فكر وثقافة

معرض القاهرة للكتاب 2021: حضور قليل وترويج على وسائل التواصل

يمن مونيتور/ القدس العربي

يأتي معرض القاهرة للكتاب هذا العام في ميعاد استثنائي، نظراً لظروف جائحة كورونا، فدائماً ما كان مقرراً له شهر يناير/كانون الثاني من كل عام. وبالطبع كان لهذا التوقيت أثره في أعداد الزائرين، وبالتالي دور النشر.

من ناحية أخرى تم إلغاء الفعاليات المصاحبة للمعرض كافة، من حفلات التوقيع والندوات الأدبية والفكرية، وهي سمة المعرض الأهم. ونستعرض هنا بعضاً من أجواء الدورة الـ 52 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب..

دور النشر

اتضح في المعرض ما عانته أغلب دور النشر من قِلة عدد الزوار ـ اختبارات دراسية وبُعد المسافة وحرارة الجو ـ إضافة إلى أصحاب المكتبات الذين يأتون لشراء العديد من الكتب، بل عدة نسخ لمؤلف واحد.

كذلك لم تعمل الدولة على تعويض هؤلاء بشكل أو بآخر، كتقليل تكلفة إيجار أماكن العرض، وما شابه ذلك من إجراءات إدارية. من ناحية أخرى اكتفت بعض الدور بعدد قليل من إصداراتها الجديدة، بينما إصدارات الأعوام السابقة هي ما شغلت المساحة الأكبر من العرض، بخلاف دور أخرى تنوعت إصدارتها الجديدة ما بين كتب الجريمة وحكايات المشاهير من فنانين ولاعبين، وهي الكتب الأكثر رواجاً بين فئة الشباب والمراهقين، هؤلاء الذين كان لهم الحضور الأقوى هذا العام.

الندوات والترويج

رغم إلغاء الندوات المصاحبة للمعرض، إلا أن هناك نشاطاً موازياً سواء لندوات الكتب الجديدة، أو حفلات التوقيع الجماعية، التي أقامتها بعض دور النشر لأصحابها في لقاءات محدودة العدد، متزامنة مع بثها عبر منصات التواصل. السمة اللطيفة في ما يخص الترويج لكتاب ما، هو أن يقوم الأصدقاء بهذا الترويج، فمن خلال زيارة للمعرض ودار النشر، يتم التقاط صورة مع الكتاب ونشرها على فيسبوك، أو التنوية بأهمية كتاب ما، والترويج له بشكل أو بآخر، دون نسيان دور النشر نفسها لتسويق منتجاتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كنشر أخبار أو لقاءات مع المؤلفين.

إصدارات مهمة

ومن الإصدارات المصرية المهمة لهذا العام، نجد على سبيل المثال لا الحصر، رواية «رابطة كارهي سليم العشي» لسامح الجباس، الصادرة عن دار العين، وهي محاولة لاكتشاف الغموض حول حياة سليم موسى العشي (1909 ــ 1942) المعروف باسم (الدكتور داهش) مؤسس الداهشية، وإعلان نفسه نبي القرن العشرين، وقد أسقط عنه بشارة الخوري ـ رئيس الدولة وقتها ـ جنسيته اللبنانية، فهاجر لأمريكا ومات هناك. ورغم ذلك لم يزل له أتباع يؤمنون بأفكاره.

«يعقوب» رواية أخرى تستند إلى شخصية حقيقية، حيث يلعب التاريخ هنا دوره في صياغة حكاية شخصية مختلف عليها تمام الاختلاف. الرواية لأستاذ التاريخ الحديث محمد عفيفي، ويستعرض من خلالها شخصية (المعلم يعقوب) أو الجنرال يعقوب (1745 ــ 1801) الذي تعاون مع الحملة الفرنسية على مصر، وكان جابي ضرائب الصعيد، ومؤسس أول جيش قبطي. هنا يتناول عفيفي الحكاية من خلال وقائعها وأثرها، دون الاقتصار على تدوين سيرة الرجل. والعمل من إصدارات دار الشرق.

ومن إصدارات الشروق أيضاً، يأتي كتاب «يهود مصر في القرن العشرين .. كيف عاشوا ولماذا خرجوا» لمحمد أبو الغار، الذي اعتمد على الكثير من الوثائق، كمحاضر جلسات الطائفة اليهودية منذ عام 1886 وحتى 1961، وكذلك المقابلات الشخصية للعديد من اليهود المصرين المقيمين في أوروبا وأمريكا. وتأتي هذه الدراسة كمراجعة لأفكار نمطية عن اليهود المصريين، وأنهم جزء لا يُنكر من التاريخ المصري.

وعن دار رؤية صدر كتاب «معارك العمران» لسمير غريب، وهو عبارة عن شهادته وقت أن كان رئيساً للجهاز القومي للتنسيق الحضاري (2004 – 2014) متضمنة مجموعة من أبرز المعارك التي خاضها للحفاظ على هذا العمران، وقد خسر منها كثيراً وكسب قليلاً، على حد قوله. ومن أشهر معارك الخسران تلك.. البناء في حرم قلعة صلاح الدين، وهو بناء خرساني لم يكتمل ـ لم يزل قائماً ـ وكان نواة لمشروع تجاري ضخم باسم «مركز القاهرة المالي العالمي» من أثر زمن جمال مبارك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى