اخترنا لكمتقاريرغير مصنف

“عروس البحر الأحمر” اليمنية لم تعد “عروساً”.. الحديدة “بلا كهرباء” بؤس الحياة وصيف “قاتل”

عروس “البحر الأحمر” محافظة الحديدة، غربي اليمن، لم تعد “عروساً” فهي واحدة من أشد فصول المعاناة اليمنية في هذه المحافظة الساحلية ففيها يسكن قرابة 3 ملايين نسمة يواجهون جميعهم بؤس الحياة وجحيم الحر الذي لايرحم.

يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ من عفاف الأباره
عروس “البحر الأحمر” محافظة الحديدة، غربي اليمن، لم تعد “عروساً” فهي واحدة من أشد فصول المعاناة اليمنية في هذه المحافظة الساحلية ففيها يسكن قرابة 3 ملايين نسمة يواجهون جميعهم بؤس الحياة وجحيم الحر الذي لايرحم.
فقامت الحرب الدائرة في اليمن منذ أكثر من عام أوضاع ملايين اليمنيين لكنها كانت أشد وطأة على سكان المحافظات الساحلية غربي وجنوبي البلاد، بسبب انقطاع الطاقة الكهربائية وتعطل مئات الآلاف عن أعمالهم.
ومنذُ اجتياح جماعة الحوثي للمدن اليمنية  في 21 سبتمبر عام 2015 كانت الحديدة أحد أهدافهم والتي تحولت من منطقة سياحية إلى مكان واسع للأنين والمرض وانتشار الأوبئة القاتلة بسبب الانقطاع الكامل لكل مقومات الحياة فيها.
ومع دخول فصل الصيف زادت معاناة المواطنين بسبب درجة الحرارة التي تبلغ في أحيانا كثيرة 45 درجة مئوية لتتحول حياة الناس في منازلهم ومحلاتهم ومستشفياتهم إلى أكثر بؤسا وآلاما فلا تسمع إلى بكاء الأطفال وأنين المرضى وحشرجات الدعوات على من تسبب في تعذيبهم الجماعي بلا هوادة.
وللمعاناة في الحديدة فصول كثيرة وأنواع شتى لا تحصى فالمرضي يموتون بسبب نقص الدواء او قل الهواء او الوضع المادي والمستشفيات أنذرت بقرب إغلاقها بسبب الأزمات التي تواجهها والموت يطرق أبواب المصابين بأمراض الكلى والسرطان وغيرها من الأمراض الخبيثة بسبب انعدام الأدوية التي تنقذهم حشرجات الموت.
حاولت شبكة “يمن مونيتور” أن تنقل بعضا من تلك الفصول المأساوية التي تعايشها المدينة لكي تسهم في نقل ما تعانيه من كوارث إنسانية والتي ستظل عارا في وجه العالم الأجمع.
تعيش أشد الأوضاع الإنسانية
التقت شبكة “يمن مونيتور” بأستاذة علم النفس في جامعة الحديدة “رندا حمزة” والتي بدورها أكدت أن الحديدة تعيش ما يقارب السنة أشد الأوضاع الإنسانية.
وأوضحت “حمزة” أن العشرات من سكان الحديدة في المدينة والأرياف يموتون بسبب حمى الضنك المنتشرة والمواطنون لا يستطيعون شراء الأدوية بسبب انقطاعهم عن أعمالهم مع  الحرب.
وأضافت أن الكثير فقدوا أعمالهم بسبب التخلي عن الكثير من العمال في المصانع والشركات وفقدان الكثير لمصادر دخلهم الخاصة مثل سائقي باصات الأجرة الشخصي او الباعة المتجولين لاعتمادهم على الغاز والمشتقات النفطية في عملهم، مع العلم ان نسبة كبيرة من المواطنين في الحديدة يقتاتون على هذه الأشغال.
وكشفت أستاذة علم النفس أن الكثير من الأسر منعت أبناءها من مواصلة  الدراسة هذا العام بسبب عدم وجود مصادر دخل تعينهم على الدراسة،  واغلب وفيات حمى الضنك بسبب عدم تلقي العلاج اللازم.
وذكرت “رندا حمزة” أن الانقطاع المتواصل للكهرباء تسبب في حالات اختناق وسكتات قلبية بشكل كبير مع بداية دخول الصيف.
وأكدت ان معظم سكان الحديدة لا يملكون الدخل الكافي لشراء طاقة شمسية او مواطير وتوفير الديزل او البترول لذلك تراهم متوسدين الشوارع ليلا ليناموا.
وضع المستشفيات كارثي
وأفادت أن الوضع في المستشفيات والمراكز الصحية أصبح في حالة يرثى لها مشيرة إلى مستشفى الثورة العام مقطوعة عنه الكهرباء.
وأكدت أن العمليات تجرى فيه من دون كهرباء ونزلاء قسم الحروق يموتون باليوم ألف مرة بسبب عدم وجود أي ملطفات للجو في مكان للتخفيف عنهم.
وعن معاناة مركز الغسيل الكلوي أكدت أنه في حالة يدمي القلب بسبب انقطاع الكهرباء عنة لساعات طويلة تتأخر حالات الغسيل الكلوي مما يفاقم من سوء حالات المريض.
الحوثيون سبب معاناة المدينة
ويؤكد الناشط والصحفي مصعب عفيف أن السبب الرئيسي لكارثة الحديدة الصحية انقطاع الكهرباء منذُ حوالي 10 أشهر.
وقال “عفيف” في تصريحات لصحيفة “يمن مونيتور” ان سفينة المازوت لازالت ترسو بميناء الحديدة وترفض التفريغ حتى تتسلم قيمتها من الحوثيين عبر البنك والمالية مشيرا إلى انهم يتهربون من سداد قيمتها.
وأكد أن محافظ المحافظة “حسن الهيج” يجري جهودا كبيرة لكنة يصطدم بعدم مبالاة الحوثيين.
وأفاد ان البدائل التي لجأ إليها المواطنين داخل المدينة مثل الطاقة الشمسية لم تقيهم من شدة الحرارة لأن أجهز التكييف تحتاج إلى مولدات كهربائية.
وأوضح “عفيف” أن لجوء الناس إلى النوم في الطرقات والأرصفة القريبة من منازلهم بحثا عن الهواء عرضهم لهجمات البعوض الناقل لأوبئة حمى الضنك والملاريا وأصبحت مستشفيات المدينة تعج بالمرضى خصوصا الأطفال.
وعن المستشفيات داخل المدينة أكد “عفيف” إن نظام الخط الساخن كان يساعد كثيرا في تشغيل مستشفيات المدينة الحكومية والخاصة ومركز الغسيل.
وكشف “عفيف” عن قيام الحوثيين بالمتاجرة بالنظام وبيعة بملايين الريالات لبعض منازل التجار والشركات مما أدى إلى انقطاعه عن مستشفى الثورة ومركز الغسيل الكلوي.
براءة ذمة
وكانت هيئة مستشفى الثورة العام قد وجهت نداء مناشدة لمحافظ المحافظة “حسن الهيج” بشأن المخاطر التي تهدد الهيئة وتنذر بتوقف العمل في المستشفى نتيجة انقطاع الخط الساخن.
وقالت الهيئة في بيان لها حصل “يمن مونيتور” على نسخة منه انها عاجزة عن مواصلة شراء مادة الديزل حيث يبلغ إجمالي ما تستغرقه المولدات من الكمية يوميا 2500″لتر ناهيك عن عجز المولدات وتعرضها للتوقف بسبب كثر ساعات العمل عليها وحاجتها للصيانة بمبالغ طائلة كونها مولدات إسعافيه لتغطية عجز الطاقة أوقات محدودة ولبس مخصصة لتوليد طاقة كهربائية على مدار الساعة.
وأكدت الهيئة أنها قد بذلت قصارى جهدها ومازلنا في سبيل استمرار العمل بالهيئة وتقديم الخدمات الطبية والعلاجية للمواطنين إلا أن الأزمة أكبر من طاقتنا وتفوق إمكانياتنا.
وأوضحت الهيئة في نداءها للمحافظ المحافظة أن صمود المستشفى مسؤولية الجميع باعتباره المؤسسة الطبية الأكبر على مستوى المحافظة ولكي نخلي مسؤوليتنا أمام الله وأمامكم في حال توقف العمل وبراءة للذمة فإننا نرفع إليكم هذا النداء باعتباركم المسؤول الأول عن مؤسسات الدولة في المحافظة.
 

التحالف من قطع الكهرباء عن الحديدة
من جهتهم يتهم الحوثيون التحالف العربي بقطع الكهرباء فقد نفى رئيس حزب الأمة الموالي للحوثيين “أحمد محمد مفتاح” أن يكون هناك أي تواطؤ او خلافات بين الحوثيين وشركة النفط ومنع وصول سفينة المازوت المخصصة لكهرباء الحديدة.
واتهم “مفتاح” في منشور بصفحته على “فيس بوك” من أسماهم أذناب العدوان بالتواطؤ معه في تعطيل الكهرباء عن تهامة لاستغلال ذلك في التشويه والتحريض والتخريب .
وقال أن الحديدة – وبقية السهل الساحلي-: منع العدوان بكل تعنت وطغيان وصول الوقود -المازوت- لمحطة الكهرباء وذلك يعتبر جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية وقد بذلت كل ما في وسعي مع الزملاء في اللجنة الثورية والأخ المحافظ ومختصي الكهرباء لمحاولة تشغيل الكهرباء ولو بشكل جزئي…
وتابع وبراءة للذمة فإنني أقترح أن يتم إلزام كل مرتبط بملف الكهرباء بالتواجد في الحديدة حتى يتم تدبير حل لكهرباء الساحل او يعيشوا معاناة الناس.
خلافات الحوثيين تقتل أبناء الحديدة
بدوره كشف الصحفي بسيم الجناني أن القيادي الحوثي عمار توفيق عبدالرحيم يرفض منح كهرباء الحديدة ناقلة المازوت ، بسبب ماقيل أنها خلافات مالية بينه وبين شركة النفط ، دون أي مراعاة أو مسؤولية تجاه مايتعرض له أبناء المحافظة من معاناة من قبل الطرفين.
وطالب الجناني العالم والسلطات المحلية بالمحافظة بإعلان محافظة منكوبة مشيرا إلى انه ماذا بعد الموت الذي يحصد المواطنين في الطرقات والمنازل والمستشفيات ومراكز الغسيل الكلوي وبشكل يومي ، والكارثة كل يوم أسوء من قبل؟!
وأكد “الجنابي” لم يعد الأمر مجرد انقطاع تيار كهربائي فقط ، هناك إثنين مليون مواطن يتجرعون المعاناة والعقاب الجماعي بصورة حقيرة حتى الموت ولا يلتفت إليهم أحد.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى