ميديا

كيف يتحدى المحتجون الصينيون الرقابة على الإنترنت؟

يمن مونيتور/ قسم الأخبار:

يلجأ معارضو الضوابط والقيود الصارمة التي تفرضها سياسة “صفر كوفيد” الحكومية في الصين إلى تطبيقات المواعدة ومنصات التواصل الاجتماعي المحظورة، في التعبير عن احتجاجاتهم. لكن بكين لا تتراجع، وتشدد قيودها أكثر فأكثر في الفضاء الرقمي.

قريباً، سيحاسب مستخدمو الإنترنت في الصين عند الإعجاب بالمنشورات التي تعتبر غير قانونية أو ضارة، مما يثير مخاوف من أن ثاني أكبر اقتصاد في العالم يخطط للسيطرة على وسائل التواصل الاجتماعي على نحو غير مسبوق. تدخل القواعد الجديدة حيز التنفيذ اعتباراً من 15 ديسمبر/ كانون الأول، كجزء من مجموعة جديدة من الإرشادات التي نشرتها إدارة الفضاء الإلكتروني الصينية هذا الشهر.

ونقلت وكالة رويترز عن رئيس الأبحاث في “تشاينا ديسينت مونيتور”، وهي قاعدة بيانات تديرها منظمة فريدوم هاوس غير الربحية ومقرها الولايات المتحدة، كيفن سلاتين، قوله إن “الناس يراقبون ويلاعبون بعضهم البعض”.

لم تذكر وسائل الإعلام الحكومية الاحتجاجات التي شهدتها مدن عدة كبرى في البلاد نهاية الأسبوع الماضي، ولم تدل الحكومة بتعليق يذكر حولها. وردّت وزارة الخارجية، الثلاثاء، عند سؤالها عن الاحتجاجات، بالقول إن “الصين دولة تتمتع بسيادة القانون، وإن جميع حقوق وحريات مواطنيها محمية، لكن يجب ممارستها في إطار القانون”.

يتواصل المتظاهرون عبر تطبيق وي تشات الأكثر شعبية في البلاد، لكنه يخضع للرقابة الشديدة. لذا، يشاركون عبره الحد الأدنى من المعلومات، وفقاً لمناقشات عبر الإنترنت اطلعت عليها “رويترز”.

وتُعطى مواقع التجمعات المخطط لها من دون تفسير، أو تُنقل بإحداثيات الخريطة، أو بواسطة خريطة باهتة في خلفية منشور. ويعتمد كثيرون على الشبكات الخاصة الافتراضية (VPN) لتجاوز الرقابة الصينية، ويستخدمون تطبيقات المراسلة المشفرة. وتتبادل شبكات الأصدقاء المتماسكة أيضاً المعلومات، وتبني نموذجاً “لا مركزياً”، يقول متابعون إنه مستوحى من الاحتجاجات في هونغ كونغ عام 2019.

وأفاد مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي بأن مجموعات دشنت على “تليغرام” لمشاركة المعلومات حول المدن، بينما تُستخدم خدمات تطبيقات المواعدة التي يأمل الصينيون أنها تواجه تدقيقاً أقل، وفقاً لأحد المتظاهرين المقيمين في بكين الذي رفض الكشف عن هويته لأسباب تتعلق بسلامته، أثناء حديثه مع “رويترز”.

وقال مستخدمون إنه قبل ساعات قليلة من تجمع المحتجين في مدن مثل شنغهاي وتشنغدو انتشرت المنشورات والمواقع على نطاق واسع على مجموعات “تليغرام” و”إنستغرام” و”تويتر”.

ويستخدم الأشخاص أيضاً منصات لمشاركة النصائح حول ما يجب فعله في حالة احتجازهم، مثل كيفية حذف البيانات من الهاتف. وكشف السكان ومستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي أن الشرطة تفحص الهواتف بحثاً عن شبكات في بي إن وتطبيق تليغرام. ويحاول مستخدمو الإنترنت الالتفاف على المراقبين أيضاً بمحاكاة ساخرة للمنشورات الوطنية، أو تلك التي تظهر مربعاً فارغاً، في إشارة إلى الورقة البيضاء، رمز الاحتجاج الذي تبناه الصينيون.

 

العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى