كتابات خاصة

المؤامرة طالت “جواس”

أحمد ناصر حميدان

بعد ان طالت يد الغدر والخيانة اغتيال القائد الفذ ثابت جواس, فقد الوطن رجلا عسكريا مخلصا للدولة, وظل وفيا للقسم العسكري, لم يكن يوما ضد الدولة, ولم يحمل بندقية في وجهها, عمل جنديا في مؤسساتها, منضبطا للنظم والقوانين والدستور, ظل يرفع شعار الدولة على كتفيه, في أحلك الظروف, ولم يرضخ للضغوطات, ولم يسقط كما سقط الآخرون للارتهان لغير الوطن والسيادة والإرادة الوطنية, ظل صامدا في وجه كل الاغراءات المادية والمعنوية, كانت الوظيفة بنسب له مسؤولية وطنية ومغرم لا مغنم, لم يسطوا على أرضية, ولا على مؤسسة, ولا على سلطة, كما عمل الساقطون اليوم ممن أتت بهم ظروف الحرب من قاع المجتمع, وتسلطوا على شعب, ويغنمون مقدرات وطن .

لم يكن مع نظام صالح, ولكنه كان جنديا يدافع عن الدولة, كان يدرك خطورة سقوط هذه الدولة بيد قوى تقليدية عقائدية متخلفة, تؤمن بالحق الإلهي, وتصنف الناس بتمايز لسادة وعبيد, وخذله صالح ونظامه بتسليم السلطة لمثل هولا, وواقع اليوم شاهدا ومشهود على نتائج هذا التسليم .

الوطن تعرض لمؤمرة كبيرة منذ أن قتل قائد المقاومة وشيخهم على ناصر هادي, ولحقه مهندس تحرير عدن ومحافظها المخلئ وابنها البار جعفر محمد سعد, وتوالت الاغتيالات للأبطال ورجال الدولة, من القادة الافذاذ سالم قطن, احمد سيف اليافعي, محمد صالح طماح  …. وأكملوا اليوم بالقائد الفذ ثابت جواس .

إلى جانب استهداف رجال الدولة وحماتها, وصمام امان السيادة والإرادة الوطنية, استهدف سلاح الدولة الثقيل, للقضاء نهائيا على الدولة , تم تجميع كل بقايا أسلحة الدولة الثقيل, من طائرات حربية وراجمات صواريخ, ودبابات ومدافع ورادارات, وكل محتويات القواعد الصاروخية والمعسكرات, ومصادرتها وشحنها للخارج الوطن او تدميرها, واستبداله بأسلحة خفيفة, أسلحة عصابات ومافيا, وهي أسلحة لا تحمي دولة, ولا تحقق نصرا .

واذا أردت ان تدمر وطن عليك تولي عليهم الجهلة والمتعصبين للتخلف البشر, هم سوف يتكفلون بقهر وإذلال الشعب, وتدمير صروح العلم, ونشر الجهل والتخلف والعصبية , وتسيد الظلمة والمجرمين, سوف يتكفلون بتخلص من الكفاءات والمهارات, ليضعوا الرجل الغير مناسب في المكان المناسب, وهذا ما حدث ويحدث اليوم, يدمر التعليم, المدارس اليوم بدون معلمين , ومن فيها غير عدد من المتطوعين, تقدم لهم حسنات براتب اقل من عشرين دولار فقط لاغير, بينما راتب عسكري بليد يساوي أضعاف مضاعفة .

وبكذا يتسيد الجهلة والمتطرفين والمتعصبين للصغائر ( العقيدة او المذهب والمنطقة والطائفة ), وضعف دور العلم والعلماء, الثقافة والمثقفين, والتعليم والمتعلمين, ويذهب الوطن بعيدا عن الحضارة والنهضة , ليغرق في وحل من العنف والظلم والقهر, الى ما لا يحمد عقباه .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى