أخبار محليةالأخبار الرئيسيةتقارير

(انفراد) “مؤتمر صنعاء” في ذكرى التأسيس.. تحكم الحوثيين بالفعالية و”غضب خجول” لقيادة الحزب

يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:

كشفت مصادر في العاصمة اليمنية صنعاء، عن قيام الحوثيين بالتحكم بفعالية احتفاء حزب المؤتمر الشعبي العام بذكرى تأسيسه الـ38 في ظل سلطة الجماعة المسلحة، والتي تمت يوم الاثنين 24 أغسطس/آب.

وحظرت جماعة الحوثي المسلحة وجود صور للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح (رئيس الحزب)، وأمين عام الحزب (عارف الزوكا) اللذان قُتلا معاً نهاية 2017 على يد الحوثيين بعد أعوام من تحالف الطرفين ضد الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً المدعومة من التحالف الذي تقوده السعودية.

وقال عضو في اللجنة الدائمة للحزب بصنعاء لـ”يمن مونيتور”: لأول مرة تقام فعالية ذكرى تأسيس الحزب الثامنة والثلاثين بدون صور الرئيس السابق علي عبدالله صالح والأمين عارف الزوكا وسط اهانة تعرضنا لها تمثلت في تمزيق صور الرئيس من قبل مسلحين حوثيين في هذه المناسبة العظيمة.

إنهاء وجود صالح

وقال العضو الذي طلب عدم الكشف عن هويته: لأول مرة أيضاً لا يتم ذكر الرئيس صالح في الفعالية، حيث لم يتطرق رئيس المؤتمر الشعبي العام الشيخ صادق أمين أبوراس إلى الرئيس صالح وعارف الزوكا وبقية أعضاء حزب المؤتمر الذي نكلت بهم جماعة الحوثي وهذه تعد خيانة لدمائهم وخيانة لمبادئ الحزب.

وأضاف أن تلك الإجراءات الحوثية التي استهدفت “فعالية ذكرى تأسيس الحزب” “أثارت حفيظة أعضاء اللجنة الدائمة واستيائهم من القمع الذي مورس ضدهم من قبل الحوثيين.

وقال إنه يعتقد أن “الحوثيين تدخلوا في صياغة كلمات الأشخاص التي أُلقيت في الفاعلية، حتى لو لم تذكر القيادات ذلك، وأن بعض القيادات ارتجلوا الحديث في نهاية كلماتهم لإظهار إنهم ما يزالون أقوياء!”.

وقال أحد أعضاء الحزب الذين حضروا الفعالية لـ”يمن مونيتور” في صنعاء بعد قدومه من محافظة حجة: جرى مصادرة صور علي عبدالله صالح وعارف الزوكا قبل دخول صنعاء، وتعرضنا للإهانة من قِبل المسلحين الحوثيين على مدخل صنعاء.

شكاوى المهزلة

ولفت إلى أنه أخفى “صورة ل(صالح) لرفعها في الفعالية لكن الحوثيين، قاموا بتقطيعها قبل الدخول”.

وأشار إلى أن مسؤولين حوثيين كانوا موجودين يراقبون الجميع في الفعالية “قد يعتقلون الحاضرين مع عودتهم إلى قراهم”.

ويتشارك حزب المؤتمر في صنعاء مع الحوثيين حكومة غير معترف بها دولياً، كما يتشاركان في المجلس السياسي الأعلى الذي يمثل (رئاسة موازية) غير معترف بها. لكن أعضاء الحزب يقولون إن الحوثيين هم من يديرون كل شيء وبقائهم في المؤسستين شكلي فقط.

وشكا عضو أخر في اللجنة الدائمة، رفض كشف هويته، في حديثه لـ”يمن مونيتور”، من أنهم يتعرضون لإقصاء من الحوثيين، وقال إن “المؤتمريين حتى الوزراء أصبحت أوامرهم لا تنفذ وأصبحت الوزارات المحسوبة من حصة المؤتمر الشعبي العام تدار عن طريق اللجان الخاصة بالجماعة من خارج هذه الوزارات”.

وأضاف العضو أن “أبو راس تحدث عن هذه المهزلة بعد شكوى الوزراء التي ترفع إلى قيادة الحزب في صنعاء”.

وتحدثت المصادر لـ”يمن مونيتور” شريطة عدم ذكر هويتها خشية انتقام الحوثيين.

غضب أبو راس

ونقل مراسل “يمن مونيتور” مهاجمة رئيس المؤتمر الشعبي العام الشيخ صادق أمين أبوراس ل”اللجان الشعبية” الخاصة بجماعة الحوثي والتي تدير الوزارات من الخلف، قائلاً: إن إدخال “خمس جنابي (مفرده الجنبية: الخنجر اليمني المعروف) في جفل (غَمد) واحد ما يركبش”. وفي إشارة إلى مزاحمة الحوثيين وسيطرتهم على مؤسسات الدولة والمسؤولين.

وأضاف أبوراس: نقول ذلك لإصلاح الداخل لأننا مسئولين عن ثلاثين مليون نسمة الثلاثين المليون نسمة جائعين يريدون “غذاء” “مشتقات نفطية” يجب ان نعمل كيف نهون عليهم.

ودعا أبو راس الحوثيين إلى إعلان حكومة خاصة بهم ممثلة من “اللجان الشعبية الخاصة” الموجودة في مؤسسات السلطة. وقال: يشكلوا حكومة وحدهم كلنا باذلين كلنا مستعدين يشكلوا حكومة ويديروا الامور كما يحبوا بدون أن ندير الحكومة بلجان من خارج الحكومة.

واتهم أبو راس “اللجان الشعبية” التابعة للحوثيين بالسيطرة على المحاكم والقضاء و”إحلال أنفسهم بدلاً من الهيئات الأمنية والقضائية في البلاد”.

وأكد أبو راس استمرار تحالف حزبه مع الحوثيين “سنظل كتفاً بكتف ما دام هناك عدوان داخل اليمن” في إشارة إلى الحرب التي يخوضها الحوثيون ضد الحكومة الشرعية المدعومة من التحالف الذي تقوده السعودية.

وتم تعيين “أحمد علي عبدالله صالح” نجل “صالح” المقيم في الإمارات نائباً لرئيس المؤتمر التابع للحوثيين، ولم يرفض “أحمد علي” ذلك.

وكان يرأس الحزب علي عبدالله صالح الرئيس اليمني السابق، وبعد مقتله على يد حلفاءه الحوثيين عام 2017م، انقسم الحزب للمرة الثانية بعد انقسامه مع سيطرة الحوثيين على صنعاء عام 2014 وتدخل التحالف لدعم الحكومة الشرعية.

وحالياً تتنازع ثلاث قيادات على حزب المؤتمر الشعبي العام الأولى في صنعاء، والثانية في الرياض داعمة للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، والثالثة في أبوظبي والقاهرة وعواصم دول أخرى.

ويتحالف حزب المؤتمر في صنعاء مع جماعة الحوثي المسلحة، وفي ابريل/نيسان الماضي قام الحزب بفصل 31 من قياداته البارزة المناهضة للحوثيين بينهم رئيس البرلمان سلطان البركاني، ووزير الإعلام في الحكومة اليمنية معمر الإرياني، ورئيس هيئة الأركان صغير عزيز.

ودخلت اليمن في حالة حرب منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.

ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.

وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب وتشير تقديرات غربية إلى سقوط أكثر من 100 ألف يمني خلال السنوات الخمس. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، حسب الأمم المتحدة، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى