اخترنا لكمتقاريرغير مصنف

قفز “الحوثيين” على “صالح” يستعجل انهيار تحالف صنعاء

تشهد العاصمة اليمنية صنعاء خلافات محمومة بين علي عبدالله صالح وجماعة الحوثيين بعد التهميش الذي يتلقاه “صالح” من الحوثيين ومحاولتهم السيطرة على وزارة الدفاع في حكومة صنعاء وقوة الحرس الجمهوري وتهميش دور ممثل “صالح” في المجلس السياسي الذي يدير البلاد.

يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:

تشهد العاصمة اليمنية صنعاء خلافات محمومة بين علي عبدالله صالح وجماعة الحوثيين بعد التهميش الذي يتلقاه “صالح” من الحوثيين ومحاولتهم السيطرة على وزارة الدفاع في حكومة صنعاء وقوة الحرس الجمهوري وتهميش دور ممثل “صالح” في المجلس السياسي الذي يدير البلاد.

وتشتد الخلافات بين الرئيس اليمني السابق وحليفه الحوثيين على تشكيل حكومة تنفيذا لاتفاق بينهما قضى بتشكيل مجلس سياسي لإدارة المحافظات الواقعة تحت سيطرتهما.

وظهر الخلاف للعلن مع مرور أكثر من شهر على تكليف عبدالعزيز بن حبتور برئاسة تلك الحكومة في صنعاء، والتي لم يتم خلالها الوصول إلى أياً من أسماء تلك الحكومة.

وارتفعت الخلافات بين حليفي الحرب الداخلية بعد أن أعلن صالح الصماد (رئيس المجلس السياسي) خلال لقاء تلفزيوني الأسبوع الماضي، أنه مع قدوم السبت (مضى عليه يومان) ستكون الحكومة قد تشكلت”. وعلى أثر ذلك نشر تلفزيون “المسيرة” الناطق باسم الحوثيين تقريراً يتحدث عن عراقيل تواجه تشكيل تلك الحكومة.

وقال تلفزيون إنه “ورغم مرور نحو مائة يوم على تشكيل المجلس الأعلى، وأكثر من شهر على تكليف بن حبتور؛ إلا أن الحكومة لم ترَ النور لحد الآن، رغم أن الرئيس صالح الصماد (رئيس المجلس السياسي) قال أيضاً، في مقابلة تلفزيونية، السبت الماضي، إنه مع قدوم السبت القادم (5 أكتوبر/تشرين الأول) ستكون الحكومة قد تشكلت، وهو ما يؤكد أن هناك عراقيل توضع أمام تشكيلها”.

وقال قيادي في جماعة الحوثي المسلحة مطلع على تفاصيل الحكومة إن الخلافات حول وزارة الدفاع ومن يقودها هو مربط العقدة التي أنشائها صالح والتي يرفض أن يكون واحد من الموالين للحوثيين ويُصر على أن يكون واحد من أتباعه.

وأضاف القيادي لـشبكة “يمن مونيتور” مفضلاً عدم الكشف عن هويته أن “صالح” هدد بتحريك ألوية الحرس الجمهوري نحو صنعاء من خارجها إذا أعلن عن وزير دفاع “حوثي” وخاطب “الصماد” و”عبدالخالق الحوثي” (شقيق زعيم الجماعة) بأن الحرس الجمهوري و وزارة الدفاع خط أحمر ولن يقبل بالمساس بها وعلى الحوثيين البحث عن مكان آخر لـ”العب”.

وأشار القيادي الحوثي إلى أن علي عبدالله صالح أنقلب على تشكيل الحكومة بعد خارطة الطريق التي قدمتها الأمم المتحدة، والتي قد تتضمن إزالة العقوبات الأممية بحقه بعد مشاورات قادمة، ولذلك يعتقد “صالح” أن تشكيل الحكومة قد تبعد هذه الفرصة التي سنحت له.

من جانب آخر، تصاعدت الخلافات بين الحوثيين وصالح على خلفية أزمة تعيين قائد جديد لقوات الحرس الجمهوري المعروفة بالولاء لصالح، خلفاً لقائدها الذي قُتل في القصف على القاعة الكبرى مطلع الشهر الماضي، اللواء علي الجايفي.

وتقول معلومات متواترة إن الحوثيين يسعون لفرض عبدالخالق الحوثي، لقيادة هذه القوة، التي كانت الأقوى في الجيش اليمني، وتتعرض معسكراتها لاستهداف مستمر من مقاتلات التحالف، فيما يتهم الحوثيون “صالح” بالسعي لتعيين نجل شقيقه، طارق صالح، والذي كان قائداً للحرس الخاص سابقاً.

وقال مصدران عسكريان لـ”يمن مونيتور” إن خلافاً عاصفاً في اجتماع الأسبوع الماضي من أجل مناقشة تعيين قائد جديد للحرس الجمهوري بين علي عبدالله صالح وعبدالخالق الحوثي وصل إلى تهديد “صالح” لـ”الحوثي” بإخفائه وجماعته من الوجود إن فكروا بأخذ ألوية الحرس الجمهوري وقيادتها.

وأضاف المصدران اللذان فضلا عدم الكشف عن هويتهما، أن عبدالخالق الحوثي اشتاط غضباً وصرخ متوعداً صالح بالانتقام منه ومن عائلته إن فكر في أي لحظة أن ينقلب على تحالفهما بعدما يضمن “حصانة جديدة” كتللك التي قُدمت له في عام 2011م بموجب المبادرة الخليجية.

وقال الحوثي مخاطباً صالح: “لاتزيد باللغاجة (التهديد والوعيد) ويكون في علمك أن حصانة جديدة من السعودية لن تكون منا إلى رصاص ينهيك وعائلتك إلى الأبد”.

وظهر الخلاف علناً من خلال دعوة قدمها رئيس البرلمان اليمني يحيى على الراعي خلال جلسة لمجلس النواب اليوم الاثنين والتي دعا فيها الحوثيين وحزب الرئيس السابق إلى تنحيه الخلافات، وقال الراعي أن ذلك: “من أجل وحدة الموقف والرأي والتنسيق والتشاور والتعاون لتحقيق وتنفيذ الإتفاق الموقع بينهم وإنجاز أهدافه”.

ومع نهاية سبتمبر/أيلول أصيب أنصار صالح بما يشبه “السعار”، بعد رفض الحوثيين نشر أخبار “صالح”، وعودة “محمد علي الحوثي” إلى الواجهة مجدداً والظهور في فعاليات رسمية باعتباره رئيسا للجنة الثورية العليا، التي تم الاتفاق على الغائها، وقاموا بمهاجمة الحوثيين في مواقع التواصل الاجتماعي كونهم “جماعة لا عهد لها وتتنصل من كل الاتفاقات”.

ومن أبرز ملامح الهوة بين حليفي الحرب الداخلية، عدم اتفاقهم على مدة الرئاسة الدورية للمجلس السياسي، الذي تم تشكيله مطلع أغسطس الماضي.

ويحاول الحوثيون تهميش ممثل صالح، ونائب رئيس المجلس، قاسم لبوزه، والذي يظهر يُمنح تصريحات داخل أخبار رئيس المجلس ” صالح الصماد”، كما يتم توكيله باللقاء بمسؤولين محليين ونواب وزراء، وليس مسؤولين عسكريين.

ولا تقتصر هوة الخلافات بين الحلف داخل الأراضي اليمنية فحسب، فالوفد التفاوضي المشكل بالمناصفة يعيش هو الأخر هوة غير مسبوقة، تعمقت عقب الحرب الإعلامية غير المعلنة بين “صالح” وناطق الحوثيين محمد عبدالسلام، بسبب القرار 2216 ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى