أخبار محليةالأخبار الرئيسيةتقارير

“حصار تعز”..قضية منسية خذلتها الشرعية واستثنتها إنسانية الأمم المتحدة (تقرير خاص)

يمن مونيتور/وحدة التقارير/ من مختار شداد

يترقب مئات الآلاف في مدينة تعز، وسط اليمن، لحظة انكسار حصار الحوثيين الجاثم على المدينة منذ سنوات مع استمرار الهدنة الأممية الأخيرة.

ومنذ 2016، يفرض الحوثيون حصارا على مدينة تعز من معظم منافذها، ما تسبب في تدهور أكبر للوضع الإنساني في المدينة المكتظة بالسكان.

يتكبد سكان مدينة تعز، بسبب الحصار، مشقة الطرق البديلة للوصول إلى مناطق سيطرة الحوثيين، حتى أصبحت معاناة تتكرر بشكل يومي، حيث يضطر المواطنين إلى قطع طرق فرعية وجبيلة وعرة، معرضين بذلك حياتهم للخطر، لكنه يضل الخيار الوحيد المتاح أمامهم.

والهدنة الأممية التي في بدأت في 1 أبريل/نيسان الجاري، تتضمن أربعة بنود؛ هي وقف إطلاق النار لمدة شهرين، وفتح مطار صنعاء الدولي وميناء الحديدة بالإضافة إلى فتح منافذ تعز، لكن البند الأخير المتعلق بفتح منافذ تعز خاضع للتشاور بين الأطراف بعد دخول الهدنة حيز التنفيذ.

وعلى الرغم من حالة الاستياء الكبيرة التي سادت في أوساط السكان من المبادرة الأممية التي ذيلت قضيتهم الإنسانية في آخر مبادرتها، إلا أنهم يأملون أن تكون بادرة خير تزيح عنهم الحصار الحوثي وجرائمه التي ألحقت بالمدينة وأهلها الكثير من المعاناة والأوجاع.

وفيما أبدى الأطراف استجابتهم وتجري الترتيبات لفتح مطار صنعاء خلال الأيام الماضية، ووصلت سفن النفط إلى ميناء الحديدة، وشهد وقف إطلاق النار الكثير من الخروقات في عدة محافظات، وبقيت منافذ تعز مرهونة بالمشاورات المرتقبة.

 

جدل واسع

وبسبب غموض البند الرابع المتمثل في فتح منافذ تعز، ثار جدل واسع لدى سياسيين وناشطين حقوقيين وإعلاميين على مواقع التواصل الاجتماعي كون البند يحتاج إلى وقت للتنفيذ بعكس بقية البنود، الأمر الذي جعل الكثيرين يعدون ذلك تجاهلا لقضية تعز التي اعتبرها كثيرون أهم من فتح مطار صنعاء، فيما اعتبر آخرون ذلك خذلان لمدينة تعز.

يقول عضو البرلمان اليمني “شوقي القاضي” إن حصار تعز، إجرام حوثي، وخذلان حكومي، وتواطئ أممي”.

ويشير إلى أن الحكومة كانت قادرة على اشتراط “تلازم فتح حصار تعز مع فتح ميناء الحديدة”.

ويرى الإعلامي جمال جميل أن الحوثي والأمم المتحدة يتلذذان بتعذيب أكثر من ثلاثة مليون مدني في تعز وتستلذ الشرعية والتحالف بالخذلان”.

من جانبه يفيد الناشط “أسامة عفيف” أن الحوثي يتلذذ بإبقاء تعز تحت رحمته، فيما الحكومة الشرعية والتحالف يستخدمون حصار تعز كورقة إنسانية للضغط على الحوثيين.”

ويضيف” أسامة” في تصريح لـ”يمن مونيتور” قوله: ” المواطن وحده من يتحمل معاناة الحصار ولا يوجد أحد يأبه لحاله”.

وشهدت مدينة تعز، الاثنين الماضي، وقفة احتجاجية تنديدا بالحصار الخانق الذي تفرضه جماعة الحوثي، واستنكر المحتجون تغيب مدينة تعز عن المفاوضات والاتفاقيات الأممية، وطالب المحتجون الأمم المتحدة إجبار الحوثيين على فتح منافذ المدينة وإزالة شبكة الألغام من الطرقات.

 

أمل المواطنين

وفي ظل الوضع الذي يعيشه المواطن التعزي الذي يعاني من مشقة الطرقات الوعرة في التنقل بين مناطق الشرعية والحوثيين، تأتي هذه الهدنة كبارقة أمل من شأنها التخفيف من معاناتهم.

يقول “أحمد إبراهيم” وهو طالب يدرس في مدينة تعز أنه يعاني وأقرانه من الطلاب داخل المدينة بسبب الحصار الذي يمنعهم من العودة إلى بيوتهم كل يوم، الأمر الذي يضطرهم للسكن في المدينة وهذا يشكل عبء كبير عليهم، وفتح المنافذ من شأنه أن يخفف كثيرا من معاناتهم.

يترقب المئات من المواطنين في المدينة هذه الأيام خبر فتح المنافذ، حتى أن بعضهم أخر سفره إلى مناطق الحوثيين عبر الطرق الفرعية البعيدة التي تستغرق أكثر من سبع ساعات، ليقطعها في أقل من ساعة، كحال المواطن “محمد علي” كما يقول.

من جانبها تقول الصحفية “لمياء الشرعبي” إن فتح المعابر سيكون بمثابة فرج للمواطن التعزي ومن شأن ذلك أن يخفف على المواطنين الذين يعانوا من أمراض ولا يتحملون السفر الطويل عبر الطرق البديلة.

وتضيف “لمياء” في تصريحها لـ”يمن مونيتور”: أن فتح المنافذ سيؤثر على الجانب الاقتصادي المتمثل في تكلفة النقل التي يدفعها المواطنين وأيضا الخسائر التي يعاني منها التجار بسبب الجبايات من الجمارك وتكلفة النقل عبر الطرق البعيدة”.

ويعيش المواطنين في مدينة تعز في حالة ترقب لفتح المنافذ، هذه المنافذ التي تشكل عائقا أمام تنقلهم من وإلى مناطق سيطرة الحوثيين، الأمر الذي يفاقم الوضع المعيشي للمئات من المواطنين.

اقرأ المزيد..

تعز اليمنية.. رحلة مضنية في سبيل البحث عن ” شربة ماء” (تقرير خاص)

مركز غسيل مهدد بالتوقف.. “الطُرق” و”الفقر” يفاقمان معاناة مرضى الفشل الكلوي في تعز اليمنية (تقرير خاص)

“الطريق المرعب” الذي يوصل إلى تعز مهدد بالانهيار

(لقاء خاص).. وكيل أول محافظة تعز: لن يكون هناك انفلات مثل عدن ولا نتلقى دعماً كافياً من التحالف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى