فنون

شابة يمنية تحترف المكياج السينمائي وتحلم بصنع الأفلام

يمن مونيتور/قسم الأخبار

منذ حوالي عامين تواصل الشابة اليمنية شهد الجنفدي، إبداعاتها الفنية في مجال المكياج السينمائي الذي عشقت ممارسته كأول شابة تهتم كثيرا بهذا المجال في بلادها التي تعاني ظروفاً صعبة جراء الحرب المستمرة منذ نحو سبع سنوات.

ومع بدء انشغال العالم بفيروس كورونا، استغلت الجنفدي (22 عاما) الفراغ بعد أن توقفت الجامعات والأعمال، في ممارسة هواياتها الفنية بمجال المكياج السينمائي الذي يحظى بحب كبير بالنسبة لها.

تخرجت شهد هذا العام من كلية الإعلام في جامعة صنعاء، أكبر جامعات اليمن، وكانت تدرس الإعلام وهي تفكر بأن تتحول إلى صانعة أفلام لتكسب جمهوراً واسعا وتوصل رسالتها إلى اليمنيين.

تقول شهد حول بداية مشوارها الفني: «كنت أسأل نفسي: لماذا لا أوظف هذه الميول للفن في خدمة السينما خاصة والتلفزيون عامة، وفي الوقت نفسه أكون موجودة على الساحة الفنية؟».

حظيت شهد بتشجيع مع بدء دخولها في هذا المجال، وتقول: «أكثر من شجعني أمي الأستاذة فوزية وأخواتي وصديقي الداعم لي المخرج باسل منصر».

وتشير إلى أن فكرة هذا الفن أتتها وهي تتابع مشهد في مسلسل، وسألت نفسها حينها:”لماذا لا يكون لدينا شخص مهتم بالراكور والماكيير ويصنع شخصيات وتغيرات مثل ما يحدث لأفلام الشخصيات التاريخية ؟».

قررت بدء العمل ونشرت عدة صور عليها المكياج السينمائي في مواقع التواصل الاجتماعي، وحصلت على تفاعل وإعجاب كبيرين من الجمهور، ما جعلها تحوز على دفعة معنوية كبيرة ما زالت مستمرة حتى اليوم.

والمكياج السينمائي يستخدم أدوات متعددة بينها الألوان لأجل الحصول على تأثيرات وتغييرات سينمائية على الوجوه وأعضاء الجسم، من قبيل الجروح والثقوب والدماء وما إلى ذلك من مؤثرات.

ويستطيع الفنان عن طريق المكياج السينمائي تغيير شكل الشخص من حيث لونه وعمره، وصنع حالة من الرعب أو الجمال الطاغي على الشخصية بحيث يتغير شكلها إلى شخصية أخرى متناسقة مع فكرة وهدف العمل الفني.

أو قد يستعمل الخدع من حيث استخدام مواد فنية على الجسد لإيهام المشاهد بأن الشخصية أصيبت بجراح أو غيرها.

وحول الأدوات التي تستخدمها شهد توضح أن «كل عمل له أدواته الخاصة، فمثلاً ميك أب الشخصيات أقوم بشراء الأدوات الخاصة فيه، فيما ميك أب الخدع، بعض الأدوات أقوم بصناعتها على فترات وتعليبها».

حملات فنية نفذت الجنفدي عدة حملات فنية هادفة، أبرزها إطلاق حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تناولت أضرار الحوادث المرورية، حيث تم عمل ماكياج سينمائي على شاب يظهر فيه الجراح والكسور، كتعبير فني هادف عن الآثار السلبية للحوادث الناجمة في معظمها عن السرعة الزائدة.

كما نفذت حملة استخدمت فيها المكياج السينمائي حول قضية العنف ضد النساء، نشرت فيها صورا فنية تدل على العنف وتأثيراته السلبية على المجتمع.

وتضمنت الصور استخدام ماكياج سينمائي على الوجه يظهر الجراح والكدمات الناجمة عن العنف.

إضافة إلى حملات أخرى، منها التحذير عبر صور فنية من مخاطر فيروس كورونا، وضرورة الاحتراز منه.

طموح فني وحول الهدف الفني الأساسي الذي تسعى له شهد تشير إلى أنها تهدف لإضافة الواقعية في ظل تحسن الدراما اليمنية في الجوانب الفنية، وإنتاج أعمال يمنية لها بصمة ملحوظة في الجوانب الفنية سواءً كانت تاريخية أو تراجيدية أو حديثة.

وتشدد على ضرورة التعمق في تكوين الشخصيات وبنائها للحصول على نتائج ملفتة للمشاهد.

وفيما يتصل بواقع الفنانات باليمن في ظل ظروف الحرب تفيد شهد «حالياً بدأت الفنانات بالظهور في عدة جوانب سواءً الرسم أو الغناء والشعر خاصة في فترة الصراع».

وتلفت إلى أنه يتم «تجسيد الواقع المعاش بالفن المحاكي للواقع؛ فيما موضوع فن المكياج بات غريباً بعض الشيئ ولم يسبق أن تم التعامل مع المكياج كفن يستطيع إيصال رسالة في اليمن؛ ولكن ما زلنا في محاولة الوصول».

شهد لها عدة طموحات تسعى لتحقيقها في المستقبل، قائلة: «أهم طموحاتي هي أن أصبح صانعة أفلام درامية، وصنع نماذج مرئية تصل لآلاف الناس، إضافة إلى صنع بصمة في الجانب الدرامي والسينمائي، وأن أكون مستقلة بتفكيري».

وفي ختام حديثها توجه شهد رسالتها لليمنيين واليمنيات: لا تجعل الحرب والوضع حجة أو شماعة لعدم التطور… من المهم أن نسعى ونحاول… أهم شيء لا يقتلنا الفراغ… أتمنى أن تتوقف الحرب ويتحسن كل شيء للأفضل ويكون لنا صوت يصل إلى العالم حتى ولو عبر الشاشات الرقمية”.

المصدر : د. ب. أ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى