آراء ومواقف

خطاب الكراهية وتفخيخ المستقبل

عبدالرزاق الحطامي

يتأجج خطاب الكراهية منذرا بما هو أسوأ في قادم الأيام ، ونافخا في أتون الحرب نار التجدد وديمومة صراع سيتغذى دهراً من رماد البلد ..

هو خطاب مشبوب بعنصرية تحيزية باتة على مفترق تاريخي لكنه متصادم ، حيث تتعزز فيه كل أنماط الفجور في الخصومة، وإذكاء نعرات اللقب العائلي على حساب الموقف الشخصي الذي يحدد هوية المرء بلا أبعاد نسلية ..

وبينما يتجه الإجماع اليمني في تجريم الهاشمية السياسية فهو لا يسمح لمن هم منضوون في تيارها بإجراء أية مراجعات فردية لجهة الانحياز إلى الصالح الوطني وخدمة المشروع الجمهوري..

هناك أفراد من حاملي الألقاب الناجزة في تحديد هويتهم العائلية ذات التأطير السلالي المتوارث، لكنهم متضررون فيما يخص جرائم الهاشمية السياسية ضد عصبتها العائلية، من غير أولي البطنين.

والأسماء والألقاب العائلية تولد مع المرء وليس بمقدوره تغييرها، وهو قادر فقط على صناعة موقف شخصي تبعا لسلوكه الفردي وتعاطيه مع المحيط الاجتماعي العام والشأن الوطني ، وعليه وبه نحاكمه.

لنقل إن التعصب العرقي هو ما ينظم سلوك هذه العائلات ، ذوات المسميات السلالية الشتى، على جذع شجرة واحدة، لكن أن يكسب المشروع الجمهوري غصنا منها في صفه، فقد ظفر واختصر زمنا من المعركة، إذ هو يمسك بعصا المعول المقطوعة من ذات الشجرة التي يريد أن يجتثها من جذورها..

وبإمكانكم العودة إلى حديث المرجعية الجمهورية الأستاذ محسن خصروف، بما هو هنا شخصية ثقافية و ضابطا عسكريا عاصر سنوات الارتداد على الجمهورية ما بعد ثورة 26 سبتمبر ..

سيتحدث خصروف في فيلم وثائقي لا أذكر اسمه وأظنه من إنجازات الزميل عمر العمقي عن ميزة استخباراتية ناجعة أحدثت فارقا في معارك الجمهوريين والملكيين ، لناحية نجاح المشروع الثوري السبتمبري الذي كان نجاحه بالمعجزة أشبه ، نظرا لفارق الإمكانات وسخاء الدعم الدولي لمشروع الرجعية الملكية المتوكلية.

لقد استطاع رعيل الريادة الثورية حينذاك استقطاب طيارين وضباط عسكريين من الأسر الهاشمية الأقحاح لخدمة المشروع الجمهوري واختراق صفوف الملكية من الداخل ، بما أسهم نهاية في انهيارها..

يورد خصروف مثالا صادما على ارتداد واحد من أبرز ضباط الثورة السبتمبرية وهو من الضباط الجمهوريين الخلص في فك حصار السبعين ، ليكون الآن من أبرز زنابيل الرجعية الحوثية وأكبر المؤمنين بثورية نكبة 21 سبتمبر .

إذا، فالموقف فقط هو ما يجب أن يكون معيارا في تقييم الآخر، وذلك ما لم يمكننا ضبطه إلا بعد تراكم مواقف تعززه، وتضحيات حقيقية تترجم درجات ومستويات يقين المرء بموقفه وثباته عليه.

 

مصدر المقال: صفحة الكاتب على فيس بوك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى