اخترنا لكمتقاريرغير مصنف

صيف الحديدة.. ازدهار تجارة الحوثيين بمعاناة اليمنيين! (تحقيق)

يسلط التحقيق الضوء على مغالطات الحوثيين في الحديدةو كيف يستثمرون قطعهم للكهرباء في زيادة الأرباح التجارية، ويمنعون ناقلات المازوت من الوصول، فيما مئات الآلاف يرتصفون الشوارع بحثاً عن الهواء في الصيف.
يمن مونيتور/ الحديدة/ وحدة التحقيقات
يحكم الحوثيون وقوات موالية للرئيس السابق القبضة “الادارية والأمنية ” على مدينة الحديدة الساحلية غربي اليمن، ومنذ السيطرة على المدينة عقب السيطرة على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014  كغيرها تعيش الحديدة شللا شبه كلي نتيجة انهيار الخدمات العامة.
250 يوما وعروس البحر الأحمر تلتحف الظلام  وتفترش حرارة مرتفعة تكوي معها قلوب التهاميين نتيجة الانقطاع التام  للتيار الكهربائي، الذي زاد من معاناة السكان وأذكى فيهم أوبأة وأمراضا لا تقوى اجسادهم الهزيلة على حملها.
 
النوم  على الأرصفة بحثا عن الهواء
يتاجر الحوثيون بمعاناة السكان هنا ويبيعون التيار الكهربائي بنظام الخط الساخن الذي يدر عليهم ملايين الريالات ويمول جبهات حربهم المفتوحة على ربوع البلد ؛  ويكابد الناس هنا بضعف وصمت ويلات الحرب أضعافا مضاعفة يفتقدون اهم مقومات الحياة كالكهرباء في مدينة عرفت بطقسها الحار جدا   .
” يمن مونتيور ” رصدت مشاهد لسكان محليين في مدينة الحديدة يقضون ليلتهم على الطرق و الأرصفة والساحات العامة ، يسترقون سويعات من النوم في ظل ارتفاع كبير لدرجات الحرارة وانتشار واسع للبعوض الناقل لمرضي الملاريا وحمى الضنك “انخفاض الصفائح ” اللذان يضربان المدينة منذ أشهر .
 

ازدهار التجارة بالمعاناة
يروي عبده التهامي أحد أفراد الطاقم الهندسي داخل محطة ” رأس كثيب المركزية ” معاناتهم المعيشية بعد الاستغناء عن خدماتهم بعد اعتماد الحوثيين على طاقم فني مصغر يشرف على تشغيل مولد واحد من أصل أربعة لصالح تغذية الخط الساخن.
يضيف “التهامي” في حديث خاص ل”يمن مونيتور” انهم باتو يتقوقعون في منازلهم بانتظار رواتبهم التي تصرف بعد تأخير يمتد لشهرين او أكثر بعد مطالبات طويلة مايزيد وطئة الحياة عليهم، “لقد تم ايقاف بدلات الخدمة الأضافية والحوافز المالية التي كانت تغطي ضعف الراتب الرسمي وقلته”. -قال التهامي ساخطاً.
ويؤكد ” التهامي ” أن جماعة الحوثي وحليفها صالح تجني مبالغ طائلة قد تتجاوز 200 مليون ريال يمني شهرياً، ويشير الى أن “سلطة الأمر الواقع”، لن تسمح بعودة التيار بشكل كامل فعودته يوقف هذه التجارة الرابحة.
وذكر مصدر خاص ” فضل عدم كشف اسمه ” ان ما يورد لحساب المحطة رسميا لايتجاوز 5 ملايين ريال، شهرياً ويضيف ان مولدات وخطوط المحطة تعاني من الاهمال وتحتاج الى صيانة كبير لاستئناف عملها.
 
أوراين2 .. أمل في مهب الريح
ويترقب سكان محافظة الحديدة انباء وصول مادة المازوت بفارغ الصبر على امل عودة التيار الكهربائي الغائب منذ أشهر ، لكن سرعان ماتذهب احلاهم في مهب الريح ويستولي الحوثيون على سفن المازوت ويقومون بتخزينه لتشغيل الخطوط الساخنة فقط التي تباع لمستشفيات المدينة العامة والخاصة وكذا الشركات التجارية وبيوت رجال المال والأعمال .
وبعد انتظار متكرر وصلت منتصف الأسبوع المنصرم ناقلة نفطية تحمل اسم اوراين 2  على متنها /29.504  طن من مادة المازوت  مع انباء تتحدث عن عودة محتملة للتيار .
وحصلت ” يمن مونتيور” على وثيقة تؤكد ان ناقلة المازوت مخصصة  لتشغيل محطة الكهرباء المركزية برأس كثيب، وباتت على بعد 60 ميل بحري عند مدخل قناة ميناء الحديدة ، وتحمل التصريح بالدخول والتفريغ .
 

جهود خجولة  لاعادة التيار ..
مصدر مقرب من محافظ الحديدة ” حسن الهيج “،الذي عينه الحوثيون” أكدت ان مالك الناقلة يشترط على شركة النفط سداد قيمة الحمولة قبل افراغها ، مشيرة الى ان مدير شركة النفط الخاضعة لسيطرة الحوثيين  بصنعاء علي الطايفي كان قد اكد التزام الشركة بسداد قيمتها  قبل ان يتنصل عن التزامه .
وذكر المصدر ان المحافظ يجري اتصالات مكثفة تهدف الى اقناع مالك السفينة  بإدخالها والتفريغ ، على أن يتابع المحافظ شخصيا قيمة المازوت.
 مدير فرع شركة النفط بالحديدة أحمد المقبولي رفض التوقيع على وثائق السفينة مؤكدا انه لم يتلقى توجيه صريح من الإدارة العامة بشراء الكمية.
 
توظيف المعاناة  لأوراق سياسية
ويتهم الحوثيون قوات التحالف بمنع سفن المازوت من الدخول وحشدوا لتظاهرات مطلع الاسبوع المنصرم تطالب بالمازوت ، لكن مزاعمهم الزائفة بات يعرفها سكان الحديدة لانهم يعلمون اين تذهب سفن المازوت التي وصلت المدينة في اوقات سابقة .
شركة النفط اليمنية بدورها حملت وزارة المالية، والبنك المركزي اليمني مسؤولية تسديد قيمة المازوت، واستغرب ناطق الشركة أنور المعمري في تصريح نشر على حسابه الرسمي في ” فيسبوك ” من اقحام الشركة كطرف في مشكلة مازوت كهرباء محافظة الحديدة نافيا مسؤولية  الشركة عن دفع القيمة.
 
سيناريوهات مرتقبة
يخشى التهاميون من تكرار سيناريو جديد شبيه للناقلة رويال8 التي ذهبت للخط الساخن قبل أشهر.
وازدهرت تجارة  الألواح  الشمسية في المدينة  لكن غالبية السكان هنا عاجزون عن توفير قيمتها، لا يمتلكون سوى النوم بصمت على قارعة الطرق وأرصفتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى