أخبار محليةالأخبار الرئيسية

الأسبوع الرابع لـ”حصار العبدية”.. منطقة منكوبة واستمرار المقاومة المجتمعية للحوثيين

يمن مونيتور/ خاص:

دخل حصار الحوثيين لمديرية “العبدية” بمحافظة مأرب أسبوعه الرابع على التوالي، فيما يعاني 35 ألف يمني داخل المديرية لأقسى أنواع المآسي.

وقال “عبدالعزيز الشدادي” مدير مكتب الصحة في محافظة مأرب لـ”يمن مونيتور”: هناك ثلاث وفيات بسبب عدم قدرة الطواقم الطبية على العمل في ظل حصار الحوثيين.

وأضاف الشدادي: هناك 24 جريح من المدنيين والجنود بينهم امراءة لم تتمكن الطواقم الطبية من مساعدتهم بسبب ندر الأدوية وقلتها.

وأشار إلى تعرض مستشفى العبدية للقصف يوم الأربعاء. وطالب المنظمات الدولية والأممية إدانة قصف المؤسسات الصحية وفك الحصار عن المديرية حيث يتعرض 35 ألف مدني للحصار.

وقال مصدر محلي في العبدية لـ”يمن مونيتور” إن الحوثيين يرفضون دخول أو خروج أي شخص من المديرية بما في ذلك النساء والأطفال.

وأضاف المصدر أن “هناك حالات مصابة بفشل كلوي تتطلب الخروج من أجل العلاج لكن الحوثيين يرفضون خروجهم”.

وأشار المصدر إلى أن “الحوثيين يستمرون في قصف المنازل بالمدفعية في ظل حصار مطبق مستمر منذ 25 يوماً”.

وقال المصدر إن “رجال القبائل مستمرون في قِتال الحوثيين، ولن يسمحوا بدخول (الغزاة) إلى مناطقهم”.

ونفى المصدر أن يكون التحالف نفذّ إسقاطاً لمساعدات إنسانية أو طبية إلى مناطقهم، لكنه أشاد بالغارات الجوية التي يشنها التحالف على مواقع الحوثيين.

وأعلن التحالف العربي، يوم الخميس، مقتل ما يزيد عن 150 عنصراً من جماعة الحوثي في منطقة العبدية جنوب محافظة مأرب، خلال الـ24 ساعة الماضية.

وقال التحالف، إنه نفذ 36 عملية استهداف ضد عتاد وعناصر مليشيا الحوثي بالعبدية خلال 24 ساعة، شملت تدمير 11 آلية عسكرية والخسائر البشرية تجاوزت 150 عنصراً من الحوثيين.

وأكد التحالف في بيانه قائلاً: “نعمل مع شركائنا الدوليين والمنظمات الدولية لإنقاذ المدنيين في العبدية”.

وقال المبعوث الدولي إلى اليمن هانز غروندبرغ يوم الخميس إن الأمين العام للأمم المتحدة يتابع عن كثب الوضع في مديرية العبدية. وقال مسؤول رفيع الخارجية الأمريكية يوم الأربعاء إن الولايات المتحدة تراقب حصار الحوثيين لـ”العبدية”.

وفي المؤتمر الصحفي اليومي (يوم الأربعاء) من المقر الدائم في نيويورك، صرّح المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أن هناك “قلق خاص إزاء الوضع في مديرية العبدية: “إننا قلقون بشكل خاص بشأن الوضع في مديرية العبدية جنوب غرب محافظة مأرب، وتضم المنطقة ما يقدر بنحو 35 ألف شخص، بما في ذلك الكثيرون ممن لجأوا إلى المنطقة بعد أن فرّوا من الصراع في مناطق مجاورة. وهذه المنطقة تطوّقها القوات الحوثية منذ نهاية أيلول/سبتمبر.”

واستأنف الحوثيون مطلع فبراير/شباط تحرّكهم للسيطرة مدينة مأرب، الواقعة على بعد 120 كلم شرق العاصمة صنعاء، حيث يعيش قرابة مليوني نازح. ويفرضون حصاراً على “مديرية العبدية” في محاولة للوصول إلى المدينة لذلك يحاصرونها من كل الاتجاهات.

وأزالت “إدارة بايدن” الحوثيين من قوائم الإرهاب في فبراير/شباط الماضي بعد أسابيع فقط من قيام إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب بوضعهم في القائمة. وقال البيت الأبيض في ذلك الوقت إن الإزالة لدواعٍ إنسانية وليس “لمكافأة الحوثيين”. لكن بعد أيام استغل الحوثيون العفو الأمريكي لبدء عملية عسكرية نحو مدينة مأرب.

وتمثل مأرب، ملجأ للكثير من النازحين الذين فروا هربا من المعارك -التي تصاعدت مع سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء في سبتمبر/أيلول2014- آملين في بداية جديدة في مدينة ظلت مستقرة لسنوات، ولكن حملة الحوثيين جعلتهم في مرمى النيران، مهددين بنزوح جديد لا يعرف بعد إلى أين!

واستطاعت مدينة مأرب أن تعزل نفسها الى حد ما عن الحرب وآثارها بعد تحريرها من الحوثيين في أكتوبر/تشرين الأول2015، بفضل النفط والغاز فيها، وقيادة السلطة المحلية القوية الموجودة في المحافظة، والتوافق بين قبائلها، ما أدى إلى ازدهار الأعمال في المدينة على مر السنوات من افتتاح المطاعم إلى مشاريع البناء.

وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.

ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.

وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب، وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى سقوط أكثر من233 ألف يمني خلال السنوات السبع. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى