كتابات خاصة

التحالف ومعركة اليمنيين

 

مشكلة التحالف انه اتخذ من حرب اليمن معركته الخاصة، ونسى معركة اليمنيين في استعادة دولتهم، واستعادة مسار التغيير والتحول المنشود للدولة المحترمة.

دون انفعال حول دواعي وأسباب تدخل التحالف، عليه ان يدرك اننا أصحاب الأرض، وأصحاب القضية، وأصحاب الرؤية والقرار، واهل مكة أدرى بشعابها، ومن حقنا كيمنيين أن نسأل.

السؤال البديهي، لأننا نخوض معركة وندفع ثمنها الاف الشهداء والجرحى وملايين المتضررين، وبلادنا تدمر، ابتدأ من فكرة الدولة وأدواتها المحترمة، لمؤسساتها ومقوماتها، للبنية التحتية، لسبل الحياة الكريمة، لمصادر الدخل العام، ومنافذ الايراد العام، لأهم ما تملكه اليمن وهو الانسان، الذي افتقد للكرامة، ويذل ويهان، الإنسان الذي يعيش الغربة في بلده المحكوم اليوم بأدوات التحالف.

معركتنا مع انقلاب على إرادة الشعب في التغيير والتحول المنشود للدولة المحترمة، في معركة عنوانها استعادة الشرعية، واستعادة صنعاء، وللأسف واليوم في العام التاسع من الحرب، أصبحنا لا شرعية، وصنعاء تبعد كثيرا، ونفقد كل يوم منطقة، وميناء ومصدر دخل، وتفقد البلد مقوماتها وخيراتها، ونشعر ان هناك مؤامرة خبيثة تحاك لنا كيمنيين، في الداخل والخارج، ويبقى السؤال البديهي لماذا؟ وما الهدف؟ هل يراد لليمن ان تبقى مصدر قلق.

فعلا نحن كشعب وارض وهوية، نشعر بالقلق مما يحدث، وبلدنا تستباح، في معركة طال امدها، وتحسم لصالح خصمنا، في تسويات لا علاقة لنا بها، تفرض علينا كأمر واقع علينا تقبله، الشمال يسلم لخصمنا، الجنوب مسرحا لمسرحيات عبثية، تموينها من التحالف، وتنفيذها أدوات رخيصة.

من حقنا ان نسأل عن الفشل الذريع في تقديم نموذج  الدولة المحترمة في المناطق المحررة، الأرض الخصبة لفكرة الدولة المحترمة، يتم زراعتها بالمليشيات التي لا علاقة لها بفكر ورؤى واهداف تلك الدولة، وهي أدوات تنفذ أجندات التحالف، وتقسيم الجنوب لمربعات، نتسأل عن ما يحدث في سقطرى والمهرة وشبوة وحضرموت، و الحديث عن عدن هو الأكثر حرجا، فقدت مقوماتها و القها الأخاذ، كمنبر ثقافي وفكري ومدني، يفترض ان ينشر نورا وتنوير، فكرا خيرا وثقافة إنسانية، هي اليوم غارقة في العنصرية والكراهية، وسكانها مهانون واذلاء في لقمة عيشهم وسبل حياتهم، في مؤشرات لا تنم عن خير بل تنم عن سوء.

لا اعتقد ان التحالف بهذا الغباء، ويعتقد انه إذا امتلك ارخص البشر، يستطيع ان تمرير أجندته على شعب عريق، يعقد صفقات فساد، وخيانة للعهد والوعد، ويستقطع مناطق، ويميت الأرض الخصبة ومرتكزاتها الاقتصادية ومقوماتها الحيوية، ليحيي اراضي أخرى لصالح جماعات، ويمزق البلد ويفخخه بالمزيد، لهدف الإعاقة المستقبلية.

لهذا لزاما علينا ان نقف موقف جاد، ونستعيد ارادتنا على أرضنا، وحقنا في الحياة بكرامة، لن يكون ذلك دون كتلة تاريخية، كتلة العقل والفكر والثقافة والرؤية الصائبة، لتعيد ترتيب قوى النفوذ لصالح الدولة المحترمة، ادواتها فكرها وثقافتها، لتسود القوى المدنية، قوى الفكر والثقافة الإنسانية، كتلة الخير والصلاح موجودة في كل الأحزاب والمكونات السياسية والاجتماعية، إذا ما تحالفت قادرة على ان تصنع تغييرا، وتفرض واقع مغاير، وتوقف كل هذا العبث والفساد والافساد، والارتهان والتبعية، وبيع وشراء وطن ومرتكزاته الاقتصادية ومواقعه الحيوية، وقدراته ومصادر ثروته، من باطن الأرض  لاكبر ساحل في المنطقة، وما خفي كان أعظم، ولله في خلقة شئون .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى