أخبار محليةالأخبار الرئيسيةفكر وثقافة

هيئة البيئة في سقطرى تصدر بيانا توضيحيا حول موت أشجار دم الأخوين

يمن مونيتور/قسم الأخبار

نشرت الهيئة العامة لحماية البيئة في سقطرى بيانا توضيحيا حول موت أشجار دم الاخوين، في محمية دكسم وسط الجزيرة.

وقالت الهيئة في بيان لها: إن فريق من الهيئة العامة لحماية البيئة فرع سقطرى ومشروع الدعم المتكامل للصون والتنمية المستدامة قام بنزول إلى المتنزهة الوطني دكسم لتأكد من حالة الموت لأشجار دم الأخوين حسب ما ورد في تلك المواقع من سقوط عدد من أشجار دم الأخوين.

وأضاف البيان أنه وبعد الاطلاع والملاحظة وحسب مسوحات سابقة بعد الأعاصير التي ضربت سقطرى في الأعوام القليلة الماضية حصل اقتلاع العديد من الأشجار في سقطرى واهمها شجرة دم الأخوين ولا يزال اثارها إلى اليوم.

وأشار إلى أن الفريق رصد شجرة واحدة دم الأخوين الواقعة في مفرق شبرة دكسم.

وأفاد: بحسب إفادة الأهالي المتواجدين في المكان والذين تم مقابلتهم فإن الشجرة ماتت قبل عدة أيام ولا يوجد غيرها إلا التي ماتت أثناء الأعاصير وبعد فحص الشجرة أتضح إن السبب هو وجود تلف عميق للجذع من جهة الشمال مما أدى لتعرض الشجرة للرطوبة وسماح للحشرات باختراق الالياف التي تتكون منها تلك الشجرة.

وينسب بعض الباحثين دم الأخوين للعائلة الهليونية Asparagaceae وهي من وحيدات الفلقة أي انها تشترك في تركيبها مع الحشائش والنخيل وغيرها من النباتات التي تعطي بذور ذات فلقة واحدة.

وتتميز هذه المجموعة من النباتات بعدم وجود خشب حقيقي وخاصة في الأجزاء الوسطية من النبات، حيث يلاحظ وجود مادة ليفية، والبعض صنفها عائلة منفردة وهي Dracaenaceae.

وتنتشر أشجار دم الأخوين في سقطرى في المناطق المرتفعة وتعتبر غابة فرمهن أكبر غابة لأشجار دم الأخوين في سقطرى والوحيدة في العالم لهذا النوع.

وتنتشر أيضا شجرة دم الأخوين بشكل أقل في مناطق دكسم وكليم ومحمية سراهن، كما تتواجد متناثرة في عدة مناطق أخرى وخاصة في الجزء الشرقي من جزيرة سقطرى.

ويعتبر الباحثين ان هذه المناطق كانت عبارة عن غابات سابقة تدهورت بسبب عدة عوامل وأن انتشار دم الأخوين في سقطرى كان أكثر اتساعا مما هو عليه الآن.

ويعزوا الدكتور عبد الرقيب العكيشي المتخصص في دراسة شجرة دم الأخوين إلى أن أسباب هذا الانحسار لدم الأخوين يتمثل في عدة أسباب متداخلة منها: التغير المناخي: حيث تعيش أشجار دم الأخوين في مناطق رطبة وتعتمد بشكل كبير على الرطوبة الجوية ومع تغير المناخ ونقص نسبة الأمطار والرطوبة الجوية صارت بعض البيئات اقل ملائمة لعيش شجرة دم الأخوين.

ومن جهة أخرى تتأثر أشجار دم الأخوين بالأعاصير حيث انها أولا: لا تمتلك جذور وتدية قوية (من وحيدات الفلقة) وكذلك لا يتواجد لديها خشب قوي مما يسهل اقتلاعها بالرياح مع ضعف سيقان الشجرة لأسباب أخرى.

ويشير إلى أن هناك استخدام غير مستدام حيث يقوم السكان المحليين في سقطرى بحصاد المنتج والذي يسمى محليا (إمصلوه، إديهع) من شجرة دم الأخوين للحصول على المنتج ولا بد من جرح الشجرة وتوسيع الجرح مع كل دورة حصاد للحصول عليه وبحسب دراسة قام بها الباحث في محمية فرمهن وجد ان نسبة كبيرة من الأشجار مجروحة، بسبب عملية الحصاد والتي تصل نسبتها إلى 84%.

ويضيف أن وبعض الجروح كبيرة جدا. وتعد الجروح سبب مهم لانحسار أعداد الأشجار وذلك لكونها تعمل فقدان نسبة عالية من اللحاء والذي يؤدي إلى اضعاف الشجرة امام المؤثرات الخارجية كالرياح والحشرات والفطريات.

ومن أسباب انحسار شجرة دم الأخوين وفقا للعكيشي: ضعف نسبة التكاثر وتنتج شجرة دم الاخوين كميات كبيرة من البذور ولكن نسبة التجدد منها في البرية ضعيف جدا يصل حسب بعض الأبحاث إلى اقل من 1% بالرغم من ان نسبة الإنبات في المشاتل كبيرة قد تصل إلى 70%.

ويذهب إلى أن الرعي الجائر يعتبر حسب كثير من الباحثين هو العامل الرئيسي لتدهور أشجار دم الأخوين وعدم قدرتها على التجدد وبحسب الباحثين فإن نسبة الإنبات القليلة في البرية ناتجة عن تغدية الحيوانات على الشتلات الصغيرة وخاصة الماعز وكذلك بعض الظروف البيئية الأخرى كقلة الأمطار والتربة وغيرها.

ويفيد أن الحصاد الجائر والغير مستدام يعتبر من أهم العوامل المؤثرة على صحة وسلامة أشجار دم الأخوين وخاصة بعد تدهور العادات والتقاليد السائدة في مناطق حصاد دم الأخوين والتي شكلت أهم عامل لحماية وسلامة أشجار دم الأخوين خلال القرون والعقود الماضية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى