آراء ومواقف

خطة كيري.. دواء أم داء؟

مشاري الذايدي

   رغم أن خطة وزير الخارجية الأميركي جون كيري للحل السياسي في اليمن، دون سقف المرجعيات الحاكمة للحل، مع ذلك وافقت عليها دول التحالف بقيادة السعودية في اجتماع جدة.
   رغم أن خطة وزير الخارجية الأميركي جون كيري للحل السياسي في اليمن، دون سقف المرجعيات الحاكمة للحل، مع ذلك وافقت عليها دول التحالف بقيادة السعودية في اجتماع جدة.
القرارات الدولية، وفي مقدمها القرار 2216، واضحة في سلب الشرعية عن الميليشيات الحوثية، وصالح.
الحوثي ومؤتمر صالح الشعبي، وبقية القوى اليمنية وافقت على مخرجات الحوار الوطني اليمني، والمبادرة الخليجية. هذه هي المرجعيات الثلاث الحاكمة للحل السياسي اليمني.
قوات التحالف، ليست قوة عدوان سعودي، كما يهذي إعلام صالح والحوثي، بل أداة تنفيذ للشرعية الدولية.
وعلى كل حال، وبعيدًا عن حرب السياسة ومناورات الشرعية والقانونية، فنحن، بكلام واضح، أمام «كيان» عدو في اليمن، يراد له أن يكون مخلبًا إيرانيًا ضد السعودية ودول الخليج، وقوة بلطجة على الممرات المائية الحساسة في البحر الأحمر وخليج عدن.
يقال ذلك على وقع «هدايا» المرشد خامنئي، التي كانت عبارة عن صواريخ باليستية على نجران وجازان وظهران الجنوب.
ثمة تسريبات واضح أنها حوثية – صالحية، عن خطة كيري، تلقفتها وسائل إعلام غربية، «بي بي سي» البريطانية، هي تسريبات بعضها خطير، بعضها غامض، وبعضها جيد.
منها:
* انسحاب للمسلحين من المدن والمؤسسات.
* تسليم السلاح الثقيل لطرف ثالث. (من هو الطرف الثالث هذا؟!).
غير أن أخطر التسريبات بنظري، هو:
يصدر الرئيس عبد ربه منصور هادي في يوم التوقيع قرارًا بتعيين نائب للرئيس أو رئيس للحكومة، بصلاحيات دستورية كاملة. (الأسماء المطروحة ليست مع الجانب الشرعي).
يقدم الفريق علي محسن الأحمر – بالتزامن مع هذه الخطوة أو قبلها – استقالته من منصبيه، نائبا للرئيس ونائبا للقائد الأعلى للقوات المسلحة.
حكومة وحدة وطنية بالمثالثة لـ: هادي وحلفائه، الحوثي وحلفائه، صالح وحلفائه. (على اعتبار أن الحوثي شيء وصالح شيء آخر؟!).
ولد الشيخ أحمد نفى صحة هذه التسريبات أمام مجلس الأمن، وأبدى «قلقه» من نشوء المجلس السياسي، الحوثي – الصالحي، للحكم. وقال كلامًا جيدًا بالجملة.
بعيدًا عن كل هذا، يبقى أن السعودية والتحالف، أيًا ما كان، لن يتعايشا مع يمن يحكمه الحوثي، أو حتى يملك فيه «الثلث المعطل» تلك البدعة السياسية الخمينية.
عادل الجبير قال لوكالة رويترز من بكين: «الشيء المؤكد الذي لا يقبل الشك هو أنه لن يتم السماح لهم بالاستيلاء على اليمن».
نحن في مرحلة صعبة، ولحين تبخر الضباب الأوبامي بواشنطن، المطلوب هو عبور المرحلة بأقل الأضرار، حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولاً!
* جريدة «الشرق الأوسط».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى