كتابات خاصة

إب محمية السلام

فكرية شحرة

لا يهم أن أكون أباً مقهوراً قتل الحوثيون ولده وهو يناضل مساربة من أجل اسطوانة غاز وتسلمت عوضاً عنه بندقية غير صالحة حتى للثأر.

أنا من مدينة إب..

ولا يهم أن أكون امرأة تخشى نفاد أسطوانة الغاز أكثر من خشيتها من نفاد الأكسجين من الغلاف الجوي؛ امرأة تجمع الحطب في أوقات الفراغ كهواية مارستها الجدات اضطرارا.
لا يهم أن أكون طفلة تتسول المارة وتجمع علب البلاستيك؛ أو طفل يخاطر بطفولته لإعالة أسرة كبيرة بلا معيل.
لا يهم أن أكون سيدة مسنة ترعى أبناء ولدها الشهيد، وعاجزة عن دفع المشاركة الاجتماعية من أجل دراستهم والتي تذهب مجهود طلابي للحرب.
لا يهم أن أكون فرداً في قبيلة تستخدم الجنابي لتقطيع البصل؛ فقد قتل الحوثيون منها مجموعة شباب في عمر الورد دونما سبب، وكان حكم القبيلة أن تسلم مجموعة من الأثوار لتذبح قصاصاً لدماء أبنائها..
لا يهم أن أكون أباً مقهوراً قتل الحوثيون ولده وهو يناضل مساربة من أجل اسطوانة غاز وتسلمت عوضاً عنه بندقية غير صالحة حتى للثأر.
لا يهم أنني معلم بلا مرتب أو مصدر رزق يليق بمؤهلي العلمي؛ وأني أعمل حالياً على خياطة الأحذية وترقيعها في أحد أرصفة محافظة إب؛ فأحياناً الأحذية أفضل بكثير من العقول التي لا نستطيع ترقيعها.
لا يهم إن بيعت في مدينتي المقابر والأرصفة والأوقاف والملاعب وحتى الإنسان!
لا يهم أن ينتزعوا رفاتي من داخل قبري في حفريات عمائر النافذين والمشرفين وأصحاب المال.
ولا يهم كل التسريبات المخيفة والمتفاقمة عن القتل اليومي للأبرياء وعبث السلاح والتوحش البشري الذي يحدث في محافظتنا الجميلة الحالمة.
لا يهم جبال الفساد واللصوصية التي توازي جبال بعدان ثباتاً في مفاصل إدارة المدينة.
ما يهم حقيقة ويستحق الفخر والإشادة أنني من مدينة السلام والجمال والحنطفيس..
من العاصمة السياحية إب مزار كل سياح العالم لاكتشاف صمود الجماجم الجوفاء في مدينة العجائب والغرائب.
 وما يهم حقيقة أننا بحاجة لسور يحيط بالمدينة يشبه سور الغاز العظيم الذي في صنعاء ليحيط بمدينتنا كإحاطة السكسوكة بالفم.
 ثم نحتاج لرفدنا بالكثير من البرسيم لنكون أكبر حديقة حيوانات بشرية على وجه الأرض وننعم بسلام الحيوانات الأليفة في غابة يحكمها قانون الغابة.. القوي يفترس الضعيف.
المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
*المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن سياسة “يمن مونيتور”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى