أخبار محليةاخترنا لكمالأخبار الرئيسيةتراجم وتحليلات

رجل يمني ولِد بلا ذراعين يمارس شغف الكتابة ب”قدميه” ويكافح وسط الحرب

يمن مونيتور/ ترجمة خاصة:

عند مشاهدة خليل عبد الله الشهيد، يكتب رسائل منظمة وجميلة من السهل تصديق أنه لا يوجد شيء مستحيل.

وُلد الرجل البالغ من العمر 34 عامًا دون ذراعي لعائلة فقيرة في جنوب اليمن، وليس تعليم نفسه الكتابة بقدميه وفمه فقط ما يستطيع فعله، ولكن أيضًا أن يلبس وينظف نفسه ويقوم بإصلاحات حول المنزل.

ونشرت صحيفة “ذا ناشيونال” الإماراتية الناطقة بالانجليزية تقريراً عن الرجل الذي التقته في منزله في قرية صغيرة بمنطقة “الأزارق” بمحافظة الضالع، وقال “بدأت أشعر بتأثير إعاقتي مبكرا. لم أتمكن من القيام بأي مهمة بسيطة دون مساعدة والدتي وعندما كبرت، أدركت أنه لا أحد يستطيع مساعدتي إلى الأبد”.

وحسب التقرير -الذي نقله للعربية يمن مونيتور- فبدلاً من الذراعين، تظهر أطراف خليل العلوية بكونها عبارة عن جذعتين قصيرين تنتهي في اليدين بأربعة أصابع، قرر أن يتعلم استخدام قدميه.

يقول خليل الشهيد: “بدأت في الكتابة بأصابع قدمي، وأرسم بأصابع قدمي، وأمشط شعري بأصابع قدمي، وألتقط الأشياء بأصابع قدمي”.

ويضيف: “آمنت بنفسي ولم أسمح للإحباط بالسيطرة على ذهني. لم اعتقد ابدا انني مريض أو معاق. لقد عملت بجد لإقناع نفسي بأنني مساو للآخرين ويمكنني أن أفعل أشياء ذكية أفضل منهم … كان هذا هو السر الذي دفعني للأمام حتى هزمت إعاقتي “.

لقد دفعه تصميمه إلى الالتحاق بالجامعة، على الرغم من سخرية زملائه عندما بدأ الذهاب إلى المدرسة.

يتذكر خليل “ذهابي إلى المدرسة لأول مرة كان أسوأ يوم في حياتي، أتذكر الطريقة التي قام بها زملائي في الفصل بتخويفي، ومشاهدتي وأنا أحاول الكتابة بقدمي. ضحكوا علي بسبب شكلي وملابسي القديمة “.

قوة الإرادة

خليل، الذي استشهد بالكاتب المصري الضرير الشهير طه حسين كمصدر إلهام له، ينسب الفضل أيضًا لمعلم طيب في تشجيعه على المثابرة في تعليمه.

وأضاف: “أجبرتني المعاملة السيئة التي تعرضت لها في الأيام الأولى لي في المدرسة على ترك المدرسة والعودة إلى رعي الماعز حتى جاء معلم جيد يدعى علي عباس – وقد توفي – لإدارة المدرسة الابتدائية”.

وتابع: “لقد غير حياتي. شجعني على العودة إلى المدرسة وظل يهتف لي حتى أصبحت الأول في صفي”.

بعد إنهاء دراسته الثانوية في قريته قرر “خليل” الالتحاق بالجامعة. سجل وبدأ يحضر الفصول في كلية التربية في مدينة الضالع على بعد 20 كيلومترا من منزله.

وقال: “ساعدتني البيئة الودية في الكلية في إنهاء دراستي. كان زملائي ودودون ومتعاونون إلى أقصى الحدود. نظر إليّ الجميع بفخر كشخص معاق يكافح من أجل الدراسة. كانت المشكلة الوحيدة التي واجهتها هي المال. توفي والدي وأنا في المدرسة الثانوية ولم يكن لدي من يدعمني ماليًا أثناء دراستي في الكلية”.

وأضاف: “اضطررت إلى التخلي عن وجبات طعام لتوفير المال. أتذكر أنني اضطررت لإجراء الاختبار مرة أخرى لأنني لم أستطع شراء كتاب أحد الفصول الدراسية “.

خليل عبدالله متزوج وله خمسة أطفال: ثلاث بنات داليا (8سنوات)، رؤى (6 سنوات)، لينا (5 سنوات)؛ ووالدان محمد (سنتان) وأحمد (خمسة أشهر).

بينما ورث محمد إعاقة والده، يقول “خليل” إنه يتمتع أيضًا بذكائه.

خليل هو المعيل للأسرة، حيث يعيل زوجته وأطفاله إذا يعمل كسكرتير لإدارة التعليم بمحافظة الضالع يكسبون حوالي 40 ألف ريال يمني شهريًا (أقل من 80 دولار).

يقول: “إننا نعيش بميزانية محدودة لأنني لم أحصل على الترقية التي أستحقها بحصولي على شهادة جامعية”.

حلم آخر

وهو الآن ناشط معروف على فيسبوك يكتب تعليقات سياسية حول الوضع الحالي في اليمن بالإضافة إلى قصص قصيرة عن حياته لإلهام الأشخاص المعاقين الآخرين لدفع أنفسهم للتغلب على الصعاب.

يقول: “أريد دراسة علم النفس. كوني طبيب نفسي هو حلم بالنسبة لي. أريد أن أخبر العالم كيف يعاني المعاقون في اليمن وأنا بحاجة إلى إلهام وتحفيز أولئك الذين يقاتلون مع الإعاقة لمواكبة ذلك وعدم الاستسلام أبدًا”.

تتمثل رغبة “خليل” الأخرى في السلام في اليمن، قائلاً إن احتياجات الآلاف من اليمنيين المعاقين قد تم دفعها إلى الخلف وسط الحرب بين الحكومة اليمنية والحوثيين المدعومين من إيران والتي بدأت في عام 2014.

وقال خليل: “العالم لا يعرف شيئًا عن معاناتنا كأشخاص ذوي احتياجات خاصة محاصرين في الحرب. لا أحد يهتم بنا أو يناضل من أجل حقوقنا المنسية”.

المصدر الرئيس

Yemeni man born without arms on writing with his feet and overcoming in a warzone

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى