اخترنا لكمتفاعلرياضة

قطر على موعد مع التاريخ لإعلان انطلاق أول مونديال في بلد عربي

يمن مونيتور/ (أ ف ب)

قطر على موعد مع التاريخ! يقولها ويكررها كل من تحدثنا إليهم ظهر السبت خلال جولتنا في الدوحة، لاسيما بسوق “واقف” قلب العاصمة القطرية وأحد الأحياء الشاهدة على نشاط وحفاوة المحليين والأجانب لكرة القدم وكأس العالم على حد سواء.

فبعد أن واجهت الانتقادات بشأن ظروف حصولها على شرف تنظيم كأس العالم 2022 لكرة القدم في 2 ديسمبر/كانون الأول 2010 وعن حالة العمال المهاجرين المشاركين في تشييد منشآت البطولة، تستضيف الإمارة الخليجية ابتداء من مساء الأحد فعاليات النسخة الثانية والعشرين من المونديال الذي سينطلق في ملعب البيت بشمال الدوحة بين منتخبها (العنابي) والإكوادور.

واستقبل الشيخ عبد الله بن حمد آل ثاني، نائب أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مساء السبت ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي جاء لحضور حفل الافتتاح في إظهار للتضامن الخليجي بعد انتهاء خلاف إقليمي، استمر ثلاثة أعوام، ووجهت خلاله قطر بمقاطعة غير مسبوقة.

وبالتالي، فإن سكان البلاد يستذكرون كل لحظة من مسلسل العراقيل والحواجز التي تعرضت لها أرضهم، ما يعزز شعورهم بالفرحة والاعتزاز والارتقاء والتفوق قبيل انطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022.

وأثناء تذوقه عصير الفاكهة بإحدى مقاهي سوق “واقف” بقلب الدوحة، أصر عيسى الخالدي على الحديث عن تلك اللحظات الصعبة التي شابت طريق قطر نحو كأس العالم.

وقال الرجل المبتسم إنها لحظة تاريخية في حياته وحياة بلاده، مستحضرا صور إعلان الفيفا عن تكليف قطر تنظيم مونديال 2022، وعمره يومها خمسة عشر عاما. “لقد عمت البهجة والفرحة، واحتفلنا بهذا النصر طوال الليل”.

وأضاف: “لقد تحول الحلم إلى حقيقة، فها نحن قبيل حفل افتتاح” المونديال، “آملين وداعين أن يحقق منتخبنا الفوز في مباراته” أمام الإكوادور.

ويقدم عيسى نفسه على أنه مشجع، ولا يريد الخوض في حديث آخر غير الرياضة، مثله مثل العديد من مواطنيه الذين أغلقوا الباب لأي حوار مع وسائل الإعلام.

وقد حجز التذاكر لمباريات قطر الثلاث بالدور الأول، وهو يأمل في حجز تذاكر أخرى في الأدوار الإقصائية، ما معناه أن “العنابي” يكون قد تأهل لدور الـ16 وما بعده.

وقال الخالدي إنه “شعور رائع” أن تنطلق هذه البطولة، وهو على يقين أن حفل الافتتاح سيكون مبهرا وأن “الشكوك في قدرة قطر على استضافة” أبرز حدث رياضي في العالم “تبددت بشكل نهائي”، متحدثا عن “مساحة صغيرة” لكن “بنية تحتية كبيرة”.

وإذا بادرته بسؤال عن الانتقادات الدولية، لاسيما الغربية، لبلاده، أجابك عيسى الخالدي على غرار كل القطريين: “والله لا أريد الحديث عن ذلك، لكن على الأوروبيين أن يركزوا على مشاكلهم ويتركونا في سلام”، مضيفا أن “حال المهاجرين قد تحسن مقارنة بالسابق”.

“مونديال العرب”

سار سهيم الثاني (31 عاما) في نفس الاتجاه، قائلا إن: “أوروبا والغرب يعطوننا دروسا في حقوق الإنسان وينسون أن المهاجرين يموتون على أبواب” القارة.

ويشدد هذا الخبير الدولي في الاقتصاد الذي درس بجامعة كولومبيا الأمريكية، على أن قطر “قطعت تحديات كبيرة وحققت إنجازات خرافية” في العشر السنوات الأخيرة، أي منذ حصولها على تنظيم مونديال 2022 قبل 12 عاما.

وركز بدوره على الإحساس في قطر بشرف ضيافة العالم في الإمارة، مؤكدا أن “مونديال العرب” فخر لمنطقة الشرق الأوسط و”لكل العرب، بل لكل عشاق كرة القدم ولكل من يحبون رموز التقارب والانفتاح”.

وكان المسؤولون القطريون وعلى رأسهم أمير البلاد نددوا مرارا بـ”حملة غير مسبوقة” من “الافتراءات” و”ازدواجية المعايير”. وكان الشيخ تميم لفت الشهر الماضي إلى أن قطر شهدت “نهضة تشريعية استكملت بموجبها قوانين أساسية تنظم مختلف أوجه الحياة والمعاملات في الدولة”.

وخلال جولتنا بالدوحة، التقينا ثلاثة أشقاء لا تفوق أعمارهم العشر سنوات، وهم يرتدون اللباس الأبيض اللامع التقليدي القطري، وفيما كان أكبرهم يتحدث عن الحدث الكبير سألنا علي وجلال الله عن شعورهم بانطلاق العرس الكروي الدولي على أرض إمارتهم. فقال علي إنه يرى قطر شامخة بين الدول، و”العنابي” رائدا بين فرق المونديال.

أما جلال الله، فقال بصوت خفيف وبنية طفل صادق مخلص إنه سيتابع المباريات على شاشة التلفزيون وقلبه مع قطر التي يتمناها فائزة في الأخير، معبرا بعشقه لبرازيل نيمار.

لكن الحقيقة مما رصدناه وسمعناه أن غالبية القطريين يتنبؤون (أو يحلمون) بفوز الأرجنتين بالنسخة الـ22 من كأس العالم بقيادة ليونيل ميسي، وهو أحد لاعبي “فريقهم” باريس سان جرمان.

النهائي في يوم العيد الوطني

استكملت الدوحة يومها الأخير قبل فعاليات كأس العالم 2022 بألعاب نارية ضخمة، أطلقت بسمائها في بداية ليلة هادئة تجندت حتى آخر ساعاتها لتكريم ضيوفها.

وتنطلق البطولة في ملعب استوحي من بيت الشعر أو الخيمة التقليدية التي سكنها أهل البادية في قطر ويتسع لستين ألف متفرج. وهو أحد ثمانية ملاعب بُنيت خصيصا للبطولة باستثناء تجديد إستاد خليفة.

ويجري اللقاء النهائي على ملعب لوسيل في 18 ديسمبر/كانون الأول أي يوم العيد الوطني في قطر. ولهذا رمزية تاريخية أيضا.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى