أخبار محليةاخترنا لكمالأخبار الرئيسيةتقارير

“على طريقك”… مبادرة شبابية لتخفيف معاناة الطلاب في “مدينة تعز” (تقرير خاص)

يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ من مختار شداد

من منشور عفوي على صفحة موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” إلى حملة مجتمعية واسعة، هكذا انطلقت في مدينة تعز وسط اليمن حملة شعبية كبيرة لتوصيل الطلاب إلى جامعاتهم ومدارسهم أو العودة منها، في خطوة هي الأولى من نوعها في المدينة التي تعيش حصار خانقا منذ سبع سنوات.

وتأتي هذه المبادرة كنوع من المساهمة في التخفيف من معاناة الطلاب في ظل الظروف الاقتصادية المتردية، وارتفاع أسعار المواد الغذائية وأجرة المواصلات العامة، والتي ارتفعت بنسبة 100% خلال الأشهر القليلة الماضية.

“محمد الشرعبي” طالب في جامعة تعز عبر في تصريحه لـ”يمن مونيتور” عن فرحته قائلا: ” هذه المبادرة أسعدتني كثيرا، كنت اصرف ألف ريال يوميا في المواصلات، الآن صار بإمكاني الوصول إلى الجامعة مجانا، وقد أوقفت سيارة قبل يومين وتفاجأت كثيرا عندما فتح لي السائق باب السيارة، ولما وصلنا الجامعة كانت السيارة قد امتلأت بالطلاب”.

سكان المدينة يوصلون الطلاب في سياراتهم الخاصة- فيسبوك

ثقافة مجتمعية

لاقت المبادرة تفاعلا كبيرا من قبل الصحفيين والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما أبدى الكثير من مالكي السيارات الخاصة من محافظات عدة استعدادهم للمشاركة في المبادرة.

“أكرم الحميري” مالك سيارة خاصة في مدينة تعز، قال في تصريحه لـ”يمن مونيتور” :” المبادرة فكرة ممتازة، لأنها تفيد الطلاب الذين هم الشريحة المنهكة في المجتمع، وشاركت فيها من أجل أن تتحول إلى ثقافة في المجتمع والحفاظ على النسيج الاجتماعي الذي مزقته الحرب”.

بعد انطلاق الحملة في مدينة تعز، عبر الكثير من مالكي السيارات الخاصة في محافظات عدة عن استعدادهم في توصيل الطلاب إلى الجامعات، فالأمر لا يتطلب منهم جهدا مضاعفا كما يقولون.

المهندس “شوكاني الصمدي” مالك سيارة خاصة في محافظة صنعاء، قال في تصريحه لـ”يمن مونيتور” :” في وقت سابق كنا طلاب في الجامعة ومرينا بمعاناة قاسية وظروف صعبة، لذا نعرف وضع وظروف بعض الطلاب وخاصة في هذه الأوضاع التي تمر بها البلاد”.

ويضيف قوله: “ادعو أصحاب السيارات ومركبات النقل إلى الوقوف مع الطلاب كونهم أكبر شريحة تستحق الدعم، ولكي تنتشر هذه المبادرة وتترسخ في ثقافة المجتمع”.

 

من أجل الطالب

انعكس الوضع الاقتصادي المتردي في البلاد على حياة الطلاب الجامعيين، الأمر الذي فاقم معاناتهم كثيرا، فيما تسبب ارتفاع أسعار المواصلات العامة بحرمان الكثير من الطلاب من الذهاب إلى الجامعة، واقتصر الأمر على حضور الامتحانات فقط.

يقول المصور الصحفي” نائف الوافي” وأحد القائمين على الحملة في تصريحه لـ”يمن مونيتور” أن الكثير من الطلاب في هذه الفترة أصبحوا غير قادرين على مواصلة الدراسة وباتوا ويتغيبوا عن المحاضرات كثيرا، استشعرت الأمر وكتبت بطريقة عفوية على صفحتي في الفيس بوك فتحول الأمر إلى حملة كبيرة.

يضيف “الوافي” قوله: ” الحملة ليس حملة أحد شخصيا، هي حملة مجتمع ككل، هدفها خدمة المجتمع في الحفاظ على التعليم الذي هو آخر حصن لليمن”.

وخلال اليومين الماضيين تفاعل العديد من مالكي السيارات والمركبات مع المبادرة في سبيل تحوليها إلى سلوك يومي وثقافة متجسد في المجتمع، فهذه الخطوة الفريدة من نوعها أعطت الطلاب دفعة معنوية كبيرة لمواصلة التعليم كما يقولون.

يواصل الوافي حديثه قائلا: “بدأنا من جامعة تعز، ولقينا تجاوب كبيرا من عدة محافظات منها صنعاء ومأرب وعدن، ونتمنى لهذه المبادرة النجاح والاستمرار، وهناك العديد من الشباب الذين يتواصلون معي في عموم الجمهورية يبدون استعدادهم لتمديد الحملة، كما أن الناس في هذه البلاد محتاجين لأي شيء يلملم الجراح ويدل على التكافل والتعاون.”

تعد هذه المبادرة كبارقة أمل للكثير من الطلاب الذين يعيشون أوضاعا قاسية فرضتها ظروف الحياة المعيشية الصعبة، ففي الوقت الذي بات الكثير من الطلاب يتهددهم خطر التوقف عن التعليم تمثل لهم هذه المبادرة طوق نجاة تدفعهم لمواصلة تعليمهم الجامعي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى