أخبار محليةالأخبار الرئيسية

(وكالة) مبادرة “السلام” الأمريكية في اليمن معلقة حتى انتهاء معركة مأرب

يمن مونيتور/ قسم الأخبار:

قال مسؤول غربي إن مبادرة الأمريكية للسلام في اليمن “معلقة” حتى انتهاء معركة مأرب المحتدمة- حسب ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية.

وقالت وكالة الأنباء الفرنسية ، يوم الاثنين، إن دفع انخراط الولايات المتحدة في عملية إنهاء الصراع الطويل في اليمن إلى تنشيط عملية السلام، لكن القتال العنيف شمالي البلاد حول مدينة مأرب الاستراتيجية أقام حاجزا جديدا.

وقد سحبت الولايات المتحدة دعمها لعمليات التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، بينما تقول مصادر مطلعة إن مبعوثها الجديد لليمن تيم ليندركينغ التقى وجها لوجه المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران.

ومع تسلم جو بايدن الرئاسة بدأت الإدارة الجديدة بإلقاء ثقلها الدبلوماسي خلف مبعوث الأمم المتحدة لليمن مارتن غريفيث الذي تتمثل مهمته المعقدة في دفع الجانبين للجلوس على طاولة المفاوضات.

وصرح مسؤول غربي مقيم في الخليج لوكالة فرانس برس إن “ليندركينغ يقوم بجولات في المنطقة ويتواصل مع أطراف النزاع”.

وأضاف أن “الانخراط الأميركي يجلب زخما جديدا لإنهاء حالة الجمود، إذ أصبح الدعم لغريفيث أقوى من أي وقت مضى”.

ورغم التفاؤل، تلقّى ليندركينغ ردا باردا على خطّته لإحياء عملية السلام. وقال مصدر مطّلع على جهود الأمم المتحدة في اليمن إن المبادرة معلّقة فعليا حتى تنتهي المعركة المحتدمة خارج مدينة مأرب.

ويلقي الحوثيون بكل ما لديهم في القتال من أجل اقتحام عاصمة المحافظة الغنية بالنفط، ويتكبّدون خسائر فادحة وهو ثمن يرون أنه يستحق دفعه في مقابل آخر معقل في الشمال مازال في أيدي الحكومة.

ومن شأن الاستيلاء على المدينة أن يمنح المتمردين مصدر دخل، إضافة إلى موقع أقوى على طاولة المفاوضات، أو حتى أن يشجّعهم على محاولة التقدم نحو قضم المزيد من الأراضي.

وقال المصدر المطّلع على جهود الامم المتحدة إنّ المعركة “تعوق بدء المفاوضات لأن الحوثيين يريدون معرفة المدى الذي يمكنهم الذهاب اليه”.

وفي أعقاب جولته أكّد ليندركينغ أنّه سيعود إلى المنطقة عندما “يكون الحوثيون مستعدين للتحدث”.

وأوضح في جلسة حوارية الجمعة الماضي بعد رحلة استغرقت 17 يوما إلى الخليج “لدينا الآن خطة سليمة لوقف إطلاق النار على مستوى البلاد مع عناصر من شأنها أن تعالج على الفور الوضع الإنساني المزري في اليمن وبشكل مباشر”.

وتابع “هذه الخطة معروضة على قيادة الحوثيين منذ عدة أيام”، لكن المتمردين “يبدو أنّهم يعطون الأولوية للحملة عسكرية للسيطرة على مأرب، وهذا أمر مؤسف ولا أفهمه”.

ورفض كبير مفاوضي الحوثيين محمد عبد السلام، الذي قال مصدر مطلع إنه التقى ليندركينغ في عمّان التي تعد محطة محايدة، خطّة المبعوث ووصفها بأنّها لا تحتوي على “أي جديد”.

لكن الصحفي الذي أجرى مقابلة معه على قناة “المسيرة” التابعة للحوثيين أصدر في وقت لاحق “توضيحا” عبر تويتر قال فيه إنّ عبد السلام “لم يُعلن رفض صنعاء للحوار الذي ترعاه سلطنة عمان، بل طرح ملاحظات على خطة كينغ في شكلها الحالي لا النهائي، وأكد أن النقاش حولها لا يزال مستمرا وقائماً”.

ويقول مراقبون إن الانخراط الأميركي يوفّر فرصة نادرة لحل سياسي هو السبيل الوحيد للخروج من الكارثة التي حلت باليمن، أفقر دولة في العالم العربي.

واستأنف الحوثيون مطلع فبراير/شباط تحرّكهم للسيطرة مدينة مأرب، الواقعة على بعد 120 كلم شرق العاصمة صنعاء، حيث يعيش قرابة مليوني نازح. لكنهم فشلوا في تحقيق أي تقدم كبير نحو المدينة الغنية بالنفط حيث يتلقون مقاومة كبيرة من الحكومة اليمنية والمقاومة الشعبية.

وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.

ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.

وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب وتشير تقديرات غربية إلى سقوط أكثر من233 ألف يمني خلال السنوات الست. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، حسب الأمم المتحدة، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى