أخبار محليةاخترنا لكمالأخبار الرئيسيةتقارير

ملف اليمن على رأس الأجندة.. السعودية وإيران يتبادلان “رسائل ودية” للعودة إلى المحادثات

يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:

يتبادل السعوديون والإيرانيون الرسائل بشأن تحقيق تقدم في المحادثات التي تجري في العاصمة العراقية بغداد بين الدولتين الجارتين وهو ما قد يمهّد إلى اتفاق بشأن أمن إقليمي جديد تكون اليمن على رأس أولوياته.

وبرز ذلك في كلمة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز خلال اجتماعات الجمعية العامة بالأمم المتحدة.

وقال الملك سلمان إن “إيران دولة جارة، ونأمل أن تؤدي محادثاتنا الأولية معها إلى نتائج ملموسة لبناء الثقة، والتمهيد لتحقيق تطلعات شعوبنا في إقامة علاقات تعاون مبنية على الالتزام بمبادئ وقرارات الشرعية الدولية، واحترام السيادة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية”.

وكانت العلاقة بين الدولتين قد توقفت في 2016م بعد أن سحبت الرياض دبلوماسيتها من طهران، عقب هجوم على قنصليتها من متظاهرين محافظين يمثلون المرشد الأعلى في إيران. وجرت المشاورات الأولية- التي تحدث عنها الملك سلمان- بين ابريل/نيسان ويونيو/حزيران هذا العام.

لكنها بَقت على مستوى أجهزة مخابرات البلدين.

 

الرد الإيراني

ويوم الثلاثاء، التقى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بنظيره الإيراني أمير عبداللهيان على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو أبرز لقاءات بين المسؤولين السياسيين للبلدين. وقالت الخارجية الإيرانية على تويتر إن اللقاء ب”اجتماع متابعة لاجتماع عقده خلال مؤتمر في بغداد في 28 أغسطس/ آب الماضي”.

وترى إيران، في اليمن فرصة في دفع السعودية نحو حرب استنزاف طويلة الأمد، ولأجل ذلك تقدم الدعم العسكري والسياسي للحوثيين، وفقًا لدول عربية وغربية وخبراء من الأمم المتحدة. ولطالما نفت طهران هذه المزاعم، رغم وجود أدلة على عكس ذلك.

ورداً على رسائل الملك سلمان بن عبدالعزيز قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، في تصريح مع وكالة أنباء “إرنا” الإيرانية يوم الخميس: “أجرينا عدة جولات من المحادثات مع الحكومة السعودية في بغداد خلال الأشهر القليلة الماضية وكانت محادثات جيدة بشأن العلاقات الثنائية”، مضيفا أن التقدم في المحادثات بشأن أمن الخليج كان جاد للغاية.

ونفى خطيب زاده، توقف المحادثات، مشيرا إلى تبادل الرسائل على المستوى المناسب بعد تولي حكومة إبراهيم رئيسي مهامها.

وقال: “نعتقد أنه إذا أولت حكومة السعودية اهتماما جادا برسالة الجمهورية الإيرانية بأن حل المشكلات في المنطقة يكمن داخل المنطقة نفسها، وأنه يجب أن نتوصل إلى آلية إقليمية شاملة، حينها يمكن أن تكون لدينا علاقة مستقرة وجيدة بين البلدين المهمين في المنطقة، وهما إيران والسعودية”.

وتوقفت المشاورات الأسابيع الأخيرة حتى يتم تعيين مسؤولين ضمن حكومة رئيسي فيما يتعلق بالتفاهم بالشرق الأوسط، حيث ستستأنف عقب ذلك -حسب ما يفيد الدبلوماسيون في إيران لوسائل إعلام محلية.

 

اليمن على رأس المحادثات

يقول مسؤولون ومحللون عرب إن انتخاب الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى جانب التأثير الاقتصادي لوباء فيروس كورونا، دفع القادة الإقليميين إلى إعادة ضبط سياساتهم الخارجية والتركيز بشكل أكبر على القضايا المحلية.

ويقول المسؤولون إن التقارب مؤقت، إذ تركز المحادثات إلى حد كبير على المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران الذين يقاتلون الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً والمدعومة من السعودية.

وقادت المملكة العربية السعودية تحالفًا عربيًا عام2015 لمواجهة الحوثيين. وتتهم الرياض طهران بتزويد الحوثيين بالسلاح بما في ذلك الصواريخ والطائرات المسيرة التي تطلق على المملكة.

ويعتقد مسؤولون عُمانيون أن مشاورات بين الرياض وطهران قد تتم في مسقط، التي تشهد حراكاً دبلوماسياً للتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب اليمنية، حيث يوجد مكتب الحوثيين للتفاوض. والتقى مبعوث الأمم المتحدة الجديد إلى اليمن هانز غروندبرغ بالممثلين الحوثيين هذا الأسبوع.

وقال مسؤولون أمنيون عُمانيون في يوليو/تموز- أي بعد أسبوعين من انتهاء جولة المشاورات في بغداد- إنه “بالتزامن مع التوسط من أجل السلام بين الحوثيين والحكومة اليمنية، تحاول عمان التقريب بين وجهات نظر إيران والسعودية”.

 

مقايضة سوريا-اليمن

وقال مركز أبعاد للدراسات والبحوث في دراسة نشرها يوم 19 سبتمبر/أيلول الجاري: قدمت الرياض مقترحاً -خلال المشاورات- أن تترك إيران دعم الحوثيين في اليمن، مقابل أن تدعم الرياض عودة نظام بشار الأسد في سوريا إلى جامعة الدول العربية والاعتراف بشرعيته وإعادة فتح السفارة السعودية في دمشق.

ولفت المركز إلى أن إيران رفضت العرض السعودي “إذ أن دعم الحوثيين صفقة مربحة لها، بينما النظام السوري يسيطر فعلياً على معظم الأراضي السورية، وتأمل طهران أن يسيطر الحوثيون على محافظة مأرب حتى يحصل حلفائها في اليمن على اعتراف دولي.

 

شرط السعودية: وقف دعم الحوثيين

ويرى كبير الباحثين في معهد واشنطن والمستشار السابق لدى وزارة الخارجية الأميركية، ديفيد بولوك، ما أعلمه أن هناك رغبة في أن تكون المحادثات المقبلة على مستوى وزارتي الخارجية، خاصة بعد اللقاء الذي تم بين وزيري الخارجية في بغداد على هامش مؤتمر بغداد، والاجتماع الذي تم مساء الثلاثاء على هامش اجتماع الجمعية العامة في منزل السفير العراقي في نيويورك”.

ويضيف بولوك في تصريحات صحفية: “الشرط الأساسي لدى السعودية، هو عودة إيران إلى التزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي، أما الشرط الثاني، والمهم جدا، يكمن في الميليشيات الحوثية في اليمن التي تهدد الأمن في السعودية، بالاتفاق على وقف إطلاق النار أو على الأقل وقف الهجمات العابرة للحدود التي تستهدف المملكة”.

من جهته مدير المركز العربي للدراسات الإيرانية في طهران، محمد صالح صدقيان، أن “إيران طرحت برنامجا من أربع نقاط من أجل إيقاف الحرب في اليمن، حيث تعتقد طهران أن الحوار اليمني-اليمني كفيل بحل مشكلة اليمن”.

وقال صدقيان إن الإيرانيين في جولات المباحثات الثلاث الماضية بين الرياض وطهران، أوضحوا أنهم لا يستطيعون التأثير على الحوثي، لكنهم يستطيعون أن يساهموا ويدفعوا إلى لقاء يمني- يمني”.

يأتي ذلك في الوقت الذي يشن الحوثيون هجوماً للسيطرة على محافظة مأرب الغنية بالنفط، رغم الأكلاف البشرية والمادية الهائلة منذ بدء العملية الأخيرة في فبراير/شباط الماضي.

ويرفض الحوثيون مبادرات أممية وسعودية بشأن وقف إطلاق النار في اليمن أملاً في تحقيق السيطرة على المحافظة لزيادة حظوظهم في أي مفاوضات متوقعة.

وقال وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك يوم الخميس، إن “إيران وجهت الحوثيين بالاستمرار في الهجوم على مأرب”.

وخلص مركز أبعاد في دراسته: في كل الحالات فإن أي مفاوضات بين السعودية وإيران، فإن الأخيرة هي الكاسب الوحيد من هذه المفاوضات. وإذا ما حدث اتفاق فعلا على النظام الأمني الشامل؛ فإن الرياض ستقدم مزيدا من التنازلات في الملف اليمني لإحداث توازن.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى