية واللا إنسانية التي اقترفتها، وما تقترفها بحق اليمنيين الأبرياء، كما سبق أن شملت بذلك وأخرجت من دائرة العقاب الإرهابية، ظلماً ودون حق أو قانون أو عدالة.

* فهل نرى من هيئة حقوق الإنسان، وهيئة الأمم المتحدة ومنسقيها، ودوائر العدل الدولية وكل جهة محبة للسلام ما يوقف أعمال هذه الفئة الباغية الوحشية التي عاثت وتعيث في اليمن وأرضها ومقدراتها الفساد بشتى ألوانه وصروفه، دون رادع من ضمير أو خوف من الله؟ ذلك ما نرجوه ويرجوه كل عربي ومسلم على وجه البسيطة، خاصة ونحن مقبلون على فصل الشتاء؛ وفيه تتضاعف معاناة النازحين، وتغيّر الأجواء وازدياد المعاناة ونقص المطالب والاحتياجات الهامة والضرورية الواجب توافرها لمواجهة ذلك، وما النصر إلا من عند الله هو حسبنا ونعم الوكيل.

*نشر أولاً في صحيفة المدينة السعودية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى