أخبار محليةاخترنا لكمالأخبار الرئيسيةتقارير

الباعة المتجولون في تعز اليمنية.. نموذج أفرزته الحرب وفاقمت من معانتهم الأوضاع الصعبة (تقرير خاص)

يمن مونيتور/ من مختار شداد

“الباعة المتجولون” صنف آخر، أفرزته الحرب والحصار في مدينة تعز اليمنية، ومع تردي الأوضاع الاقتصادية وتدهور العملة في البلاد، زادت الظاهرة في الآونة الأخيرة في هذه المدينة التي يعيش مواطنوها بين “ثالوث الحرب والحصار وارتفاع الأسعار”.

فالحرب وتدهور الوضع الاقتصادي دفع بالمئات من الباعة المتجولين بمختلف أعمارهم إلى رصيف الفقر والبحث عن قوت يومهم، على الأرصفة وفي الأسواق والشوارع، في مهمة هي الأصعب في بلاد مزقتها الحرب منذ سبع سنوات ولا زالت.

يقول المواطن الخمسيني “سلطان عبدالله” أحد الباعة المتجولين في مدينة تعز لـ”يمن مونيتور”، إن “الظروف المعيشية في هذه الأوضاع أصبحت لا تحتمل”، واصفا معاناته اليومية في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد، وتذبذب أسعار الصرف بين الصعود والهبوط الأمر الذي انعكس على أسعار المواد الغذائية التي شهدت ارتفاعًا غير مسبوق.

يخرج “سلطان”، كل يوم حاملًا همومه وبضاعته فوق ظهره يجوب بها شوارع المدينة باحثًا عن لقمة العيش له ولأولاده الذين ينتظرون عودته محملًا بطعام يشبع جوعهم.

يضيف سلطان في حديثه لـ”يمن مونيتور”، “أخرج كل صباح برغم كبر سني أبحث عن لقمة عيش كريمة، مضطرا لذلك أظل طول النهار وأنا أجوب الشوارع أبيع هذه الأشياء البسيطة ذات السعر الزهيد وأحيانا لا أبيع منها ما يكفي لشراء وجبة طعام واحدة”.

لا يتوفر وصف.

“على الأرصفة بدلًا من المدارس”

بدلًا من جلوسه في كرسي المدرسة، يتجول الطفل “محمد ذياب” (وهو اسم مستعار لطفل بعمر 12 عاما) في الأسواق كل يوم منذ الصباح وحتى المغرب محملاً ببضاعته التي تحتوي على أدوات التنظيف وأشياء أخرى يأمل ببيعها.

يقول “محمد” في حديث لـ”يمن مونيتور”، إنه ترك المدرسة هو وأخوه بعد وفات والدهم الذي كان يعولهم فاضطرا للبحث عن مصدر دخل يوفران من خلاله قوت يومهم.

يضيف “محمد” قوله: “يتكفل أخي بتوفير إيجار البيت بينما أنا أتجول في الشوارع والأسواق لأجمع مبلغ أشتري به طعام لأسرتي”.

ورداً على سؤالنا له عن حلمه ومستقبله في هذا السن المبكر، تردد في الإجابة قليلًا ثم قال:” أحلم أن أتمكن من العودة إلى المدرسة وأواصل دراستي مثل ما كان يحلم أبي”.

قصة “محمد” ليست سوى واحدة من عشرات القصص في هذه المدينة، قصة ملئها معاناة وحرمان من أبسط حقوق الحياة التي كفلها القانون.

يقاسي “محمد” ظروف معيشية صعبة جعلته يترك مقعده في المدرسة ويتكفل بتوفير لقمة عيش لأسرته، في مهمة هي الأصعب وسط مدينة يحاصرها الحوثيون منذ بداية الحرب وفي ظل الأوضاع التي تتدهور من يوم لآخر.

لا يتوفر وصف.

“معيشة صعبة”

أثرت الحرب بشكل كبير ومباشر على حياة اليمنيين، وفي مدينة تعز تظهر الصورة على نحو مخيف ومروع، في ظل تضييق الخناق على المواطنين محاصرتهم، الأمر الذي فاقم من معاناتهم  ودفع بالكثير من أرباب الأسر إلى البحث عن مصدر دخل لأفراد عائلتهم وأسرهم.

“يحي علي” شاب في العشرينيات من عمره يتجول في شوارع تعز حاملًا على كتفه حزمة من أعواد الأرك أو كما تعرف محليًا باسم “المسواك”، يبيع ما تيسر منها ليوفر احتياجات اسرته.

يقول “يحي” في حديثه لـ”يمن مونيتور” أنه يعتمد على مهنة التجول في الشوارع  بهدف توفير احتياجات أسرته الأساسية بالإضافة إلى ايجار المنزل الذي يسكن فيه.

ولفت إلى أن وضعه المعيشي تدهور كثيرًا بسبب ارتفاع الأسعار وتدهور الأوضاع، فهو حاليًا لا يستطيع أحيانًا توفير لقمة العيش اليومية، بينما كان قبل ذلك يستطيع.

ومنذ السنوات الأولى لتصاعد الحرب عقب سيطرة الحوثيين وبدء التحالف بقيادة السعودية عملياته في اليمن، بقيت تعز ومعاناتها بسبب الحرب و”الحصار”، عنواناً متكرراً في وسائل الإعلام، وملفاً على طاولة المفاوضات التي رعتها الأمم المتحدة.

وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء.

وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.

ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.

وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب، وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى سقوط أكثر من377ألف يمني خلال السنوات السبع. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى