اخترنا لكمتقاريرغير مصنف

فصلية “واشنطن”: صنعاء مفتاح للأمن الإقليمي وفرصة الحوار بين “السعودية” و”إيران”

نشرت مجلة واشنطن “الفصلية” (The Washington Quarterly) في عددها الصادر مؤخراً “صيف 2016 (يوليو)” دراسة خلصت أن العاصمة اليمنية صنعاء مفتاح للأمن الإقليمي في العالم فهي المؤهلة أن تجمع “السعودية” و “إيران” كفرصة لحوار بين البلدين من أجل الأمن في الشرق الأوسط. يمن مونيتور/ ترجمة خاصة/ من عادل هاشم
نشرت مجلة واشنطن “الفصلية” (The Washington Quarterly) في عددها الصادر مؤخراً “صيف 2016 (يوليو)” دراسة خلصت أن العاصمة اليمنية صنعاء مفتاح للأمن الإقليمي في العالم فهي المؤهلة أن تجمع “السعودية” و “إيران” كفرصة لحوار بين البلدين من أجل الأمن في الشرق الأوسط.
وجاء عنوان الدراسة “اليمن.. فرصه لحوار بين إيران والسعودية؟” كتبها “دينا إسفاندياري” و”آريان طباطبي”، وينشر “يمن مونيتور” خلاصة تلك الدراسة.
وقالت: “مازالت الأخبار القادمة من اليمن قاتمه. أسبوع بعد آخر ودول مجلس التعاون الخليجي التي التزمت قواتها بقيادة المملكة العربية السعودية في عملية إعادة الأمل -كما كان يطلق عليها سابقا باسم عاصفة الحزم- يرون الجثث تعود إلى أوطانهم. في وقت لم يقتربوا من النصر الحاسم الذي طالما سعوا اليه ضد الحوثيين الذين يعتبرونهم أتباعاً لطهران”.
وبدلا من ذلك انهارت السلطة المركزية اليمنية بالإضافة إلى كون ذلك مهد الطريق لمنظمات إرهابيه كتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية و”تنظيم الدولة الاسلامية” للسيطرة على الأرض علاوة على عدم ضمان الازمة الانسانية وقتل الالاف.
وزعمت الدراسة إنه “بينما دول مجلس التعاون الخليجي تدفع ثمنا باهظا لتحقيق انتصار طهران تقف في الخلف تراقب السعوديين يتحركون اليها. ولحل هذه الأزمة وتمهيد الطريق أمام حل للأزمات الأخرى في المنطقة، يجب على إيران والمملكة العربية السعودية التفاوض بشأن اليمن”.
وبدأت عملية عاصفة الحزم في 2015م عندما اقتربت إيران من التوصل إلى اتفاق نووي مع القوى العظمى. وقد فسرت دول مجلس التعاون الخليجي إنشاء الاتفاق أنه خطوة اخرى في تخلي واشنطن عن دول الخليج العربي مع ذلك الخوف الذي بداء مع الربيع العربي. في ذلك الوقت قبلت إدارة أوباما بالسياسة السعودية في اليمن كمحاوله للحل داخل دول مجلس التعاون الخليجي مع الاتفاق النووي.
تسعى دول مجلس التعاون الخليجي لعده أهداف متداخلة في اليمن. أولا: تسعى إلى استباق توقيف إيران في اليمن التي تعتبر في ساحتها؛ وتمثل معركة اليمن الأسهل مقارنة بالعراق أو سوريا حيث تجد طهران مصلحه من ذلك. 
ثانيا: تسعى دول مجلس التعاون الخليجي للحد من نفوذ الحوثيين باعتبارهم موالين لطهران -دون تدخلها- ومخاوف دول المجلس من تحول الحوثيين الى حزب الله اليمني الذي سيؤدي إلى مزيد من النفوذ الإيراني في العالم العربي وفي ساحة دول مجلس التعاون خصوصا.
وقالت المجلة: “اليوم ومع الصراع الدائر في اليمن والحرب الأهلية في سوريا واستمرار وجود تنظيم الدولة في العراق وسوريا وعجز المجتمع الدولي في هزيمة هذه الجماعة، والآن الانقلاب في تركيا، أصبح الشرق الاوسط اسرع تأثرا مما كان عليه مع بداية عاصفة الحزم منذ اكثر من عام، إضافة إلى فقدان الحوار بين طهران والرياض اللذين يعتبران اللاعبين الرئيسيين في المنطقة، حيث قطعت العلاقات الدبلوماسية في يناير 2016 عندما أغلق متشددون إيرانيون السفارة السعودية ردا على إعدام رجل دين شيعي. وفقدان هذا الحوار أدى إلى طريق مسدود في المنطقة. ولكن يمكن أن تكون صنعاء مفتاح الأمن الإقليمي”.

تدهور الوضع الإقليمي يهدد إيران
وتشير فصلية واشنطن إلى أن اليمن تعتبر “أولوية مهمة للرياض بينما العكس بالنسبة لطهران، وهذا ما جعلها سببا لحوار أمنى اقليمي جديد ومفيد. وعلى الرغم من أن المملكة العربية السعودية تعارض فكرة الحديث عن “الشؤون العربية” مع إيران فإنها، عاجلاً او آجلا، سوف تضطر لمواجهة الواقع من إطالة حملتها في اليمن والذي يتمثل في خلق التوترات والانقسامات داخل دول مجلس التعاون الخليجي ويستنزف مواردها لمشكلة اقتصادية، كما أن الحملة تأتي بثمن باهظ من ناحية صورة ومصداقية السعودية.” وفقاً للدراسة
وتشير إلى أنه وبالرغم من أن إيران لا تعاني بشكل مباشر من التطورات في اليمن إلا انها ترى أن التدهور الواسع للوضع الاقليمي وعدم الاستقرار المتزايد يشكل تهديد لها.
وترى الدراسة التي ينشر “يمن مونيتور” خلاصتها، أنه وفي الوقت نفسه، تشاهد إيران تطورات الأحداث في اليمن، بالرغم من أنها قدمت وبلا شك السلاح والدعم المالي والتدريب المباشر وغير المباشر للحوثيين من خلال حزب الله إلا أن التدخل الإيراني في اليمن مبالغا فيه إلى حد كبير”.
وتزعم الدراسة: “وكما مرت الشهور ولم يتحقق أي هدف لدول مجلس التعاون الخليجي في اليمن، ولا يلوح الآن في الأفق النصر الحاسم الذي طالما سعوا اليه.”
ونتيجة لذلك، حسب المجلة، فإن “التركيز الحرب قد تغير وان كان على ورق وبدأت عدد من الخلافات في الظهور؛ حيث أن الإمارات العربية المتحدة التي تعتبر مساهما رئيسيا في الجهود العسكرية في اليمن عاد جنودها إلى وطنهم بعدد كبير من الجثث بدون أي تقدم يذكر مما أدى إلى وعي أبوظبي بحدود قدراتها وقواتها. القطريون أيضا شعروا بالاستياء من هذه الحملة بالرغم من ان مشاركتهم أقل. وما هو أكثر من ذلك هو أن إيران ومع ضمان الاتفاق النووي بدأت للبحث عن فرص تجارية، حيث أن قطر والكويت والإمارات في وضع جيد لجني فوائد إعادة الاندماج الاقتصادي الإيراني.
وتختم بالقول: “وبعيدا عن السيطرة على أربع عواصم كما يدعي الإيرانيون ويكرره الخليجيين. لدى إيران درجات مختلفة في نفوذها في هذه العواصم حيث ان اقل نفوذ لها في صنعاء. ولكن إيران ستفقد نفوذها إذا انهارت هذه العواصم كليا. ولتجنب الفراغ في السلطة يجب على الرياض التخلي عن منهاج بان محصلتها صفر في امنها الاقليمي وايضا يجب على طهران المساعدة في التخفيف من المخاوف السعودية. وللقيام بذلك يتعين على البلدين ببداء مناقشة اليمن”.
—————–
واشنطن الفصلية (The Washington Quarterly)هي مجلة شؤون الامن العالمي وتقديم وجهات نظر متنوعة حول التغييرات الاستراتيجية، والاتجاهات، والعلاقات في جميع أنحاء العالم، والآثار المترتبة على السياسات العامة.
نبذة عن الكتاب:
 دينا إسفانديار: هي زميلة في كلية ماك آرثر في قسم دراسات الحرب، بمعهد كينجز كوليدج لندن. وقبل انضمامها إلى دراسات الحرب، وأمضت خمس سنوات في المعهد، حيث كانت باحثة. آريان طباطبائي: هو أستاذ مساعد زائر في برنامج الدراسات الأمنية في جامعة جورج تاون كلية الخدمة الخارجية. قبل أن ينضم إلى برنامج الدراسات الأمنية، كان زميلاً في الأمن النووي.
المصدر الرئيس
Yemen: An Opportunity for Iran-Saudi Dialogue

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى