أخبار محليةاخترنا لكمالأخبار الرئيسيةتقارير

“مركز التراث الحضرمي للفضة”.. يمني يهوى جمع “الفضة الحضرمية” يحوّل منزله إلى معرض (تقرير خاص)

يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ من خالد سعيد

“مركز التراث الحضرمي للفضة” للوهلة الأولى يبدو مركزاً يمنياً رسمياً للفضة الحضرمية التي ذاع صيتها قديماً في معظم الجزيرة العربية وشرق آسيا، لكنه ليس كذلك بل جزء من منزل جامع الفضة القديمة “حسن باحشوان” في “سيئون” وادي حضرموت.

منذ وقت مبكر من حياته يجمع “باحشوان” جمع “الفضة” بكل أنواعها مهما كانت متناهية في القِدم، كهواية وهي الحليّ اليمنية القديمة الضاربة في جذور التاريخ.

“حسن باحشوان” المنحدر من مدينة سيئون بمحافظة حضرموت، يحتفظ بتراث حضرموت (شرقي اليمن) بجمع الفضة التي اهملتها سلطات البلاد في وقت تعيش حرباً مستعرة منذ سبع سنوات.

لم ينتظر “باحشوان” من يأخذ بيديه إلى الحفاظ على أحد المورثات التي تتمتع بها حضرموت، فأخذ يطوف بين المدن ومناطق محافظة حضرموت، للبحث عن الفضة الحضرمية القديمة، حتى بدأ يجمع شيئاً فشيئاً، حتى كوّن معرضاً خاصاً له منذ أكثر من 12 عام، وأطلق على زاوية في بيته بـ”مركز التراث الحضرمي للفضة”.

جاءت نشأة هذا المركز، الذي يعود للفضل الكبير بعد الله سبحانه وتعالى لباحشوان، بهدف الحفاظ على تاريخ الفضة الحضرمية وتوثيقها وكذا الحفاظ عليها من الاندثار، ولتعريف الأجيال الحالية على الموروث الحضرمي، وتذكير الأجيال القادمة.

وأصبح اليوم، مركز باحشوان الخاص بالفضة الحضرمية القديمة، معرضاَ في بيته، بعد أن خطط ورسم هدفه منذ سنوات، وصار مزاراً للقريب والبعيد، والمسؤول والمواطن.

 

“باحشوان” جامع الفضة الذي حوّل منزله إلى مزار

 

جهد ذاتي

قام حسن عمر باحشوان، بتجميع الفضة الحضرمية القديمة بجهدٍ ذاتي خالص، وكانت لديه هواية في تجميع ذلك.

ويؤكد باحشوان لـ”يمن مونيتور”، “أنه قام بذلك كله بمفرده وبجهده الذاتي، ولم يتلقى أي دعم مادي أو معنوي، من أي جهة حكومية أو خاصة”.

وأضاف، أن هدفه الرئيسي من تجميع الفضة الحضرمية القديمة، هو حفاظاَ عليها من الاندثار، وتوثيق الأسر التي قامت بتصنيع قطع الفضة الحضرمية.

 

شهرة الفضة الحضرمية القديمة

اشتهرت الفضة الحضرمية القديمة، في أرجاء عموم المحافظة بل واليمن عموماً.

ويقول باحشوان، لـ”يمن مونيتور”، “إن هناك مناطق برزت ولمعت في تصنيع الفضة الحضرمية القديمة، ولا زالت حتى الآن، كوادي دوعن، وتريم، وسيئون، والهجرين، وساه، والسوم، وغيل عمر، والشحر ، وقصيعر، والديس الشرقية.

ويضيف في حديثه لـ”يمن مونيتور”، “مُعدداً الأسر التي اشتهرت بتصنيع الفضة الحضرمية القديمة، فيقول: “من هذه الأسر، أسرة آل باحشوان ، وآل باطاهر ، وآل باداؤود ، وآل بامختار، والعماري، وآل باقطيان، ولا زالت حتى الآن”.

آلات طبية وحليّ قديمة من الفضة الحضرمية في منزل “باحشوان”- يمن مونيتور

لا زال محافظاً عليها من الاندثار 

يقول باحشوان لـ”يمن مونيتور”، إن تاريخ الفضة الحضرمية قديم جداً، مشيراً بأنه قام بهذا العمل بتجميع الفضة من أجل الحفاظ عليها من الاندثار”.

وأكد، أن الاشياء التي تم تجميعها من الفضة وتتواجد في المركز، أدوات التصنيع القديمة، ومنها ما قبل ظهور الغاز، يتواجد المنفاخ، والصائغ قديماً يستخدمه في صناعة الفضة، مضيفاً أن المصادق والطوابع توجد في المركز ويتم عبرها تصنيع الفضة، وكما توجد الأساور أو ما يعرف حضرمياً بـ “المُطل”.

ويضيف باحشوان في حديثه بشرح المركز فيقول لـ”يمن مونيتور”، “أن الملابس توجد فيه، فيشرح أحداها فيقول، “يوجد لدينا ثوب قديم تلبسه المرأة، وفيه المضرب على رأسها، ومن ثم العلم وبعدها المري والحرز، ويعتبر من أفضلها، وهو من منطقة الهجرين، ومطرز بالفضة، وتوجد خيوط وسط هذا الثوب تُسمى بـ “التل”، كما يُلبس حزام في وسطه، ويُسمى الثوب بالكامل بـ “ذيلاو قدما”.

حليّ وأدوات من الفضة في منزل باحشوان في حضرموت – خالد سعيد يمن مونيتور

مشاركات محلية وخارجية

ويقول باحشوان لـ”يمن مونيتور”، “شاركت على المستوى المحلي في محافظة حضرموت في مديرية غيل باوزير، بمناسبة زيارة الوفد الأوروبي الأمريكي، وفي صنعاء في 2012م، بمناسبة افتتاح بناء مركز المهارات ومهرجان صيف صنعاء في 2014م”.

ويذكر باحشوان مشاركاته الخارجية، فيقول إنه شارك في معرض في الولايات المتحدة الأمريكية، وتم عرض القطع الفضية القديمة الحضرمية وتاريخ تصنيعها، ما نالت استحسان وإعجاب الزوار.

يقول باحشوان، “منذ إنشاء المركز وحتى الآن، لم اتلقى على أي دعمٍ ماديٍ أو معنوي، وكل هذا كان بجهدٍ ذاتي وفردي، مطالباً الجهات المسؤولة والحكومية، بدعمه من أجل الحفاظ على ما تبقى من تراث محافظة حضرموت.

لباس حضرمي تقليدي مطرز بالفضة منزل “باحشوان”- خالد سعيد يمن مونيتور
حليّ وأدوات من الفضة في منزل باحشوان في حضرموت – خالد سعيد يمن مونيتور

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى