الأخبار الرئيسيةغير مصنف

سياسيون وناشطون لـ(يمن مونيتور): “قحطان” أرعب الحوثيين سياسياً فاختطفوه مبكراً

يصادف اليوم مرور عامين على اختطاف المسلحين الحوثيين للقيادي في حزب الإصلاح محمد قحطان، واخفائه قسرياً. يمن مونيتور/ من محمد الشبيري
يصادف اليوم الثلاثاء، الخامس من أبريل/ نيسان، الذكرى الثانية لاختطاف السياسي اليمني البارز، “محمد قحطان”، من منزله بالعاصمة اليمنية صنعاء من قبل مسلحين حوثيين واقتياده إلى جهة مجهولة، بعد أن فرضوا عليه إقامة جبرية، ومنعوه من الخروج لأيام.
ورغم مرور عامين على اختطافه، ما يزال مصير “قحطان” مجهولاً، رغم أنه كان من بين الأصوات الأكثر اعتدالاً داخل القوى السياسية اليمنية، وشارك بفاعلية في الحوار الوطني الذي ضم التيارات اليمنية دون استثناء، بمن فيهم الحوثيون وجناح الرئيس السابق علي عبدالله صالح في حزب المؤتمر الشعبي العام.
واقترن اسم “قحطان” بالعمل السياسي وهندسة اللقاء المشترك بين أحزاب المعارضة اليمنية ضد نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وكان له دور فاعل ومؤثر في مجريات الحوار الوطني برعاية الأمم المتحدة ودول الخليج العربي.
لا معلومات منذ عامين
يقول مصدر في عائلة “قحطان”، طلب عدم كشف هويته لدواعٍ أمنية، أن الاسرة تعيش حالة من القلق بعد مرور عامين، لكنها كتماسكة وقوية وتتسلّح بالصبر.
وأشار المصدر في حديث لـ(يمن مونيتور) أن العائلة “لم تتلقَ أي معلومات تفيد بمكان الاختطاف، ولم تُعطَ فرصة حقيقية لأن تطمئن على صحته أو حالته، أو مجرد تطمينات لا أقل ولا أكثر”.
وتابع، “ذهبنا لأكثر من منظمة حقوقية وإنسانية، لكننا _بكل اسف_ لم نجد منهم التفاعل الكافي للقضية، أو أي جديد بخصوص اخفاء الوالد قسرا منذ سنتين”.
عدنان العديني، نائب رئيس الدائرة الإعلامية في حزب “التجمع اليمني للإصلاح”، الذي يعد قحطان أبرز الوجوه فيه، يقول إن “اختطاف قحطان كان وما زال عملا إجرامياً يكشف الطابع المليشياوي للانقلاب المعادي للدولة ومنطقها وقوانيننها؛ فلم يعرف قحطان إلا في طريق الدولة والنضال من أجل نظام سياسي يرعى الحريات ويحترم الحقوق”.
ويشير “العديني” في تصريح لـ(يمن مونيتور) أن “الموقف من قحطان هو الموقف ذاته الذي يتعامل به الانقلابيون مع عموم الشعب، الذين كان “قحطان” يمثّل صوتهم والمعبر عن أحلامهم وتطلعاتهم وقضاياهم”.
وأضاف، أن “الاصلاح يعتبر قضية قحطان مرتبطة  بقضية اليمن وحقها بدولة خارج هيمنة المركز السلالي المهيمن، وسيبقى قحطان كما كان دائما رمزا لهذا التوجه الرسمي للاصلاح الذي يعتبر نفسه في نضال مستمر من أجل قحطان وقضيته التي شق طريقها بجهده الدؤوب”.
قحطان أرعب الحوثي سياسياً
يقول الناشط الحقوقي موسى النمراني، إن “الاستاذ محمد قحطان بقي مؤمنا بأدوات السياسة كمخرج للأزمة التي ورط بها الحوثيون اليمن وتورطوا فيها أيضاً”.
واضاف لـ(يمن مونيتور)، أن “السياسيين خرجوا من صنعاء فيما بقي هو (قحطان) ممثلاً للاصلاح في ما عرف بحوار موفمبيك، لكن الانقلابيين لا يعتقدون بجدوى هذا الباب، باب الحل السياسي، ولذلك اقتحموا على قحطان باب بيته وأخفوه خلف باب لا أحد يعرف مكانه”.
ويعتقد “النمراني” أن قضية اختطاف محمد قحطان “واحدة من أهم الجرائم المنظورة في سجل الحوثيين المليء بالجرائم والانتهاكات، وهم يدركون هذا جيدا”.
من جهته يرى الكاتب الصحفي “همدان العليي”، أن “جماعة الحوثي تقع في مأزق عندما تصطدم بشخصيات سياسية واجتماعية تحرص كل الحرص على عدم حمل السلاح كوسيلة لتحقيق أهدافها السياسية وغاياتها الخاصة”.
ويستدل على ذلك بالقول، إن “الجماعة المسلحة لجأت كثيراً إلى العنف وتصفية خصومها وملاحقتهم وتعذيبهم واغتيالهم ونهب حقوقهم وحصارهم في منازلهم، وهذا الأمر ينطبق على العملاق اليمني محمد قحطان الذي لطالما حرص على تجنيب اليمن ننتلئج كارثية إذا ما لجأ حزبه والمكونات السياسية التي كانت وما زالت تختلف مع جماعة الحوثي إلى حمل السلاح ودخلت في مواجهة مباشرة مع جماعة الحوثي المتمردة منذ 2004″.
داعية سلام
وتابع العليي، جماعة الحوثي تخشى من السياسي الذي يحمل القلم والسلم والسلام أكثر من أي طرف آخر يحمل أمامها البندقية”.
ويضيف لـ(يمن مونيتور)، “عملية اختطاف قحطان واخفائه قسرياً لم تأتِ إلا بسبب خوفهم ورعبهم من هذا الرجل الذي لطالما سجل أهداف سياسية في مرمى جماعة الحوثي وأقلقها بالسياسة وحفاظه على السلام في البلد”.
ووفقاً للعليي، فإنه “على الرغم من المطالبات المستمرة من اليمنيين وغير اليمنيين باطلاق قحطان لكن الجماعة حتى اليوم لم تكشف عن وضع الرجل فضلاً عن اطلاق سراحه، وهذا الأمر يدلل على خوف هذه الجماعة من قحطان إذا كان خارج المعتقل، وهذا الأمر بحاجة إلى تكثيف الجهود سواء المجتمعية أو السياسية أو الدبلوماسية والحقوقية والانسانية لمطالبة المنظمات الدولية بهدف الضغط على جماعة الحوثي لتنفيذ القرارات الدولية التي تنص على اطلاق سراح المختطفين”.
ومنذ 21 سبتمبر/ أيلول 2014، اجتاحت جماعة الحوثي المسلحة بتواطؤ من قوات عسكرية محسوبة على الرئيس السابق علي صالح، العاصمة صنعاء وبعض المدن الرئيسية في البلاد، ما أدى إلى مغادرة الرئيس المنتخب عبدربه منصور هادي وحكومته البلاد.
وعمد مسلحو الحوثي إلى اختطاف العشرات من السياسيين والناشطين والصحفيين المناوئين للجماعة، وأودعوهم سجوناً سرية ومنعوا عنهم الزيارات.
وتقول تقارير لمنظمات حقوقية إن المختطفين يتعرضون للتعذيب على يد مسلحي الحوثي وحلفائهم، فيما تلتزم الجماعة الصمت حيال ملف المختطفين.
وفي الـ26 من مارس/ آذار 2015، قادت السعودية تحالفاً عسكرياً عربياً ضد الحوثيين و”صالح”، تقول الرياض إنه جاء بناء على طلب من الرئيس هادي وحكومته لانهاء الانقلاب وعودة الشرعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى