اخترنا لكمتقاريرغير مصنف

“فقراء صنعاء بلا مساعدات”.. تراجع مخيف للأعمال الخيرية خلال رمضان

للمرة الأولى إغلاق عشرات المطابخ الخيرية في صنعاء بسبب توقف الدعم ووباء كورونا يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص:
أُغلقت المطابخ الخيرية الموسمية خلال شهر رمضان المبارك الجاري، أبوابها أمام الأسر اليمنية المعدمة بسبب توقف الدعم المالي للمشاريع الخيرية في مناطق سيطرة الحوثيين وسط تكتم الجماعة بشأن معلومات تفشي فيروس كورونا.
وقال حيدر الشعبي، مدير أحد المطابخ الخيرية الموسمية في شهر رمضان لـ”يمن مونيتور”: توقف المساهمات المالية الخيرية في شهر رمضان ولأول مرة أغلقنا المطبخ الخيري الواقع في مديرية بني الحارث والذي كان يطعم ما يقارب ألف أسرة فقيرة معدمة.
وأضاف: لم تتوفر المبالغ المالية الممكنة لفتح المطبخ الخيري كما في الأعوام السابقة ويتردد علينا بشكل يومي المعدمين والفقراء وأسر الموظفين الذي انقطعت عنهم المرتبات لكننا لا نستطيع توفير الوجبات الرمضانية المجانية كما في كل عام”.
من جانبه يقول علي مصلح، مسؤول أحد المبادرات الشبابية لـ”يمن مونيتور”: كنا نقدم أكثر من ألف وسبعمائة وجبة غذائية بشكل يومي للأسر الفقيرة والمعدمة وذلك بدعم من التجار في اليمن والمغتربين إلا أننا لم نحصل على الدعم الذي اعتدنا عليه في كل موسم سواء من التجار أو من المغتربين”.
وقال: المؤسسات التجارية داخل البلاد لم تعد تدعم بحجة ان أنصار الله (الحوثيين) فرضوا عليهم مبالغ زكوية مرتفعة وأن أموالهم الخيرية المخصصة ذهبت للزكاة بسبب ارتفاع المطلوب عليهم.
وأضاف: “جمدنا أعمال مبادراتنا هذا العام بعد توقف وعدم تمكنا من ايجاد ممولين للمشاريع الخيرية والذي كنا نجهز لها في كل رمضان بتوزيع الوجبات المجانية للفقراء ومعدومي الدخل”.
وتسببت إيقاف التبرعات في عجز وإيقاف المبادرات والمؤسسات والجمعيات والمبادرات الخيرية في شهر رمضان، فضلاً عن تهديدات سلطات الحوثيين للقائمين على هذه الأعمال وتوجيه الاتهامات إليهم بالعمالة للحكومة الشرعية ودول التحالف.
من جانبه، قال عبدالكريم الارياني (37 عاماً) مسئول أحد المطابخ في حي الدائري بأمانة العاصمة، إن المطابخ الخيرية المنتشرة في مديرية السبعين وآزال والثورة وبني الحارث وغيرها توقفت بسبب الارتفاعات السعرية في المواد الأساسية، حيث أن الرعاة أوقفوا تقديم المساعدات عن المطابخ ما أدى إلى توقف العمل فيها.
وأوضح في تصريح “يمن مونيتور”: أن عمل المطابخ يتمثل في أنها كان يقدم كل مطبخ وجبة غذائية واحدة فقط توزع يومياً على 700 إلى 1000 أسرة بشكل يومي تحتوي على (أرز، وطبيخ، وخبز) كطعام للأسرة غير القادرة على توفير طعامها بشكل يومي.
وأضاف: في مطبخنا الذي نعيل فيه 700 أسرة لم نستطيع الاستمرار في تقديم هذه الوجبات بعد أن تراجع أدائنا إلى تقديم مادة الأرز فقط ومن أقل جودة (التايلاندي) إلا أننا فوجئنا بتزايد عدد الأسر التي تبحث وتنتظر الساعات منذ الصباح الباكر في انتظار قليل منه ومع الإقبال الشديد وازداد العدد لم نستطع تغطية هذه الأسر مع انقطاع الدعم ورفض التجار مواصلة تقديم المساعدات مع ارتفاع أسعار السلع الأساسية بشكل كبير وعدم توفر مادة الغاز إلا من السوق السوداء بسعر 10 ألف ريال للأسطوانة الواحدة.
والمطابخ الخيرية في صنعاء – مبادرات شعبية – ظهرت في السنوات الأخيرة بسبب الحرب،  كمبادرات شعبية لإيصال الغذاء للأسر التي لا تملك قوت يومها في محاولة طوعية لجمع التبرعات من التجار والمغتربين لإنقاذ آلاف الجياع في صنعاء عبر عمل مطابخ خيرية كبيرة انطلقت منذ توقف عمل مؤسسات الدولة في أغلب مديريات أمانة العاصمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى