منوعات

السكتة القلبية تحت سن الخمسين.. اكتشاف عامل خطر “جديد”!

من مونيتور/ قسم الخبار:

تشكل النوبات القلبية المفاجئة التي يصاب بها أشخاص في منتصف العمر صدمة كبيرة للمقربين منهم. فما الذي يسبب مثل هذه النوبات؟ تحالف علمي ألماني كشف عن عامل خطر جديد لهذه المشكلة الصحية، بمناسبة اليوم العالمي للقلب.

“توفي بسكتة قلبية رغم أنه كان في عز شبابه”! كلمات، قد تكون سمعتها ذات مرة، تعبر عن الصدمة من وفيات أشخاص في منتصف العمر بشكل مفاجئ بالنوبة أو السكتة القلبية.

ورغم أنه من المعروف أن النوبات القلبية تحدث بشكل رئيسي بسبب ارتفاع مستويات الدهون في الدم، وخصوصًا الكوليسترول والدهون الثلاثية، خصوصًا لدى كبار السن، الذين تتجاوز أعمارهم 50 عامًا، إلا أن كثيرين قد يجهلون أن سبب إصابة من هم دون 50 عامًا بالسكتة القلبية قد يكون متعلقًا بوجود بروتين معين في الدم يزيد من خطر الإصابة بالنوبة، كما نقل موقع “تي-أونلاين” الألماني عن “مؤسسة القلب” الألمانية.

وأشار تحالف علمي ألماني، ضم مؤسسة القلب الألمانية والجمعية الألمانية لأمراض القلب والأوعية الدموية، وجمعيات ومنظمات أخرى، إلى أنه وبالإضافة إلى مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية، فإن “البروتين الدهني (أ)”، هو “عامل خطر جديد نسبيًا” للنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

وتحت شعار “النوبة القلبية تحت 50؟ انتبه إلى دهون الدم، حدد قيمة البروتين الدهني (أ)”، أكد التحالف العلمي في منشور بمناسبة اليوم العالمي للقلب (29 أيلول/سبتمبر) أنه إذا تم اكتشاف البروتين الدهني (أ) أثناء فحص الدم الروتيني، يكون هناك خطر متزايد للإصابة بالنوبات القلبية وأمراض الأوعية الدموية،

ما هو بالضبط البروتين الدهني (أ)؟

لا يمكن للدهون التي يتم تناولها مع الطعام أن تسبح بحرية في الدم، بل يتم تلقيها ونقلها بواسطة البروتينات الدهنية. والبروتين الدهني (أ)، وهو أحد أنواع البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة (LDL)، مشابه جدًا للكوليسترول الضار. وإذا كانت التركيزات في الدم عالية جدًا، فهذا يؤدي إلى تصلب الشرايين.

يقول البروفيسور د. توماس فويغتليندر، رئيس مجلس إدارة “مؤسسة القلب” الألمانية إن الأمر ينطبق بشكل خاص على النساء والرجال الأصغر سنًا الذين ليس لديهم أي عوامل خطر تقليدية، مشيرًا إلى أنه عند علاج المرضى الذين يعانون من خلل في دهون الدم، يجب على الأطباء أيضًا مراقبة مستويات البروتين الدهني (أ) كعامل خطر “جديد نسبيًا”.

ويصنف الأطباء مستويات البروتين الدهني (أ) في الدم والتي تزيد عن 30 مغ لكل ديسيلتر (عُشر اللتر) على أنها خطيرة. ومن اللافت للنظر أن أفراد أسرة المصابين غالبًا ما يصابون بنوبات قلبية في سن أصغر. يقدر الخبراء أن حوالي 20 بالمائة من سكان ألمانيا لديهم مستوى مرتفع من البروتين الدهني (أ).

الدعوة إلى توعية أكبر

ولذلك يجب أن يكون عامة السكان على دراية جيدة بالبروتين الدهني (أ) واضطرابات التمثيل الغذائي للدهون من أجل التعرف على المخاطر التي تتعرض لها القلب والأوعية الدموية ومنعها في الوقت المناسب، كما يطالب فويغتليندر جنبًا إلى جنب مع العديد من الخبراء الآخرين في التحالف العلمي.

ويعمل التحالف على توعية الأطباء والسكان بخطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية الناجمة عن اضطرابات التمثيل الغذائي للدهون مثل ارتفاع الكوليسترول والدهون الثلاثية وقيم البروتين الدهني (أ).

الاستعداد الجيني يلعب الدور الرئيسي

وبحسب “مؤسسة القلب” الألمانية، هناك استعداد وراثي قوي (> 90٪) لارتفاع مستويات البروتين الدهني (أ) في الدم، ولذلك ليس من الممكن خفض مستوى هذا البروتين من خلال أسلوب حياة صحي، من خلال ممارسة الرياضة والتمارين جنبًا إلى جنب مع نظام غذائي صحي. ولا يوجد حاليًا علاج دوائي متاح لخفض مستويات البروتين الدهني (أ)، ومع ذلك، هناك بعض الدراسات الخاضعة للرقابة التي تفحص فعالية بعض المستحضرات.

الإنعاش عند السكتة القلبية

وتعتمد استراتيجية العلاج الحالية على تقليل مخاطر الأوعية الدموية بشكل عام. الأساس هو عدم التدخين والنشاط البدني وكذلك مراقبة ضغط الدم وسكر الدم. ورغم أن هذا ليس له تأثير مباشر على قيمة البروتين الدهني (أ)، إلا أن نمط الحياة الصحي يؤثر بشكل إيجابي على عوامل الخطر الأخرى لأمراض القلب والأوعية الدموية، وبالتالي فهو مفيد.

ويعد خفض الكوليسترول مهمًا بشكل خاص لتقليل المخاطر المرتبطة بالدهون بشكل عام. وتشمل هذه الأدوية العقاقير المخفضة للكوليسترول وغيرها من الأدوية الخافضة للكوليسترول الضار. لكن وباتباع كل ذلك: لا يتم تقليل قيمة البروتين الدهني (أ) بحد ذاته، بل المخاطر الكلية.

تدابير وقائية مفيدة

يقول بيرنهارد شفاب، رئيس الجمعية الألمانية للوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية: “إذا كان تركيز البروتين الدهني (أ) في الدم مرتفعًا، يجب على الأطباء تشجيع المرضى على تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بشكل عام عن طريق عدم التدخين، وممارسة الرياضة بانتظام، وتناول الطعام الصحي، وتجنب زيادة الوزن”.

يجب عليك أيضًا فحص ضغط الدم وسكر الدم ودهون الدم، مثل الدهون الثلاثية، بانتظام، وفقًا لشفاب. ينطبق هذا الإجراء أيضًا بشكل خاص على الأشخاص الذين يعانون من زيادة البروتين الدهني (أ) واضطرابات الدورة الدموية نتيجة لتصلب الشرايين مثل مرض الشريان التاجي أو مرض انسداد الشرايين المحيطية.

ويؤكد كل من فويغتليندر وشفاب على أنه يجب على جميع البالغين وأفراد الأسرة من متوسطي العمر والشباب المصابين بتكلسات الأوعية الدموية، والذين يعانون من أمراض القلب أو يعانون من أعراض نوبة قلبية، قياس قيم البروتين الدهني (أ) في دمائهم.

المصدر: (DW)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى