أخبار محليةالأخبار الرئيسيةتقارير

أزمة الغاز المنزلي تفاقم معاناة المواطنين في تعز اليمنية (تقرير خاص)

يمن مونيتور/ مختار شداد

يعيش المواطنون في مدينة تعز اليمنية، معاناة مستمرة منذ بداية الحرب مطلع العام 2015، فالمعاناة لا تتوقف عند الحرب والحصار المفروض على المدينة من جانب الحوثيين للعام السابع على التوالي، بل إن إنهيار العملة المحلية وإرتفاع أسعار المواد الغذائية في الآونة الأخيرة شكلاً عبئاً آخر يعيشه المواطنون في المدينة خصوصًا مع دخول شهر رمضان، حيث بات الكثير من المواطنين غير قادرين على توفير متطلبات الأسرة الأساسية.

إلى ذلك، فرضت أزمة انعدام الغاز المنزلي معاناة إضافية ألقت بظلالها على حياة المواطنين لا سيما خلال شهر رمضان المبارك، حيث أصبح الكثيرون منهم لا يستطيعون شراء أسطوانة الغاز بسعرها المرتفع في السوق السوداء.

ويشكو المواطنون في المدينة من إنعدام الغاز المنزلي بصورة متكررة، البعض منهم يتهم وكلاء استيراد الغاز ببيع جزء من الحصص التي يتسلمونها بسعر مرتفع للسوق السوداء، مما يساعد في خلق أزمة غاز كما يقولون.

سعر متغير

يشهد سعر أسطوانات الغاز تغيرًا من فترة إلى أخرى، فلقد كان سعر الأسطوانة الواحدة 2500 ريال، ثم ارتفاع إلى 2700 ثم 3000 ريال، وفي العام الماضي ارتفع السعر إلى 3500 ريال، هذا العام بلغ سعر الأسطوانة الواحدة 5500 ريال عند الوكلاء، فيما بلغت قيمتها في السوق السوداء حوالي 9 آلاف ريال.

بهذا الخصوص يقول “ناظم العقلاني” مسؤول الرقابة على معارض الغاز في المدينة أن الزيادات السعرية التي حصلت كانت بموجب قرار من مجلس الوزراء لدعم الحكومة، حيث طُلب مؤخرًا من السلطة المحلية زيادة سعرية على اسطوانات الغاز بقيمة حوالي 830 ريال، أضيف إلى ذلك سعر فارق النقل 70 ريال.

وفرضت أزمة المشتقات النفطية إضافة على السعر الرسمي بقيمة 200 ريال على كل أسطوانة ليصبح سعر أسطوانة الغاز 5500 ريال.

وأضاف “العقلاني” لـ”يمن مونيتور”: كل سبب من أسباب الزيادة له مبرر خارج الإرادة” مشيرًا إلى أنه من الممكن أن ينخفض السعر قليلًا في حال فتح طريق هيجة العبد وعودة أسعار المشتقات النفطية للسعر الرسمي، أما الزيادات الرسمية فهي معتمدة من مجلس الوزراء وليس من السلطة المحلية.

وأوضح” العقلاني” أن الكميات المعتمدة للمديريات الواقعة تحت سيطرة الشرعية في تعز قليلة، وهناك عجز يتمثل في عدم اعتماد مقطورات يومية لكبار المستهلكين وهذا ما يتسبب في تحمل هذا القطاع كميات كبيرة من الكميات المعتمدة للإستخدام المنزلي.

وحسب المصادر الرسمية، فإن مزارع الدواجن في الأرياف تستهلك حوالي 930 أسطوانة غاز، ويستهلك أصحاب المطاعم والأفران وكبار المستهلكين الآخرين أكثر من 320 أسطوانة يومية.

أما في المدينة فيستهلك كبار التجار أكثر 1300 اسطوانة يوميًا؛ وكل ذلك يتم تموينه من الغاز المخصص للاستخدام المنزلي، هذا الأمر يؤثر بشكل سلبي على حياة السكان في المدينة.

من جهته، يعتقد المواطن “محمد علي” أن الزيادة السعرية الجديدة المضافة على أسطوانات الغاز أثرت سلبًا على حياة المواطنين خصوصًا في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمشتقات النفطية، وتفاقمت معانتهم في شهر رمضان كثيرًا، على حد قول محمد.

انتظار طويل

يعتمد الوكلاء في توزيع اسطوانات الغاز على طريقة ” الدفع المسبق” حيث يقومون بأخذ الاسطوانات الفارغة من المواطنين مع المبالغ المالية لكل اسطوانة مقدمًا، هذه الطريقة تبدو للبعض مناسبة، إلا أنها في نظر الكثيرين غير مجدية، فموعد إستلام الأسطوانات الممتلئة ليس ثابتًا دائمًا.

يتحدث المواطن “بسام العولقي” لـ”يمن مونيتور” عن معاناته في انتظار استلام الأسطوانة التي غابت عنه طويلًا، فيقول: ” منذ أكثر من اسبوعين وأنا في انتظار عودت أسطوانتي التي تركتها عند الوكيل الذي وعدني بتسليمها بعد أسبوع فقط، وأحيانًا أضطر لتعبئة الأسطوانة من محطات السوق السوداء”.

يترقب “بسام” وغيره الكثيرين أي بارقة أمل لاقتراب موعد إستلام اسطوانات الغاز الخاصة بهم، هذا الموعد الذي أخذ يتمدد أسبوع بعد آخر، وقد يطول أحيانًا إلى شهر، كما يقول بسام.

ويضيف “العولقي” “أن صعوبة الحصول على أسطوانة غاز بالسعر الرسمي وبشكل منتظم أصبحت كابوس يجثم على صدور المواطنين في المدينة خصوصًا في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة، فالمواطن التعزي بات ينتظر اسطوانة الغاز بسعرها الرسمي أسابيع طويلة بينما هي تباع في الأسواق السوداء بسعر مضاعف، ولكنها المواطن لا يستطيع شرائها بشكل دائم من الأسواق السوداء.

ومع دخول شهر رمضان المبارك زادت معاناة المواطنين كثيرًا في الحصول على أسطوانات الغاز بالسعر الرسمي، مما جعل البعض يضطر لشرائها من السوق السوداء بسعر مضاعف.

ويعيش الكثير من المواطنين في مدينة تعز أوضاعا إنسانية صعبة، وذلك بسبب تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية، بالإضافة إلى الحصار الخانق الذي تفرضه “مليشيا الحوثي” على المدينة منذ العام 2015م .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى