أخبار محليةالأخبار الرئيسيةتقارير

ضحايا الألغام في اليمن.. مأساة لا تنتهي وآلاما جسدية ومعنوية لا حصر لها (تقرير خاص) 

يمن مونيتور/ من إفتخار عبده 

صادف يوم أمس الثلاثاء الموافق 4 أبريل/ نيسان اليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام، ويحتفل العالم بهذه المناسبة كل عام، فيما يعيش الكثير من اليمنيين تحت عذاب الألغام باستمرار. 

ويزداد عدد ضحايا الألغام من المدنيين في- اليمن مع مرور الأيام- بشكل مقلق، الأمر الذي جعل حياة الكثير مهددة بالموت أو الإعاقة الدائمة بأي لحظة قد ينفجر بها لغم يودي بهم إلى الهلاك. 

وتتصدر محافظة الحديدة الساحلية رأس القائمة في تزايد عدد ضحايا الألغام فيها من المدنيين العزل، تليها مدينة تعز المحاصرة لعامها التاسع وكذلك البيضاء ولحج وأبين والضالع وشبوة ومأرب والجوف وصعدة وحجة. 

ويقول فارس الحميري (المدير التنفيذي للمرصد اليمني للألغام) “لا تزال حياة المدنيين في إحدى عشرة محافظة يمنية معرضة لمخاطر كبيرة نتيجة تلوث مناطق واسعة في هذه المحافظات بالألغام والذخائر المتفجرة والعبوات والمقذوفات من مخلفات الحرب المستمرة منذ أواخر 2014”. 

وأضاف الحميري ل “يمن مونيتور” تمكنا في المرصد اليمني للألغام، خلال الفترة من الأول من يناير 2022 وحتى اليوم الرابع من أبريل 2023، من رصد وتوثيق سقوط 872 ضحية في صفوف المدنيين معظم هؤلاء الضحايا سقطوا في محافظة الحديدة الساحلية، وتوزع باقي الضحايا في محافظات تعز البيضاء لحج أبين الضالع شبوة مأرب الجوف صعدة وحجة “. 

وأردف” الضحايا الذين سقطوا بألغام الحوثيين والأجسام الحربية من مخلفات الحرب هما 349 قتيلا منهم 120 طفلا و19 امرأة، وأربعة مهندسين من العاملين في مجال التطهير، كما سقط 523 جريحا منهم 217 طفلا و33 امراة، العشرات من هؤلاء المصابين يعانون من إعاقات مستديمة “. 

وتابع” رصدنا ووثقنا أيضا خسائر مادية خلال الفترة المحددة (أول يناير 2022-4 أبريل 2023)، منها تعرض 64 مركبة مدنية لتدمير كلي أو جزئي، وتدمير 83 دراجة نارية، ونفوق نحو 460 رأسا من الماشية (أغنام- أبقار- جمال) “.  

وأشار إلى أنه” على الرغم من أن الفترة (من مطلع العام 2022 وحتى اليوم) شهدت تراجعا في العمليات العسكرية بفعل الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة والتي دخلت حيز التنفيذ في مطلع أبريل العام الفائت، إلا أن تحركات المدنيين ومحاولة عودة النازحين إلى مساكنهم تسببت بتصاعد عدد الحوادث وارتفاع عدد الضحايا مقارنة بالسنوات الفائتة”. 

وشدد الحميري على ضرورة” التوقف الفوري عن زراعة المزيد من الألغام من قبل جماعة الحوثي وتسليم الخرائط التي زرعتها، والعمل بشكل جدي على الاستفادة من التمويلات التي تتلقاها من جهات مانحة في تطهير المناطق المأهولة تحت سيطرتها من الألغام والأجسام الحربية وألا تستغل تلك التمويلات في غير ما خصصت لها”. 

وأكد” ندعو الحكومة إلى تقديم الدعم للفرق العاملة في مجال التطهير واعتماد فرع للمركز التنفيذي لمكافحة الألغام في الحديدة لتسهيل عمل الفرق الهندسية في المحافظة”. 

وواصل” كما ندعو المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ إلى أن يكون ملف الألغام والذي يعد أحد أخطر ملفات الحرب في اليمن، في قائمة أولويات النقاشات القائمة باعتباره ملفا إنسانيا بحتا، ومخاطره تستهدف حياة المدنيين بشكل مباشر”. 

في السياق ذاته يقول الجريح هزام السامعي (إحدى ضحايا الألغام في مدينة تعز) “الألغام التي زرعتها المليشيات الحوثية في أرجاء الكثير من المحافظات اليمنية بما فيها تعز، تسببت بأضرار كبيرة في أوساط المجتمع منها أضرار مادية ومعنوية جسيمة لا يمكن وصفها”. 

وتعرض السامعي (28 عاما وهو واحد من رجال الجيش الوطني) تعرض لانفجار لغم أرضي في 2017/12/18 في الجبهة الشرقية جوار معسكر التشريفات مدينة تعز، أدى إلى بتر يده اليسرى ورجله اليمنى بالإضافة إلى إصابات متفرقة في سائر جسده. 

وأضاف ل “يمن مونيتور” الكثير من ضحايا الألغام من فقدوا حياتهم إثر ذلك، وأنا والكثير من الضحايا الذين بقينا على قيد الحياة تعرضنا لإصابات بليغة وإعاقات مستدامة، جعلتنا نعيش معاناة كبيرة وآلاما جسدية ومعنوية لا حصر لها “. 

وأردف” حتى القرى والأرياف لم تسلم من الألغام ولم تشفع لها طبيعتها الجغرافية الوعرة ولقد تركت هذه الألغام التي زرعها الحوثيون قصصا مؤلمة ومأساوية ومعاناة مزرية يعجز اللسان عن وصفها، وإن منها ما يشيب لها الولدان “. 

ووجه السامعي رسالته للمواطنين بأن” يتوخون الحذر وذلك بابتعادهم- قدر الإمكان- عن الأماكن المشبوهة، التي زرعت فيها الألغام، حتى وإن استدعت الحاجة إلى المرور فيها “. 

وشدد على ضرورة” العمل على انتزاع الألغام ودعم الفئة العاملة على ذلك؛ حتى يشعر المدنيون العزل بأمان أثناء ممارستهم حياتهم الطبيعية “. 

بدورها تقول الجريحة دليلة عبده أحمد (30عاما)” تعرضت لانفجار لغم أرضي في صبر الموادم عزلة الشقب، هذا اللغم لم يأخذ مني جزءا من جسدي وحسب؛ بل أخذ مني كل سعادتي وحرمني من أن أعيش كبقية بني البشر “. 

وقد تعرضت دليلة للغم أرضي انفجر بها ما أدى إلى بتر قدميها لتتحول حياتها بعد ذلك إلى مأساة لا تنتهي وإلى شقاء وحزن كبير. 

وتضيف الجريحة ل” يمن مونيتور “كنا محاصرين لثلاثة أيام في منزلنا في الشقب فخرجت أجلب الماء من الخزان جوار المنزل فنفجر في اللغم وتركيني ضحيته حتى الآن”. 

وأردفت “استنجدت ببنات عمي لينقذني فوقعن ضحايا هن الأخريات واحدة تلوى الأخرى إلى جواري، حتى أن إسعافنا كان بالتهريب؛ خشية من قناص الحوثيين الذي ما تركنا وشأننا حتى بعد إصاباتنا”. 

وبحسرة تابعت “خمس سنوات إلى الآن وأنا عاجزة عن أن أعيش حياة طبيعية ولو ساعة من الزمن، أحلم أن أمشي وألا أكون عالة على من حولي… حتى أمي التي كانت سندي وساعدي تعرضت قبل شهر لطلقة قناص الحوثي ما أدى إلى تلف أعصاب يدها لتزيدني وجعا على وجعي”. 

واختتمت قائلة “لا سامح الله من يزرع الألغام ويكون سبب في إيذاء العزل الذين لا ذنب لهم ولا حيلة لديهم في مواجهة هذه الألغام ولا قدرة لهم على تحمل الإعاقة”. 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى