اخترنا لكمتقاريرغير مصنف

اليمنيون يرغبون بـ”الهروب” من البلاد في ظل الحرب

اليمنيات يرغبن بمغادرة البلاد لكن العادات والتقاليد وقيود العائلة تفرض عليهن البقاء..
 ينظر اليمنيون إلى الفتاة التي تغادر البلاد دون زوجها أو أحد أقاربها بنظرة استصغار للعائلة -كما تقول جيهان- والذي وصفته بالتكبيل و”السجن” فيما بقية الناس وصلوا إلى “المريخ والمشتري”! يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ من جوهرة عبدالله
يرغب اليمنيون واليمنيات بمغادرة بلادهم في ظل استمرار الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين، في محاولة للهروب من وضعهم الذي يزداد سوءاً.
حلم السفر من اليمن، او الهروب بسبب الأوضاع المتردية وتفاقم الحرب وطول مدتها، يراود الكثير من الشباب بالسفر هربا من وضع البلاد الراهن والظروف الصعبة التي الحقت بها تلك الحرب.
تظهر علامات اليأس في ملامح وجه “أسامة سليم” خريج كلية الحاسوب منذ أربع سنوات، وقال لـ”يمن مونيتور”: “اريد السفر اريد الهروب وكم حاولت وحاولت وتقف جنسيتي عائقا بالدرجة الأولى حول عدم قدرتي لتحقيقه رغم تغلبي اخيرا على المصاريف الباهظة للتذكرة بعد ان استدنت واشتغلت بعدة وظائف لكي اكمل قيمه التذكرة”.

وقال مسافرون في مايو/آيار الماضي لـ”يمن مونيتور” إن طيران اليمنية رفع اسعار التذاكر بنسبة عالية، كما رفضت مكاتب شركة الخطوط الجوية اليمنية اليوم التعامل بالريال اليمني وطالبت من الراغبين بالسفر دفع الرسوم بالدولار الامريكي. واضافوا ان سعر التذكرة الى الاردن ارتفع من 130 الف ريال الى 195 الف ريال.
يشير سليم الذي الوضع المتردي للبلاد حتى من قبل الحرب فقال: “انا خريج حاسوب ولي اربع سنين من يوم تخرجت ولا لقيت وظيفه بتخصصي رغم أنني متفوق في دراستي، ولدي العديد من المهارات الحاسوبية ولكن لم اجد.. بلد وطن لا يستوعبنا لا نريده كيف راح ابنى مستقبلي وانشا عائله وانا ما زلت لا استطيع ان اعول نفسي أولا”.
يقول سليم إنه سيغادر البلاد حتى ولو عن طريق التهريب!
وكثير من اليمنيين -قبل مارس/آذار2015- كانوا يتمكنون من الهروب من بلدهم للعمل في المملكة العربية السعودية التي تقود التحالف العربي ضد جماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق، لكن الآن تظهر الكثير من المعوقات مع اشتداد المواجهات على الحدود بين البلدين.
في ناحية أخرى تعيش بعض اليمنيات حُلم السفر من البلاد وبالرغم من قدرتها إلا أن التقاليد الاجتماعية تحول دون مغادرتهن، وتقول جيهان فؤاد لـ”يمن مونيتور” ” انا المفروض مسافره من قبل ثلاث سنين بس المشكلة الرئيسية هو والدي الذي يرفض رفضا قاطعا فكرة سفري إلى الخارج رغم محاولاتي المستمرة لاستمالته وطلب موافقته ولكن لا فائدة”.
وتتساءل جيهان لماذا يُمنع سفر الفتيات دون موافقة ولي أمرها، متهمة القانون والعادات والتقاليد بكبح أحلام الفتيات من السفر خارج البلاد وتأسيس مستقبلهن. 
وينظر اليمنيون إلى الفتاة التي تغادر البلاد دون زوجها أو أحد أقاربها بنظرة استصغار للعائلة -كما تقول جيهان- والذي وصفته بالتكبيل و”السجن” فيما بقية الناس وصلوا إلى “المريخ والمشتري”!
وتتفق تغريد محمد مع ما قالت جيهان، بأن العائلة هي أحد أبرز الأسباب لمنع النساء من السفر مع رغبتهن وقدرتهن- العلمية- على المغادرة في منح دراسية. وتقول تغريد لـ”يمن مونيتور”: ” عشان نقدر نسافر ربطوها اهلنا بفكرة الزواج تزوجي وسافري -معه- إلى أي مكان”. وبالرغم من معارضتها لهذا النمط من التفكير تشير تغريد إلى أنها قررت “انتظار العريس من أجل تحقيق حلم السفر أو قد يضعها في القبر-اليمن- كما هي الآن”.
وبين الحالمين بالهروب من البلاد والمغادرين يقول سام متاش (29عاما) لـ”يمن مونيتور” الذي يحمل شهادة بكالوريوس هندسة كهربائية وتحدث عن تجربته وحلمه الذي تحقق بمحض الصدفة الذي لطالما حلم بذلك حيث قال “هاجرت في تاريخ12أغسطس/آب 2015 وسبب سفري كأغلب من قرنائي البحث عن الرزق”.
ويعتقد متاش أن اليمن أًغلقت مع أغلاق المؤسسات والشركات وفقدان الوظيفة الشخصية إضافة إلى أن السبب الرئيس لمغادرته البلاد كان انعدام الامن والحفاظ على حياته في ظل الأوضاع التي تمر بها اليمن. يصف سام نفسه بالمحظوظ كونه تحقق حلمه بالسفر. 
وعن العودة إلى اليمن قال: “العودة حلم بعد أن كان السفر خارج الوطن حلم كثير ولكني سأعود بعد الاستقرار وليس إلى وسط الجحيم”-حسب تعبيره.
وأضاف بالقول: ورغم ان “الغربة كربه” كما يقولون لكنني راضي عنها لأنها تربي وتصقل عقل الإنسان وتجعل منه أكثر نضجاً و أكثر دراية لمعرفة الأشياء من حوله، ربما ما هو أشد من مرارة الغربة عندما تجلس بروتين قاتل في وطنك صبح ومساء بدون أدنى مقومات العيش”.
وعن الصعوبات التي واجهته قال سام متاش “الصعوبات كانت في البداية وهي كيفية طريقة التعرف وبناء العلاقات بحكم أنك غريب ولكن تجاوزتها والحمد لله وبامتياز و كونت الكثير من المعارف و الصداقات”.
يظهر أن رغبة الشباب اليمني بمغادرة البلاد كبيراً مع اضطراب الأوضاع منذ عام 2011م، ويظهر أن رغبة اليمنيين الذكور يتحقق أكثر من اليمنيات بسبب العادات والتقاليد والقوانين، التي تجاوزتها بعض العائلات اليمنية خلال السنوات السبع الماضية وأصبحوا يتقبلوا مغادرة ابنتهم خارج البلاد للدراسة أو للعمل.
وحصل “يمن مونيتور” على إحصائية من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة تفيد بوجود 2111 طلب لجوء من اليمنيين خلال عام 2015م المقدمة في 38 بلد أوروبي و 6 بلدان غير أوروبية، كانت السويد (388) طلباً في المركز الأول يليها الولايات المتحدة الأمريكية (383) طلباً.
ويراود كثير من اليمنيين آمالا بالهجرة إلى أوروبا وخصوصا الشباب ولكنهم لا يعرفون كيف يمكن الوصول إلى هناك، كما أن الحصول على تأشيرة لدخول أوروبا أمر صعب المنال، ويبدو مستحيلا، إلا أن هناك عددا من اليمنيين الذين بدؤوا يعتزمون الرحيل إلى تركيا التي يسافر منها غالبية اللاجئين والمهاجرين إلى أوروبا، وفي حال تمكن عدد من اليمنيين من الوصول إلى تركيا فسيكون المجال سهلا عليهم لمواصلة السير إلى أوروبا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى