أخبار محليةاخترنا لكمالأخبار الرئيسيةتقارير

(انخفاض الأسعار).. فرحة لم تكتمل وجراح غلاء المعيشة تفتك باليمنيين (تقرير خاص)

يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ من افتخار عبده

شهدت العملة المحلية في الأسابيع الماضية تحسنًا ملحوظًا أمام العملات الأجنبية في المحافظات التي تسيطر عليها الحكومة المعترف بها دولياً بعد قرار الرئيس هادي في إعادة تشكيل إدارة البنك المركزي اليمني في العاصمة المؤقتة عدن.

ولكن هذا التحسن لم يدم طويلًا، وفرحة اليمنيين بانخفاض أسعار المواد الغذائية لم تكتمل حتى عاد الغلاء من جديد، وعاد ارتفاع الأسعار يبث سمه في الأرجاء ويذيق المواطنين البسطاء الكثير من الويلات.

علاء الدين عامل بالأجر اليومي يشكو لـ” يمن مونيتور” من عودة ارتفاع الأسعار بهذه السرعة” لم نفرح كثيرًا بانخفاض أسعار المواد الغذائية حتى ارتفعت من جديد، ارتفعت ونحن لم نعش لحظات انخفاضها”.

 

لا تغيّر 

وأضاف علاء الدين لـ”يمن مونيتور” عندما كانت الأسعار مرتفعةً كانت جيوبنا خاليةً وجاء وقت انخفاضها وما تزال كما هي خالية أيضًا لذا لم نشعر بالفرح للحظة واحدة؛ لأن الوقت لم يسمح لنا  أن نعيش ونعمل لكي نحصل على المال ونشتري به ما نريد”.

وأردف ” مدينة تعز بالتحديد تعاني من هذا الغلاء بسبب غياب الرقابة على التجار، فعندما انخفضت الأسعار، الكثير من التجار بقى متمسكًا بالبيع بأسعار مرتفعة، والآن هم يبالغون برفع الأسعار ويتابعون سعر الصرف بنهمٍ كبير كأنهم سيفوزون فوزًا عظيما إذا ما ارتفعت أكثر.

وفي السياق ذاته يقول المواطن عصام الوجيه، إن فرحة اليمنيين قد قُتلت أكثر من ألف مرة منذ بداية الحرب وحتى عامنا هذا، وفي الأيام الأخيرة كنا قد شعرنا بها تدب في عروقنا، لكن سرعان ما تلاشت واختفت من الوجود”

وأضاف ليمن مونيتور “كل أسعار السلع في ارتفاع حتى أصبح العيش الكريم بعيد المنال لكثير من الناس، حيث لا يوجد الوازع الديني ولا  الإنساني لدى الغالبية من التجار، فالجميع يحد سكاكينه ليذبح ما تبقي من هذا المواطن الذي أصبح يعيش في كابوس يؤرقه  ليلًا ويحاصره نهارًا لتوفير قوت أطفاله ولقمة عيشهم”.

وأردف” الناس اليوم  تموت الموت البطيئ بدون صراخ أو عويل يموتون بهدوء من جور ما وصلوا إليه من أوضاع كارثية لا ترحم”

وتابع “نسأل الله أن يفرج أزمة ارتفاع الأسعار هذه التي يعيشها الشعب اليمني  التي أثقلت كاهلنا وكاهل كل المواطنين البسطاء، أما الحكومة فدواؤها لا يستمر مفعوله إلا القليل حتى يعود الجرح كما كان أو أكثر وجعًا.

 

صدمة إنسانية

من جهته يتحدث فهيم التعزي45 عامًا لـ “يمن مونيتور” عن خيبة أمله في عودة ارتفاع الأسعار واصفًا ذلك بالصدمة” أشعر بالخيبة و الصدمة بسبب ما تكشف لنا من سوء أخلاق و ضعف الوازع الديني لدى التجار، و الصدمة و الخيبة الكبرى لركاكة ردة الفعل الرسمية من قبل السلطات المحلية في مواجهة هذا الجنون الحاصل في الأسعار”.

وتابع “لقد أصبح من الواضح لنا نحن المواطنين أن قيادات السلطة المحلية في تعز شركاء للتجار في خنق المواطن بالغلاء مقابل مصالحهم الشخصية المتمثلة  بالرشاوى و العمولات التي يتقاضونها نظير تركهم الحبل على الغارب للتجار يتصرفون كما يحلو لهم” .

وأضاف” إنني مثل أي مواطن داخل هذه المدينة الموجوعة أواجه هذا الغلاء الفاحش   بمجهود إضافي مرهق لتلبية  إحتياجاتي الضرورية ولم أهتم بغير ذلك” .

بدورها تقول المواطنة جميلة” انخفاض أسعار المواد الغذائية كان كالحلم بالنسبة لنا سرعان ما انتهى  لنفيق منه على واقع أليم لا نستطيع فيه شراء واحد من الزبادي لأطفالنا”.

وتضيف جميلة لـ” يمن مونيتور” أصبحنا اليوم نعيش في كابوس مرعب لا نستطيع الخلاص منه، كلما أحسسنا أننا سنفرح يفاجئنا الواقع بصفعة جديدة ولا أوجع من أن تكون نقاط ضعفنا هي لقمة عيشنا”.

وأردفت” أزمة ارتفاع الأسعار تزداد من يوم لآخر وتتوسع جراحنا كل يوم فلا ندري إلى أي وادٍ ستودي بنا هذه الحياة، نسأل الله مزيدًا من الصبر”.

فرحة اليمنيين بانخفاض  الأسعار لم تستمر لأيام قليلة خصوصًا بعد تأخر الإعلان عن الوديعة المالية التي يعتقد أنها ستقدم من قبل السعودية ، فعاد الشعب كما كان يعيش التخبط في الحياة، يتلاعب بجرحه تجار الجملة والتجزئة، وكلٌ يحمل الذنب على الآخر، وما دور الحكومة في هذا إلا كمفعول حبة من المهدئ  ينتهى بعجالة ويعود الألم كما كان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى