كتابات خاصة

من ذاكرة اجتياح “إب” (2)

محمد المقبلي

على امتداد الطريق الممتد من نهاية ذمار إلى بداية تعز، شهدت أغلب المناطق مواجهات مع المليشيا لحظة الاجتياح، ومنها ما أشرت له في المقال السابق عن المواجهات التي دارت في القفر ويريم، لحظة دخول الملشيا المحافظة. على امتداد الطريق الممتد من نهاية ذمار إلى بداية تعز، شهدت أغلب المناطق مواجهات مع المليشيا لحظة الاجتياح، ومنها ما أشرت له في المقال السابق عن المواجهات التي دارت في القفر ويريم، لحظة دخول الملشيا المحافظة.
في إب، المدينة يخطر في بالي من ذاكرة الاجتياح المواجهة الأولى في نقطة السحول عند مدخل المدينة، حينما تم وضع نقاط تفتيش للشخصيات الاجتماعية التي نزلت نحو إب من أجل اللقاء بالمحافظ الارياني لتدارس الأوضاع المتعلقة باجتياح المليشيا للمحافظة.
حينها وصلت رسالة (SMS) من المسيرة موبايل التابعة لإعلام مليشيا الحوثي تتحدث عن مقتل شيخ من أرحب مع المليشيا ضمن المعركة التي دارت بين المقاومين والمليشيا عند مدخل المحافظة..
ما تزال كثير من صور المواجهات التي حصلت داخل المدينة عالقة في ذاكرتي، ومنها إطلاق قذائف على محيط إذاعة إب، وبعض المرتفعات المقابلة لبنايات المغتربين..
إضافة إلى اللقطة التي تم توثيها لحظة اطلاق المليشيا النار على شباب من الربادي كانوا إخوة على متن سيارة، إذا لم تخنّي الذاكرة.. وكذا مواجهات متقطعة دارت في شوارع المدينة واستمرت لأيام..
بينما استمرت المقاومة لأشهر في بعض المديريات مثل القفر والرضمة، ويحسب لمقاومة الشعارو والأهمول في العدين أنها كافحت إلى الأشهر الماضية..
ظلت المقاومة في إب حاضرة بين جزر ومد، كانت تتقدم من جهة بعدان نحو أطرف المدينة ثم تنكمش لغياب الدعم والاسناد من جهة الشرعية، ومنها العمليات التي كان يقودها الشهيد البطل نايف الجماعي قبل أن ينطلق إلى جهة دمت ليسجل حضوره الأخير والخالد..
بالمقابل، كانت ملامح الاجتياح تتشكل في إب المدينة وفي الأرياف وشاصات المليشيا تتحرك لاختطاف الناشطين الشباب والشخصيات الاجتماعية والسياسية؛ ولعل أكثرها حضور في الذاكرة اختطاف السياسي المعروف أمين الرجوي ووضعه مع صحفيين كدروع بشرية في ذمار..
شباب الثورة غير المنخرطين في الأحزاب السياسية كان لهم نصيب من التنكيل الذي تعرض له كل من له علاقة بثورة فبراير، أحمد علي عبد اللطيف تعرض هو الآخر للمداهمة بعد أن حاصرت الأطقم منزله وروعوا أسرته بالعديد من المسلحين..
ومن بين تلك الأسماء عبد الوهاب القادري، هشام هادي، عبدالله جرول، خالد الحضوري، القحطاني، علي الجبري، وأمين الشفق، والأخير تعرض لاختطافات عديدة آخرها في مسيرة الماء وما يزال إلى اللحظة رهن الاخفاء القسري من قبل المليشيا الفاشية والعديد ممن لم أتمكن من معرفة اسمائهم..
في المديريات الأخرى، لم تتوقف عجلة الاختطاف خصوصاً مع اكتمال ملامح الاجتياح إضافة إلى الاغتيالات التي تمت بحق ناشطين وشخصيات اجتماعية من إب بعد مداهمة منازلهم ليلاً واغتيال البعص أمام الأبواب، كما حصل مع محمد علي مسعد بدير، ابن الشخصية الاجتماعية المعروفة علي مسعد بدير، إضافة إلى اغتيال عبد الله العزي في منزله في منطقة تتوسط بين كتاب وسمارة..
معلمون وناشطون تم اختطافهم في كل من القفر ويريم، ومقاومون اتجهوا نحو ميادين المقاومة في تعز ومأرب ومريس، ولعل يوميات الاجتياح هي التي دفعت العديد من أحرار إب للالتحاق بصفوف المقاومة قادة وجنوداً..
واللافت في الأمر أن عملية الاجتياح صاحبتها نهب ممتلكات وبسط على أراضي وخصوصاً تلك التي كانت لشخصيات مشاركة في ثورة 11 فبراير، أو البعض ممن كانوا جزء من دائرة المشروع الجمهوري وثورة سبتمبر وناهضوا تحالف الحوثي الصالح الذي شكل “خلطة” لثورتين مضادتين، ثورة مضادرة لفبراير 2011، واخرى مضادة لسبتمبر 1962.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى