ميديا

في اليمن نجح الحمار حيث فشل الجميع

أصبح حمار يمني أشهر من نار على علم على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن قام بما عجزت عنه المنظمات الإنسانية. وسطرت الحمير بطولات في تخفيف المعاناة عن سكان مدينة تعز، وسط اليمن، وكسر الحصار الذي يفرضه الحوثيون على المدينة منذ أشهر، ولم يجد ناشطون وسيلة لرد الجميل سوى تكريم “الحمار” في فعالية رسمية.

 يمن مونيتور/العرب اللندنية
أصبح حمار يمني أشهر من نار على علم على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن قام بما عجزت عنه المنظمات الإنسانية. وسطرت الحمير بطولات في تخفيف المعاناة عن سكان مدينة تعز، وسط اليمن، وكسر الحصار الذي يفرضه الحوثيون على المدينة منذ أشهر، ولم يجد ناشطون وسيلة لرد الجميل سوى تكريم “الحمار” في فعالية رسمية.
وفي الفعالية التي أقيمت، السبت الماضي في شارع جمال عبدالناصر، أكبر شوارع المدينة، تحول الحمار إلى “بطل قومي”، حيث تم إلباسه عقودا من الفل وربطة عنق زرقاء، ووضع تاج على رأسه، كنوع من العرفان لمساهمته في إيصال المعونات للمدنيين والمستشفيات المحاصرة.
وقال مدير حملة “أنا 1000” عبدالكريم مهيوب، منظم الاحتفالية، إن تكريم الحمار رسالة رمزية تحمل عدة دلالات، منها أن أبناء تعز المحاصرين أوفياء لمن يخفف عنهم معاناتهم ولو كان حيوانا، كما أنه ينطوي عن استياء من عجز المنظمات الدولية عن فك الحصار وإدخال المساعدات.
وحمل الحمار المحتفى به، على ظهره عينات من الأشياء التي واظب على نقلها طيلة الأشهر الماضية عبر جبال تعز الشاهقة، شرقي المدينة، وتحديدا أسطوانات الأكسجين الخاص بالمستشفيات، والغاز المنزلي المعدّ للطبخ، والأدوية.
إلى جانب نماذج من البضائع المنقولة على ظهر الحمار، وضع المنظمون لوحتين تحملان رسائل طمأنة إلى سكان المدينة المحاصرة، كُتب في الأولى “لا تهتم” وفي الثانية “أنا عندي إحساس″، في إشارة إلى الجهات الحقوقية والمنظمات التي لم تعد تشعر بما يجري في تلك المدينة.
وصار هذا الحمار، أشهر الحمير اليمنية في مواقع التواصل الاجتماعي، بل إن هناك إجماعا شعبيا على احترامه.
وبينما يعلق الناشط مختار الدهبلي بالقول “إنه المناضل الذي يشعر بآلام البشر”، ترى الصحافية سعادة علاية “أنه يستحق أن يقام له تمثال عند بوابة تعز مستقبلا”.
على مدار الأشهر الماضية، ظلت الحمير والجمال تكافح من أجل إدخال الإمدادات الغذائية والطبية للأحياء المحاصرة في مدينة تعز اليمنية
الحمار المكرّم أثار إعجاب الناس في المدينة الذين تهافتوا إلى موقع الحدث وقاموا بالتقاط الصور التذكارية معه ونشرها على الشبكات الاجتماعية.
يذكر أن الحمير هي الوسيلة الوحيدة الممكنة لعبور الطرق الجبلية الوعرة التي لا تخضع لسيطرة الميليشيات. وعلى مدار الأشهر الماضية، ظلت الحمير والجمال تكافح من أجل إدخال الإمدادات الغذائية والطبية للأحياء المحاصرة في مدينة تعز، حيث أن المستشفيات باتت تعتمد على طرق التهريب من أجل نقل عبوات الأكسجين على ظهور الحمير والجمال، بعيدا عن أعين الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذين يتحكمون في منافذ المدينة.
وتجتاز الحمير نحو خمسة كيلومترات من السلاسل الجبلية في بلدة صبر، شرقي المدينة التي لم يصل إليها الحوثيون، قبل أن تصل إلى مناطق في قمة جبل صبر، حيث تتوفر طرقات للمركبات.
وعلق نشطاء المواقع على الصورة بقولهم إن هذا التكريم ذهب إلى ما هو أبعد فهذا “الحمار” أفضل من بعض بني البشر فقد ساعد في إدخال المواد لفك الحصار.
من جانبها كتبت الناشطة حياة الذبحاني شعرا في ذلك بعنوان “تكريم الحمار”: ينقذنا حمار… له جزيل شكرنا المدرار لصنعه الجبار أغلى هدية لبلدتي حمار وحين أصنع القرار لن يشترى إلا كما العقار أو ربما بوزنه من عملة الدولار ينقذنا حمار..”.
من جانب آخر كتب معلق “نطالب الأمم المتحدة والتحالف والحكومة وقادة المقاومة بأن يرسلوا إلى تعز 50 حمارا و20 جملا، حتى يتمكن أبناء تعز من تهريب المواد الغذائية والطبية إلى داخل المدينة”.
وفي نفس السياق، قال الناشط رياض المساح معلقا على صورة الحمير وهي تنقل الغذاء “تعز.. مدينة منكوبة خذلتها الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، والرئيس هادي، وأغاثتها الحمير والجِمال”.
 
وكان هاشتاغ “تهريب الحياة إلى تعز”، انتشر في تويتر، للتعريف بحجم الحصار الذي تفرضه الميليشيات على المدينة.
وكان لبعض مستخدمي تويتر رأي آخر، فكتب الناشط محمد الربع على فيسبوك “جلسنا نمتدح حمار جبل صبر أسبوعين لأنه ساهم في فك الحصار عن تعز وساند المقاومة بحسب قدرته وكل يوم تنشر له صور جديدة وصار الناس يعرفونه أكثر مما يعرفون المسؤولين”.
وأكد “نحن مازلنا في مرحلة المقاومة وتقديم الأرواح والأنفس والبعض يظن أننا في مهرجانات انتخابية نركز على من تنشر صوره أكثر ويظن أن الناس يذهبون إلى الجبهات مع أبنائهم حتى يزوروا الحدائق ويتصوروا، مضيفا “دعونا نستعيد الدولة ونضع أركانها أولا وبعدها تقام انتخابات ومن يختاره الناس يحكمنا أهلا به”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى