اخترنا لكمتراجم وتحليلاتغير مصنف

كيف ستكشف اليمن سياسة “ترامب” الخارجية؟.. ناشيونال إنترست تجيب

ما هو مؤكد هو أن كيفية رد الرئيس الأمريكي المقبل على اليمن ستعطي مؤشرا على قدرة الرئيس المقبل ومستشاريه للرد على النزاعات، التي تحتاج إلى ردود متوازنة محسوبة وبراغماتية يمن مونيتور/ وحدة الترجمة/ خاص:
حاولت مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية توقع ملامح السياسة الخارجية الأمريكية القادمة بشأن الصراع الدائر في اليمن الذي سيكون الاختبار الكاشف لدونالد ترامب بشأن تغير توجهات الإدارة الجديدة تجاه الملفات الإقليمية.
والمقال كتبه المحلل السياسي في الشؤون العربية، بمؤسسة جيمس تاون، مايكل هورتون، تحت عنوان “لماذا سيكون اليمن اختبارا كاشفا لترامب” حاول فيه تخمين ملامح السياسة الخارجية الأمريكية بشأن الصراع الدائر في البلاد.
وقال كاتب المقال إن “الحرب الأهلية في اليمن التي تنخرط فيها الولايات المتحدة بشكل واضح، ستكون اختبارا كاشفا لإدارة ترامب القادمة، فالاتفاق الذي توصل إليه وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري مع المسؤولين العمانيين لوقف إطلاق النار (في اليمن) لم يستمر أكثر من المدة التي استمر بها الاتفاق الذي سبقه، والحرب في اليمن ستستمر – على الأقل بمستوى منخفض – بعد تولي ترامب السلطة”.
يشير الكاتب إلى أن “ترامب ركز خلال حملته الانتخابية على ضرورة قتال السلفيين مبينا أنه سيعمل مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في سوريا لمواجهة تنظيم (داعش)، ومع ذلك أكد الرئيس المنتخب أن اتفاق إيران النووي يعد من أسوأ الصفقات التفاوضية من أي وقت مضى، وهو ما يقود إلى الاعتقاد بأن إدارة ترامب ستستمع للمحافظين الجدد، الذين كانت سياساتهم، مثل غزو العراق، التي لم تقد إلا لتقوية إيران. وفي حال بدأ المحافظون الجدد، مثل جون بولتون، بالتأثير على الرئيس المنتخب، فسيكون التركيز دحر التأثير الإيراني في المنطقة والذي سيكون على الأرجح على حساب محاربة السلفية المتشددة”.
 
مواجهة إيران والسلفيين
ويقول هورتون إنه “يمكن لإدارة ترامب المقبلة أن تحقق الهدفين؛ مواجهة إيران والسلفيين، إن تبنت النهج الصحيح، فقد يقوم بممارسة الضغط على السعودية لإنهاء حملتها في اليمن، ما يعني وقف تمدد إيران، وفي الوقت الذي يشك فيه بالأدلة، وهي أن الحوثيين هم وكلاء إيران، إلا أن الأخيرة ستشعر بالرضا لتورط السعودية في حرب مكلفة في اليمن، ولا يمكنها تحقيق النصر فيها”.
وأضاف هورتون أن “ما سيفعله ترامب، أو يتجنب فعله في اليمن، سيقول لنا الكثير عن مسار السياسة الخارجية التي سيتبناها، وسيكشف موقفه عن مجموعة المستشارين الذين سيستمع إليهم، المرشح لمنصب مدير الأمن القومي الجنرال المتقاعد مايكل فلين، الذي يريد التركيز على مكافحة تنظيم الدولة، أو المحافظين الجدد، الذين يرون النفوذ الإيراني التهديد الرئيسي لاستقرار المنطقة”.
وتعتقد المجلة الأمريكية في ترجمة لـ”يمن مونيتور” أن “حرب اليمن، وإن لم تحظ بتغطية واسعة، إلا أنها حرب شرسة، مثل الحرب الجارية في سوريا، فإن موقع اليمن على باب المندب يمنحه أهمية استراتيجية، بالإضافة إلى وجود فرع لتنظيم القاعدة، الذي يعد الأكثر براعة من بين تنظيمات القاعدة حول العالم”.
 
الحوثيون لا يعرفون إلا الحرب
كما ترى أن الحرب الأهلية اليمنية معقدة، مثل سياسة البلاد البيزنطية وجغرافيتها الوعرة، وبشكل عام يقاتل الحوثيون، الذين يسيطرون على شمال غرب اليمن، الحكومة اليمنية التي يقودها عبد ربه منصور هادي، وتدعمها السعودية والإمارات وبريطانيا والولايات المتحدة، السعودية تعد الحوثيين جماعة وكيلة لإيران، وفي آذار/ مارس 2015، قامت السعودية وحلفاؤها بالإعلان عن عملية (عاصفة الحزم) من أجل هزيمة الحوثيين، وإعادة الحكومة المنتخبة إلى العاصمة صنعاء.
ويقول الكاتب إنه وبعد عامين تقريبا من القصف الجوي، لا يوجد لدى السعودية والدول المتحالفة معها إلا القليل من الإنجازات، وأكثر من خمسة مليارات دولار أنفقتها السعودية وحدها على الحرب، ولا يزال الحوثيون وحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح، (الذي خاضوا ضده ست حروب) يسيطرون على العاصمة صنعاء وشمال غرب البلاد، أما جنوب اليمن فنصفه تسيطر عليه مجموعات مسلحة مرتبطة بالحكومة، أو المليشيات القبلية أو الحراك الجنوبي، أما النصف الآخر فهو تحت سيطرة تنظيم القاعدة، وكان السعوديون والإماراتيون، الذين قادوا الحرب، حاسمين، لكن ليس بالطريقة التي أرادوها.
وينقل هورتون عن رجل دولة يمني كبير، قوله عام 2012 عن الحوثيين: “لا يعرف الحوثيون الحكم أو إدارة البلاد، وكل ما يعرفونه هو القتال”، وقدم الرجل نفسه تحذيرا، قال فيه: “القتال هو مصدر قوتهم، ولو حدثت حرب فإنهم سينتصرون، ودونها سيهزمون”.
 ويشير الكاتب إلى أنه “بعد أربعة أعوام أظهر الحوثيون أنهم قادرون على القتال، وأسهم القصف السعودي للجسور والمدارس والجنازات والمستشفيات في تقديم الحوثيين أنفسهم على أنهم (حماة الأمة)”.
ويتابع في موضوع القاعدة إن “القوات اليمنية المدعومة من الإمارات استولت على المكلا، ولكن خسارة تنظيم القاعدة للأراضي، الذي وصفه بالانسحاب التكتيكي، لن تؤثر على التنظيم، فهو يستفيد من كونه متحركا، وفي موازاة خطيرة مع الجماعات السلفية، التي تقاتل نظام بشار الأسد، فإن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية يركز نظره على القوى التي تقاتل الحوثيين”.
 
هل سيشتري ترامب رؤية السعوديين؟
ويقول الكاتب بأن “تفاعل إدارة ترامب مع اليمن سيكون مؤشرا على توجه سياسته الخارجية، فهل سيشتري الرئيس المنتخب رؤية السعوديين والمحافظين الجدد التي تركز على إيران؟ وإن كانت هذه هي الحالة، فهل سيواصل تبني السياسات والإجراءات التي تعطي السعودية القدرة على مواصلة حربها؟ أم سيقوم بالاستماع لنصائح مايك فلين، الذي يرى أن السلفية الجهادية خطر رئيسي على استقرار المنطقة؟ وإن كان هذا هو الحال، فيجب أن يكون وقف الحرب وتحقيق الاستقرار في اليمن على رأس قائمة الرئيس المقبل”.
وتختم “ناشونال إنترست” بالقول إن “ما هو مؤكد هو أن كيفية رد الرئيس المقبل على اليمن ستعطي مؤشرا على قدرة الرئيس المقبل ومستشاريه للرد على النزاعات، التي تحتاج إلى ردود متوازنة محسوبة وبراغماتية”.
المصدر الرئيس:
Why Yemen Will Be Donald Trumps Litmus Test

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى