أخبار محليةاخترنا لكمالأخبار الرئيسية

في ظل تعنت “الحوثيين”.. فشل مبكر لجهود “بايدن” لإنهاء حرب اليمن

يمن مونيتور/ خاص:

انتهت مشاورات في العاصمة العُمانية “مسقط” استمرت قرابة الأسبوع للاتفاق حول وقف إطلاق نار شامل في اليمن، لتكتب فشل مبكر لجهود الإدارة الأمريكية الجديدة التي وضعت ضمن أولوياتها إنهاء الحرب.

وقاد المبعوثان الأممي والأمريكي، مارتن غريفيث وتيموثي ليندركينغ- على التوالي- تلك الجهود بين “مسقط” و”الرياض”، منذ فبراير/شباط الماضي.

وقال بيان صادر عن مكتب المبعوث الأممي يوم الأربعاء: يتابع غريفيث خطة للتوصل إلى وقف إطلاق نار على مستوى البلاد للحد من المخاطر على أرواح المدنيين في اليمن، بما في ذلك وقف هجوم الحوثيين على مأرب. كما يواصل جهوده لرفع القيود المفروضة على موانئ الحديدة وفتح مطار صنعاء للتخفيف من الوضع الإنساني المتردي.

شدد غريفيث باستمرار على أن هذه التدابير ستوفر بيئة مواتية لاستئناف عملية سياسية شاملة تنهي النزاع في اليمن بشكل شامل.

وقال البيان: لقد كنا نناقش هذه القضايا منذ أكثر من عام الآن. لقد كان المجتمع الدولي يدعمنا بكامل قوته. لسوء الحظ، لسنا في المكان الذي نود أن نكون فيه للتوصل إلى اتفاق.

وأضاف غريفيث: “سأستمر في إشراك أطراف النزاع وجميع الجهات الفاعلة المعنية وأصحاب المصلحة لمنحهم فرصًا لإيجاد أرضية مشتركة للمساعدة في دفع جهود السلام إلى الأمام”.

ولم يعلق بَعد “ليندركينغ” على نتائج تلك المشاورات الذي وصل إلى المنطقة مؤخراً برفقة عضو الكونجرس كريس مورفي الذي دائماً ما دعا لإنهاء الحرب في اليمن.

المزيد..

“تعقيدات محلية” وضغوط دولية.. تسارع التحركات في “مسقط” لوقف إطلاق النار في اليمن (تقرير خاص)

وقال مسؤول يمني بالحكومة الشرعية لـ”يمن مونيتور” إن “ليندركينغ وغريفيث في الرياض منذ الأربعاء لبحث ملف السلام واشتراطات الحوثيين الجديدة”.

وقال المسؤول إنه جرى المحادثات تتركز على “وقف الحوثيين هجومهم على مأرب، ورفع الحظر عن مطار صنعاء، وأزمة الناقلة “صافر”، ومينائي الحديدة والصليف”.

ولفت إلى أن إجماعاً إقليمياً ودولياً على ضرورة وقف الحوثيين هجموهم على مأرب، وأن استمرار هذا الهجوم يهدد “السلام في اليمن والإقليم”، ويفتح الباب على مصراعيه لحروب صغيرة.

وتحدث المسؤول شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام.

واستبعد المسؤول قبول أي مبادرة “لا تجبر الحوثيين على وقف الهجوم باتجاه مأرب أولاً”.

وحسب دبلوماسي غربي فإن الحوثيين طلبوا وقفاً لإطلاق النار يتم على ثلاث مراحل: وقف الغارات الجوية للتحالف، ثم وقف المعارك على حدود السعودية، ثم وقف إطلاق النار في جبهات القِتال اليمنية. مضيفاً: أن الهدف من ذلك السماح لقواتهم بالسيطرة على مدينة مأرب حيث فشل الحوثيون مراراً في الوصول إليها في ظل مقاومة قوية للجيش الوطني والمقاومة الشعبية.

ويبدو أن تواجد “غريفيث” و”ليندركينغ” في الرياض هي المحاولة الأخيرة لإنقاذ جهود “إدارة بايدن” لإنهاء الحرب وسيتوجهان بعدها إلى مجلس الأمن الذي من المقرر أن يعقد جلسته بخصوص اليمن في 12 مايو/أيار الحالي.

وجاء تعيين الدبلوماسي المخضرم ليندركينغ بين الخطوات التي اتخذتها إدارة جون بايدن في مستهل ولايته، والتي تشير –حسب محللون- إلى تغيير واشنطن نهجها إزاء الأزمة اليمنية وتفعيل جهودها لإنهاء النزاع.

ويتهم مسؤولون يمنيون وأمريكيون، إدارة بايدن بدفع الحوثيين للهجوم على مأرب، نتيجة إزالتهم من قوائم الإرهاب الأمريكية دون أي مقابل، وترفض إدارة بايدن الاعتراف بهذا الخطأ.

وقالت الأمم المتحدة، يوم الخميس، إن هجمات الحوثيين على مدينة مأرب، أدت حتى الآن إلى نزوح أكثر من 20 ألف شخص، وتهديد سلامة الملايين.

واقترح كريس مورفي السيناتور الأمريكي الذي رافق “ليندركينغ” إلى المنطقة ثلاثة محاور يمكن أن تنقذ اليمن من كارثة إنسانية: “وقف هجوم الحوثيين على مدينة مأرب، ورفع الحظر على الموانئ الرئيسية ومطار صنعاء لتسهيل تدفق المواد الأساسية والوقود، وحشد الدعم المالي لتمويل مشاريع الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة”.

وقال “إذا أنهى الحوثيون حصار مأرب، وفتح السعوديون الموانئ، فإن وقف إطلاق النار الذي قد يؤدي إلى عملية سلام ممكن، لكن أي احتمال لوقف إطلاق النار فعملية السلام تحتاج إلى مشاركة أمريكية نشطة، وكان من الجيد أن يكون هناك الكثير من المسؤولين الأمريكيين في المنطقة”.

وفي مارس/آذار الماضي أعلنت السعودية عن مبادرة سلام جديدة تضمنت: وقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وفتح مطار صنعاء، والسماح بدخول الوقود والسلع الأخرى إلى مناطق الحوثيين عبر مدينة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، واستئناف المفاوضات السياسية المتوقفة لإنهاء الصراع. لكن الحوثيين رفضوا ضمناً هذه المبادرة.

وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.

ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.

وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب وتشير تقديرات غربية إلى سقوط أكثر من233 ألف يمني خلال السنوات الست. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، حسب الأمم المتحدة، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى