فكر وثقافة

مكابدة

محمد جميح

يا حرف هيئ لي ببحرك مركبا
فلقد نويت مع القصيد تغرُّبا

خذني من الصور التي قد لطَّختْ
مرآة روحي واستحالتْ غيهبا

خذني من الجسد الذي في لفظهِ
روحٌ تراود فيه معنى أرحبا

خذني إلى المعنى الذي عَلـِقتْ بهِ
روحي ودقَّ عن الحروف ليـُكتبا

اتعبتُ نفسي في اكتناه غموضهِ
ما ينجلي حتى يعود ليُحجبا

صدقت ليلى حين قالت إنها
معنى وسرت وراءها مترهبا

لكنها لاحت سرابا غير ذي
معنى وبرقاً في القصيدة خلبا

إن لاح نجم علـَّقتْ عيني بهِ
أهدابها ليضم جفني الكوكبا

أو وشوش الطيفُ الفؤادَ ترقبتْ
نفسي الحبيبَ يدُقُ ذاكرة الصِّبا

أو هبَّ من أهل المضارب ذكرُهم
جاء الخيال من البوادي معشبا

أنا أعشق المعنى الذي هـُتكتْ به
لغة أماط لثامَها وتنقبا

كل المرائي نقطة ٌ في نونهِ
والنونُ بحرٌ في لآلئهِ اختبا

معنى تراودهُ الحروفُ جميعُها
قدَّتْ عليهِ قميصَهُ لما أبى

أعيا قصيدي بالغموض تباعدا
أحيا فؤادي بالوصال تقربا

شرقت أبحث عن شعاع شموسهِ
لكنه عند الشروق تغربا

معناي حرف مبهم أعجمته
كيما يبينُ فعزَّني وتحجبا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى