كتابات خاصة

من يملك قرار السلام؟

محمد العليمي

لا أحد بيده اليوم قرار السلام.. لا أولئك الكتاب الذين يكتبون عن ضرورة السلام وتنقية الأجواء السياسية من هذه الغيوم القاتمة.. كل ما يكتبه هؤلاء سيبقى في دائرة الأحلام والأماني ما لم يُكسر الانقلاب الذي تقوده مليشيا الحوثي والمخلوع صالح.. ويهزم الرجل الذي يستلذ العيش وسط الحرائق المتفاقمة. لا أحد بيده اليوم قرار السلام.. لا أولئك الكتاب الذين يكتبون عن ضرورة السلام وتنقية الأجواء السياسية من هذه الغيوم القاتمة.. كل ما يكتبه هؤلاء سيبقى في دائرة الأحلام والأماني ما لم يُكسر الانقلاب الذي تقوده مليشيا الحوثي والمخلوع صالح.. ويهزم الرجل الذي يستلذ العيش وسط الحرائق المتفاقمة.
هذا السلام الهش في صورته الحالية سيكون بمثابة طوق نجاة لصالح والحوثي معا.
لماذا سينجو مرة أخرى.. نصف قرن من الدسائس والمؤامرات والحروب حان وقت حصادها جميعا ودفعة واحدة.
لا سلام يمكن أن يخرج من رجل عاش أكثر من عقد من الحروب، تربى على أصوات المدافع.. ثم ما الذي يدفع عبد الملك الحوثي للسلام وهو يرى هذه الهالة المقدسة التي أكسبته إياها الحرب.. لماذا يفكر وهناك الآلاف ممن هم مستعدون للموت من أجله من أولئك الذين لم يتمكنوا من بناء ذواتهم فقرروا هدم حياة الآخرين.
عندما اندلع التحالف العربي قال صالح بعد ذلك بأشهر: نحن استعدنا جيدا لهذا اليوم، ولدينا القدرة والسلاح الكافي لنقاتل أحد عشر عاما.
لماذا يستسلم صالح وهو الذي منذ أكثر من ثلاثين سنة كانت البنى التي اعتقدناها تنمية بسيطة تُرسم بطريقة عسكرية.. كان أكبر شارع في العاصمة وهو السبعين مطارا احتياطيا وبديلا في الحالات الطارئة.
كان المئات يغرقون سنويا في السيول وكان يبني أنفاقا عسكرية تربط بين المواقع العسكرية والمدن.
لماذا يلجأ للسلام وهو مقامر وفي يده بقية من طلقات الرصاص، ولا يخشى شيئا فقد خسر كل ماضيه وأمامه خصومه وبداخله تشوهات نفسية ووحده روما ونيرون.
لا أحد يملك قرار السلام إلا الطرف الذي أقدم على ضرب البارجات الأمريكية في البحر الأحمر..
عندما تتضرر مصالح الكبار سيفكر الجميع في الحل..
لنرهق الكبار أكثر، فنحن ـ اليمنيين ـ لن نغرق وحيدين..
هذا ما تعلمناه..
كان الحوثيون مشكلة وطنية ثم تحولوا إلى مشكلة عربية واليوم على المجتمع الدولي أن يحمي طريق الملاحة الدولية..
لن نغرق وحيدين..
كان الحوثيون يهددون أمننا ومنزلنا ومستقبلنا ووجودنا ولم يأبه لهم أحد.. وها هم الآن يهددون المجتمع العربي ككل ومصالح الدول الكبرى..
لن نغرق وحيدين..
كانوا يقفون على النقيض من طموحاتنا.. في الجانب الآخر من الأحلام اليمنية وكان اللاعبون الدوليون يمتطون الحوثي كحمار السوق غير أن الرياح جرت بما لا تشتهي السفن.
لن نغرق وحيدين..
كانت تحركات الحوثيين تبعث في ليلنا القلق وفي عيوننا الأرق وكانوا المنعمون السياسيون في الخليج ينامون مرتاحي البال، وحولهم الخدم والنساء كخليفة عباسي نسي مسؤولياته وأصغى بجميع حواسه لجارية فاتنة.
نحن اليوم يجمعنا أرق واحد، ولم نتعلم أن نغرق وحيدين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى