اخترنا لكمتقاريرغير مصنف

الحوثي تستخدم “الإعلام والقادة” لإنهاء حملات “التحصين”.. صناعة مستقبل كارثي للوضع الصحي في اليمن

يرصد هذا التقارير إلى جانب تصريحات مسؤولين في صنعاء جانباً من الشائعات السوداء التي تصدرها قيادات حوثية أدت إلى تراجع التطعيم هذا العام عن السابق. يمن مونيتور/وحدة التقارير/خاص:
تسببت جماعة الحوثي المسلحة في تراجع تغطية التطعيم “اللقاحات” للعام الحالي 2017 عن العام الماضي 2016، عبر تورط قيادات على رأس هرم القطاع الصحي تنتمي لجماعة الحوثي تعارض التحصين وتقلل من أهميته.
وشارك وزراء وقيادات في جماعة الحوثي بصنعاء في بث الشائعات والتحذيرات من حملات التحصين بعدد من الإجراءات التي أصابت حملات التحصين بمقتل في المناطق التي تسيطر عليها الجماعة ما يهدد مليون طفل يمني دون عامهم الأول الذين سيواجهون خطر الإصابة بأمراض من بينها شلل الأطفال والحصبة.
ونقل مراسل “يمن مونيتور” في صنعاء عن مصدر مسؤول في المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني، فضل عدم الكشف عن هويته،: إن حملة الشائعات الرسمية ضد التحصين التي تبنتها قيادات صحية عبر وسائل وصور الحملة وسلسلة من المقالات لوكيل قطاع التخطيط بعنوان (التخطيط الصحي بلا تخطيط) الدكتور نشوان العطاب (المنتمي لجماعة الحوثي) ساهم في الإضرار بحملة التحصين.
مضيفاً: هناك إذاعات وقنوات ومحطات إذاعية شاركت في مهاجمة التحصين والتحذير من مخاطرة على صحة الأطفال وبأن دخوله إلى اليمن لهدف الإضرار بالمجتمع اليمني كإذاعة صوت الشعب وإذاعة سام اف ام وقناة الساحات (وسائل إعلامية تتبع جماعة الحوثي).
وتابع قائلاً: هناك 26 رسالة وعمل واضح دعم حملة الشائعات الجماهيرية ضد التحصين.
وقال مصدر مسؤول في القطاع الصحي لـ”يمن مونيتور”، فضل عدم الكشف عن هويته: التراجع المخيف في الإقبال على التحصين دفع بمفوضية الاتحاد الأوروبي (مشروع الإدارة الفعالة للقطاع الصحي) ومنظمتي الصحة العالمية واليونيسيف إلى عقد اجتماعات طارئة مع وزارة الصحة العامة والسكان لمناقشة تداعيات الشائعات التي تشن على التحصين واللقاح وبحث سبل مواجهتها.  

بعد التحريض على اللقاحات رسم بياني يوضح نسبة التخلف والتراجع بين عامين 2016 -2017  في التحصين “يمن مونيتور”

الحوثي يطالب بمساعدات أخرى غير اللقاحات
وتسبب رفض جهاز الأمن القومي (الواقع تحت سيطرة الحوثيين) السماح بإدخال لقاحات خاصة بتحصين الأطفال في أربع مراحل تم فيها رفض دخول الكميات بحجة طالب الحوثيين مساعدات طبية دولية خاصة بعلاجات جرحى الحروب بدلاً عن اللقاحات التحصينية الخاصة بأطفال اليمن إلى التشكيك بجدوى حملات التحصين وبأنها تنفذ لأهداف خاصة غير المعلنة، وإظهار حملات التحصين على أنها أنشطة عبثية وربطها بالفساد من خلال جملة من البيانات والمعلومات غير الحقيقية ما أدى إلى تراجع قبول المواطن لرسائل وأعمال التوعية.
وحسب تصريحات طبية لـ”يمن مونيتور” أدى رفض دخول اللقاحات الخاصة بأمراض الأطفال إلى تأخيرها منذ شهر أغسطس 2016م من العام الماضي وإطلاقها في 2017 حيث تم تقليصها لمدة يومان فقط من 20-21 فبراير بدلاً من أسبوعين كما يحدث من كل عام إذ تنطلق في جميع محافظات الجمهورية.
  
إرجاع اللقاحات من المطار
وقال مصدر طبي رفيع المستوى بوزارة الصحة والسكان لـ”يمن مونيتور” طلب عدم الكشف عن هويته: إن جهاز الأمن القومي رفض دخول لقاحات خاصة بالأطفال إلى العاصمة صنعاء عبر فترات الهدنة التي يتم الاتفاق عليها من طرفي الحرب لدخول المساعدات الإنسانية إلى اليمن.
مضيفاً: تم إرجاع اللقاحات من مطار صنعاء الدولي أربع مرات بحجة عدم حاجة الأطفال اليمنيين إلى اللقاحات وطلب مساعدات علاجية أخرى تختص بعلاجات الحرب وعلاجات لا تخص التلقيح وإنما طلب مستلزمات علاجية أخرى.
وتابع قائلاً: تأخرت الحملة الوطنية ضد شلل الأطفال وإعطاء فيتامين (أ) الذي كان من المقرر تدشينها في شهر أغسطس 2016م بسبب رفض جهاز الأمن القومي السماح لها بالدخول إلى صنعاء لكي يتسنى توزيعها على جميع مديريات ومحافظات الجمهورية لكي يتم تطعيم عبر تحصين الأطفال دون سن الخامسة من منزل إلى آخر.
مشيراً: إلى أن التأخير يزيد من صعوبة الوضع الوبائي لأنه يزيد من عدد الأطفال غير المطعمين خلال هذه الفترة الضائعة.
 
سبب في العقم
وكان القاضي أحمد عبدالله عقبات المعين من قبل جماعة الحوثي في حكومة تحالف (صالح – الحوثي) وزيراً للعدل، قد هاجم المنظمات الأجنبية أثناء دشين الحملة الوطنية للتحصين ضد شلل الأطفال.
ونقل مراسل “يمن مونيتور” مطالبة “عقبات” إعادة تحليل وفحص لقاحات شلل الأطفال قبل دخولها اليمن، وقال مستنكراً: “لماذا كل هذا الاهتمام الزائد الذي توليه المنظمات الدولية باليمن وبهذه الجزئية فقط المتعلقة باللقاحات”، مؤكداً أن يتعرض الأطفال نتيجة تلك اللقاحات للمخاطر والأمراض عديدة مستقبلا كالعقم وعدم الإنجاب وغيرها لاحتمالية احتوائها على فيروسات خطيرة.
من جانبه رد عليه وزير الصحة الدكتور بن حفيظ بطلبه من مسئول التحصين بمنظمة الصحة العالمية عبد الناصر الرباحي أن يقدم شرحا مفصلا لمعالي وزير العدل، الذي بدوره تحدث عن طبيعة فيروس شلل الأطفال وقدرته على الانتشار السريع وكون اللقاحات تعمل على توفير المناعة المطلوبة بمختلف مستويات جسم الطفل.
 
 تحذير أممي
واستشعر صندوق الأمم المتحدة للسكان تخوفه من عودة أمراض من بينها شلل الأطفال والحصبة في اليمن، حيث حذر الأحد من إصابة أطفال اليمن بالشلل بسبب عدم وصول اللقاحات إلى اليمن، وجاء في تحذيره أن “هناك ما لا يقل عن مليون طفل يمني دون عامهم الأول سيواجهون خطر الإصابة بأمراض من بينها شلل الأطفال والحصبة، إذا تسبب إغلاق المنافذ الجوية والبحرية والبرية في منع وصول اللقاحات”.
والإثنين الماضي، أعلنت قيادة التحالف، إغلاق جميع المنافذ الجوية والبحرية والبرية في اليمن، بشكل مؤقت، عقب إطلاق الحوثيين صاروخًا باليستيًا، نحو مطار الرياض، قبل ذلك بيومين.
ليس من مصلحة التحالف العربي وقف كميات اللقاحات من دخول صنعاء لأن الأمراض ستصل إليهم بالتأكيد إن ظهرت في اليمن، حسب تصريحات طبية بوزارة الصحة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى