أخبار محليةفكر وثقافة

مدينة كانت تتلألأ ليلاً.. مدونة سفر تستذكر رحلتها لمدينة كوكبان الجبلية في اليمن

يمن مونيتور/سي ان ان

في أعلى هضبة رملية بارزة تقع شمال العاصمة اليمنية صنعاء، تقبع مدينة جبلية وصفتها مدونة السفر، سفيتلانا باغوان، بأن “الزمن توقف فيها”، عند زيارتها لها قبل عقد تقريباً.

وبحكم كونها جزءاً من عائلة ذات صلة بالسفر، إذ كان جدها من أوائل الهنود الذين انضموا إلى الخطوط الجوية البريطانية قبل استقلال البلاد من البريطانيين، كما عمل والداها كعملاء سفر في بداية حياتهما المهنية، أدى ذلك إلى حصول باغوان على فرص عديدة للسفر منذ صغرها.

كما أنها سافرت بشكل كبير بفضل عملها كمضيفة طيران في مطلع حياتها المهنية.

وبدأت الهندية في توثيق رحلاتها في مذكرة بسبب حبها للكتابة، ثم أطلقت مدونتها “Maverickbird” على الإنترنت، قبل 6 أعوام تقريباً لتكوين سجلًا دائمًا لتجاربها.

ولم تكن باغوان على علم بوجود مدينة كوكبان حتى رأتها بعينها في زيارة لها لمدينة شبام، وهي وجهة تاريخية أخرى بارزة في البلاد.

“توقف بها الزمن”

وزارت باغوان كوكبان في عام 2013، وكانت مدينة شبام بأبراجها جزءاً من قائمة الوجهات التي أرادت زيارتها في البلاد، ولكنها لاحظت أمراً عندما كانت في المدينة.

وقالت الهندية المقيمة في ألمانيا حالياً لموقع CNN بالعربية: “نظرت للأعلى، ورأيت حصناً على قمة تل، وفكرت: لم يوجد لديهم حصن هناك؟”.

وبعد حديث صديقها المحلي، والذي كان مرشدها السياحي أيضًا، عن مدينة كوكبان، قررت باغوان زيارتها في اليوم ذاته.

ووفقاً للموقع الرسمي لمجلس الترويج السياحي في اليمن، يعني اسم كوكبان “اثنين من النجوم”، وأُطلق عليها هذا الاسم نظراً لجدرانها المزينة بالأحجار الكريمة، والقطع الفضية التي كانت تتلألأ في الليل.

واعتاد سكان مدينة شبام، الواقعة أسفل كوكبان، على رؤيتها، ما جعلهم يُطلقون عليها هذا الاسم.

وقضت باغوان أكثر من شهر في اليمن آنذاك، وخلال رحلتها، بدت البلاد بأكملها كما لو أن الزمن توقف فيها، وخصوصاً مدينة كوكبان بسبب موقعها.

جوانب من المدينة الجبلية

وخلال الرحلة إلى كوكبان، التي استغرقت ساعة تقريباً بالسيارة، أكدت باغوان أن الرحلة ذاتها تميزت بجمالها.

وتقع كوكبان على قمة كومة من الحجر الرملي بارتفاع 300 متر كونّها نهر شاسع قبل نحو 70 مليون عام، وخلّف انحساره الهضبة البارزة التي نراها اليوم، بحسب ما ذكره مجلس الترويج السياحي في اليمن.

ووفرت هذه الصخرة المواد الخام لبناء كوكبان ببوابتها، وجدرانها الرائعة.

وبالإضافة إلى الغيوم التي تواجدت في المنطقة لارتفاعها، رأت باغوان مشاهد طبيعية بدت ذهبية اللون، وأشخاصاً تزينت رؤوسهم بقبعات القش.

وأكّدت باغوان: “بدا الأمر تماماً كما لو أنه خرج من نص يعود للعصور الوسطى، أو نص قديم”.

وأثار تاريخ المدينة، وجانبها المعماري انتباه باغوان، وهي تحتضن الكثير من المباني المصنوعة من الطوب اللبن.

وتتبع الأطفال الفضوليين باغوان خلال تجولها في المدينة، كما أنها استذكرت الرجال الكبار في السن الذين كانوا يدخنون الشيشة.

وأكّدت الهندية أنها حظيت بتجربة “دافئة” بين سكان المدينة.

واحتضنت المدينة بعض المباني الاستثنائية الجميلة المصنوعة من الحجر الرملي بلون العسل، والتي نجت لقرون من الحصار من قبل الأيوبيين، والرسوليين، والأتراك.

ولكن، لم يترك النزاع في اليمن مدينة كوكبان دون ضرر، إذ في عام 2016، استهدفت غارات جوية المدينة، ما أدى إلى وقوع أضرار جسيمة ببوابتها الرئيسية، والقلعة الأثرية، وفقاً لما كتبه الموقع الرسمي لمنظمة اليونسكو عبر الإنترنت.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى