كتابات خاصة

أغلقوه فوراً

ليث الشرعبي

الضرر سيكون كبير جدا يا أحمد عسيري خصوصا في ظل عدم وجود منافذ برية وبحرية وجوية بديلة لإدخال السلع الغذائية. سقى الله يوم كان هناك ميناء عدن ومطارا عدن الريان ومنفذ الوديعة والمهرة ومأرب وغيرها من المنافذ التي كان بإمكانها سد الفجوة. إذا تم إغلاق ميناء الحديدة -والعياذ بالله- ستحدث كارثة إنسانية في اليمن من حيث التالي:
– أولا، ستعجز حكومة بن حبتور عن دفع رواتب الموظفين والمتقاعدين والضمان الاجتماعي!
– ستتوقف كل الخدمات التي تقدمها حاليا حكومة بن حبتور للمواطنين كالكهرباء والمياه؛ ولا يستبعد انقطاع التيار الكهربائي عن عدة محافظات يمنية وتضرر مصالح الناس!
– ستتوقف حكومة بن حبتور عن استكمال تنفيذ البرنامج الاستثماري الأمر الذي سيترتب عليه توقف تنفيذ كل المشاريع الاستثمارية القائمة في اليمن كبناء الجسور وشق الطرقات وترميم المدارس وإنشاء المستشفيات مما يضر بالاقتصاد الوطني بشكل عام!
– سيفقد كل مواطن يمني حصته الشهرية من المساعدات الأجنبية المرصودة له من قبل المنظمات الخارجية، والتي عبارة عن سلة غذائية متكاملة تحتوى على (كيس سكر وآخر رز بسمتي وحليب، وزيت خالي من الكلسترول وفول ودقيق مطحون، وصابون دوف وطحينية بالفستق) توزع لكل مواطن شهريا شاملة خدمات التوصيل للبيوت!
– ستلجأ حكومة بن حبتور لتخفيض وربما لإيقاف العلاوت السنوية ومكافآت الموظفين مما سينعكس سلبا على شريحة كبيرة من المجتمع اليمني!
– وأخطر من ذلك هو أن حكومة بن حبتور ستعجز عن طباعة وتوزيع ملازم “المسيرة القرآنية” مما سيعرض المواطنين اليمنيين لانحرافات فكرية، وضمور في الثقافة الإسلامية ستمكن أمريكا وإسرائيل من غزو اليمن لاحقا، لا قدر الله!
– إذا تم إغلاق ميناء الحديدة سيتوقف مصنع الطائرات بدون طيار وهذا إضرار بالسيادة اليمنية ناهيك أن الدول والشركات العالمية التي تقدمت بعروض شرائية ستلغي العقود وهذا سيحرم الخزينة العامة للدولة من مليارات الدولارات، والبلد بحاجة إلى نقد أجنبي لتعزيز احتياطيات البنك المركزي ولضمان ثبات سعر العملة المحلية.
والشركات التي طلبت شراء الطائرات اليمنية ليست قليلة، وطلباتها مطروحة في مكتب صالح الصماد للنظر فيها، وذلك بشهادة ثلاثة عدول وهم محمد المقالح وحسن زيد ومحمد القيرعي!
كثير من القطاعات الخدمية ستتضرر، والضرر سيطال حتى الأمم المتحدة التي تقتات على المساعدات الخارجية، ولذلك فنحن ضد إغلاق ميناء الحديدة خصوصا وأن إيراداته المالية الضخمة توظف وبالملي، في كل هذه المجالات الهامة التي ذكرناها الآن!
الضرر سيكون كبير جدا يا أحمد عسيري خصوصا في ظل عدم وجود منافذ برية وبحرية وجوية بديلة لإدخال السلع الغذائية. سقى الله يوم كان هناك ميناء عدن ومطارا عدن الريان ومنفذ الوديعة والمهرة ومأرب وغيرها من المنافذ التي كان بإمكانها سد الفجوة.
وإذا كنتم غير مصدقين فعليكم أن تسألوا أنفسكم فقط هذا السؤال: ما هي القطاعات التي تنفق عليها حكومة بن حبتور حاليا لتعرفوا حجم الكارثة الإنسانية.
وهذا يفسر تماما الاستنفار الحوثي الشامل للحيلولة دون إغلاق ميناء الحديدة خوفا من تضرر مصالح الشعب؛ وهذا ليس غريبا على جماعة الحوثي التي أصبحت عيون ساهرة على حماية مصالح المواطن والحفاظ على المال العام، وقلد الله نبيل سبيع وأوراس الإرياني!
وليس صحيحا ما تروج له وسائل إعلام “الدواعش” من أن إيرادات الدولة اليمنية تذهب كلها وتنهب باسم المجهود الحربي؛ ويكفي لدحض هذه الأكذوبة متابعة عمليات شراء الفلل والقصور في العاصمة صنعاء من قبل “المشرفين”، مما يؤكد أن الإيرادات لا تذهب كلها لقتل الشعب اليمني في هذه الحرب، وإنما جزء كبير منها يذهب للتنمية من خلال تشغيل قطاع العقارات؛ وهذا بحد ذاته يمثل إنجازا عظيما للجان الثورية وصمود تأريخي ضد “العدوان”!
وبالنسبة لبقية الإيرادات العامة كالضرائب والاتصالات وعائدات الانترنت وابتزاز رجال المال والأعمال وغيرها تعتبر إيرادات غير دسمة، وبالكاد تغطي مصروفات أبو جبريل.
أعتقد أن القارئ قد عرف الآن السر وراء سعي الرئيس هادي والمقاومة الشعبية ومن خلفهم قوات التحالف العربي بقيادة السعودية لإغلاق ميناء الحديدة؛ وسر الضجة الإعلامية المثارة حول هذا الموضوع من إعلام الحوثي ومنظمات ونشطاء الدفع المسبق؛ لكن الشيء الذي لا أعرفه أنا وربما أيضا القارئ هو: أيش الفائدة التي سيجنيها حزب المؤتمر من بقاء الميناء أو إغلاقه وإلا قد “الفضول” قتله؟
*المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “يمن مونيتور”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى