أخبار محليةالأخبار الرئيسيةتقارير

حضرموت اليمنية.. مركزية “الساحل” تزيد معاناة “سكان الوادي” (تقرير خاص)

يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ من خالد سعيد:

تشهد مديريات وادي حضرموت شرقي اليمن (أكبر محافظات البلاد وأغناها بالثروات النفطية)، أزمة وقود حادة، ما فاقم من معاناة المواطنين اليومية، بعدما أجبرت ندرة مادتي البنزين والديزل أصحاب السيارات على الانتظار في طوابير تمتد إلى ما لا نهاية.

وأزمة الوقود في “وادي حضرموت”، متكررة لأسباب كثيرة، بعضها متعلقة بالوضع الاقتصادي والسياسي في البلاد- التي تعاني من حرب منذ سبع سنوات- وأسباب أخرى تعود إلى الخلاف القائم بين سلطات “الساحل” و”الوادي” في ظل اتهامات لمحافظ حضرموت وشركة النفط في الساحل، بممارسة المركزية المفرطة ضد “الوادي” من خلال وقف تموين مديرياته بالمحروقات.

وتشهد مديريات ساحل حضرموت توفرا كبيرا للمشتقات النفطية وبأسعار مناسبة، حيث يباع الـ 20 لتر من مادتي البترول والديزل، بـ”12000″ ريال (10 دولار)، بالمقابل تشهد مديريات الوادي أزمة خانقة في الوقود، الأمر الذي أثار تساؤلاً لدى سكان مديريات الوادي، عن هذه “المركزية والعنصرية في التعامل” لدى السلطات في المحافظة، مشيرين إلى أن هذه التعامل “يكرس الانقسام”.

وتنقسم محافظة حضرموت إدارياً إلى “ساحل” يضم 12 مديرية من ضمنها مدينة المكلا عاصمة المحافظة، و”وادي” يضم 16 مديرية ومركزه مدينة سيئون، وهو أشبه بمحافظة مستقلة، إذ إن لكل مكتب تنفيذي في المكلا نظيراً له في سيئون، لتسهيل العمل الإداري نظراً لكبر مساحة المحافظة.

 

الساحل يرفض رفد الوادي بالوقود

في هذا السياق، يقول مدير شركة النفط في وادي حضرموت عبدالرحمن بلفاس، إن “الشركة بدورها قامت بمتابعة فرع الساحل، بطلب توفير كميات كبيرة من المشتقات النفطية لمعالجة الأزمة الراهنة، وبأسعارها المناسبة إلا أنه وحتى الأن لم يلبي الفرع المتحكم في استيراد احتياجات المحافظة من الوقود لهذا الطلب”.

وأضاف بلفاس، في حديث لـ”يمن مونيتور”، “أنه منذ حوالي أسبوع، لم يتم توزيع النسبة المخصصة للوادي، مشيراً إلى أن الشركة في ساحل حضرموت والمكلفة بتوريد المشتقات النفطية، بررت ذلك أنه لا توجد مشتقات نفطية بالخزانات، على الرغم من توفره بنسبة كبيرة في مديريات الساحل”.

وأشار إلى أن “الناقلات التابعة لوادي حضرموت، منذ نهاية الأسبوع الماضي، لا زالت في المكلا، ولم يتم صرف مخصصات الوادي من الوقود”.

وعزا المسؤول الحكومي، سبب ارتفاع أسعار المشتقات النفطية في المحافظة، نظراً لانهيار العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، وارتفاع الأسعار العالمية للمشتقات.

وسبق لشركة النفط في الوادي أن تقدّمت بطلب استيراد المشتقات النفطية لتغطية احتياجات نطاقها الجغرافي، لكن طلبها قوبل بالرفض من قبل قيادة المحافظة، بذريعة أن المحافظة واحدة، وتكفي جهة واحدة للاستيراد وهي شركة النفط بالساحل.

لا يتوفر وصف.
طوابير في وادي حضرموت أمام محطات المشتقات النفطية في انتظار وصول الوقود- من خالد سعيد (يمن مونيتور)

معاناة سكان الوادي

وفي هذه الإطار، يصف المواطن “صادق محفوظ” المنحدر من مديرية تريم بمحافظة حضرموت، معاناته المريرة في الحصول على مادة البنزين، والتي قال فيها إنه “لا ينام الليل ويظل مهموم حتى الصباح غارقاً في التفكير في كيفية الحصول على بنزين في بلد يعتبر من أغنى البلدان في الثروة النفطية، حضرموت بشكل خاص واليمن بشكل عام”.

ويضيف صادق في حديث لـ”يمن مونيتور” بالقول: نلاحظ أن المشتقات النفطية غائبة عن المشهد تماماً، في مديريات وادي وصحراء حضرموت، لافتاً إلى أنه، يقضي الليالي في طابور كبير من أجل الحصول على بنزين.

وتابع: “المواطن هنا في مديريات وادي حضرموت، يبدأ يومه وصباحه في طابور طويل، تكاد لا ترى أوله من آخره ويمسي كذلك الحال في طابور، فهو بهذه الطريقة أصبحت حياته مكررة، ومملة”.

ويتساءل عبر “يمن مونيتور”، “أين دور الجهات الرسمية، لماذا نعيش في أزمات وبلادنا مليئة بالخيرات المتنوعة، التي تغنينا عن وجود هذه الأزمات المتوالية، والتي انهكتنا بشكل كبير”.

 

انتعاش السوق السوداء

وفي ظل أزمة الوقود الخانقة، تزدهر تجارة السوق السوداء، وتنتشر بشكل غير مسبوق مستغلة الأزمة وحاجة المواطنين للوقود، برفع الأسعار على نحو يعمق من معاناتهم اليومية.

وحسب  مراسل “يمن مونيتور”، فإن سعر الدبة البنزين سعة 20 لتر في السوق السوداء وصل إلى “20000” عشرون ألف ريال، بينما وصل في المحطات الرسمية الحكومية إلى “12000” ريال.

وفي هذا الإطار، يتساءل كثير من المواطنين، عن بوادر انفراج لهذه الأزمة التي تعيشها مديريات وادي وصحراء حضرموت التي عمقت السلطة المحلية من معاناتهم وأضافت عبئ جديد على كاهلهم المنهك بالأزمات والحروب.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى