أخبار محليةالأخبار الرئيسيةتقارير

الحزن يخيم على اليمن ويوحدها بعد رحيل مفتي الجمهورية العلامة “القاضي العمراني”

يمن مونيتور/وحدة التقارير/خاص

ودع اليمنيون الإثنين، القاضي العلامة محمد بن إسماعيل العمراني الذي توفي فجر اليوم الاثنين في مدينة صنعاء عن عمر ناهز 99 عاما.

وشهدت صنعاء جنازة عظيمة للشيخ العمراني حضرها عشرات الآلاف، والتي كانت بمثابة استفتاءً وتعبيراً عن حب اليمنيين له ولما قدمه في خدمة الدين، حيث كان يعد من أشهر علماء اليمن المعاصرين في العلوم الشرعية والفقهية والدينية.

ولد القاضي العمراني عام 1922 في صنعاء من أسرة علم مشهورة، ودفعت به والدته للدراسة بعد وفاة والده وهو في الرابعة من العمر.

وللعمراني سيرة ذاتية حافلة بالعطاء فقد التحق بالمدرسة الابتدائية وهو في سن الرابعة من عمرة بعد وفاه والدة، ودرس القرءان الكريم، ثم ذهب للدراسة في الجامع الكبير، وقرأ هناك المتون كمتن الأزهار، ومتن الكافي في الأصول، وملحة الإعراب، وألفية ابن مالك، وغير ذلك، ثم درس على يد جماعة من علماء اليمن كثيرين كالسيد عبد الكريم بن إبراهيم الأمير، والسيد عبد الخالق الأمير، والقاضي يحيى بن محمد الإرياني والد القاضي عبد الرحمن الإرياني الذي كان رئيسًا للجمهورية.

وتدرج في دراسته العلمية والفقهية ليبرز اسمه ضمن أكثر الشخصيات وسطية، واحتفاظا باحترام أتباع مختلف المذاهب في البلاد.

وشغل العمراني منصب مفتي الجمهورية اليمنية لسنوات، قبل أن تعين جماعة الحوثي المسيطرة على صنعاء منذ نحو سبع سنوات، مفتيا مقربا منها في أبريل/ نيسان 2017 في خطوة أثارت استياءً كبيرا باليمن.

ونعاه الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وذكر في بيان أن العمراني يعد أبرز علماء وفقهاء اليمن في التاريخ الحديث، وبرحيله فقدت الأمة الإسلامية عالما من علمائها المخلصين الأفاضل.

كما أوضح بيان لوزارة الأوقاف اليمنية أن الشيخ الراحل كان كبير علماء اليمن بلا منازع ومرجعهم عند التنازع، مشيرا إلى مساهماته العلمية المتميزة في مجالات القضاء والتدريس وحلقات المساجد.

فكر واضح وطريق سليم

في ذات السياق يقول الصحفي والباحث “فهد سلطان” إن الشيخ العمراني من العلماء القلائل الذين بنوا لهم خطا فكريا واضحا منذ وقت مبكر.

وأفاد في تصريح لـ “يمن مونيتور”، إن ذلك الخط الفكري الواضح جعله قادرا على السير بخطى ثابتة.

وأضاف أن العمراني من العلماء الذين فهموا جيدا تركيبة المجتمع اليمني، وبالتالي لم تكن فتاوى نشازا أو بعيدة عن الواقع.

وتابع: سمعته لمرات وكان بعد كل سؤال يستفسر أشبه بما يفعله القاضي ثم يصدر الحكم بعد ذلك وهذا قليل حد الندرة في العلماء.

وأشار: بما أنه في مجتمع اختلط فيه السياسي بالديني فقد حرص ألا يخوض في الجانب السياسي ويقتصر جهده على التعليم الديني وإفتاء الناس والوقف معهم في شؤون دينهم، كانت فتاوى أقرب إلى التعليم.

وبين سلطان أن كل من يجلس مع العمراني، كان يشعر أنه أمام معلم وليس أمام مفتي، وهذا ما جعله محبوب بشكل كبير من قبل كل الناس.

واختتم تصريح بالقول: إن العمراني انحاز لما يؤمن به وعاش للعلم طيل حياته، فنال هذا الحب في قلوب الناس.

تفاعل محلي وعربي

وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي على امتداد الوطن العربي تفاعل كبير، فقد نعاه العلماء والشيوخ، والأحزاب والهيئات، وغرد النشطاء والأدباء عن الشيخ الجليل واستحضروا الكثير من مواقفه وكيف استطاع كسب محبة كل اليمنيين بعلمه وتمكنه من حل الكثير من القضايا بفتاوى وأحكام تستند إلى أحكام الشريعة.

وقال حزب الإصلاح اليمني إن القاضي العمراني “كان واحداً من العظماء منارة الفقه والحديث، فهو القاضي الأجل والعلم الشامخ، والطود الباذخ والقمة السامقة، والشعلة الوقادة والهمة العالية، علم الفقهاء وبقية الفضلاء، عرفته الأمة الفقيه المحدث، واللغوي والمحقق، شيخ القضاة، وإمام الدعاة”.

وغرد الصحفي “همدان العليي” قائلا: إن العمراني رحمة الله عليه مثل الجمهورية، كرهته السلالة وحاربته وحرضت ضده سرا، لكنها تظهر مودتها واحترامها له أمام الناس نفاقا.

وأضاف: من عظمة الجمهورية، أن اعدائها (الحوثة) يمدحونها، ولا يجرؤون على اظهار كرههم لها وحقدهم عليها.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى