أخبار محليةاخترنا لكمالأخبار الرئيسيةتقارير

في ذكرى تأسيسه.. كيف يبدو وضع “المؤتمر الشعبي العام” في مناطق الحوثيين؟ (تقرير خاص)

يمن مونيتور – وحدة التقارير/ خاص:

رفض الحوثيون طلباً من حزب المؤتمر الشعبي العام (في صنعاء) للاحتفاء بالذكرى التاسعة والثلاثين للحزب، في ظل حملة تشويه واستهدف يقودها أعضاء الجماعة المسلحة ضد “المؤتمر” وأعضاءه في مناطق سيطرتهم.

وقال قيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام في صنعاء لـ”يمن مونيتور” إن “المجلس السياسي الأعلى رفض إقامة احتفاء بذكرى تأسيس الحزب الذي يوافق 24 أغسطس/آب 1982م”.

والمجلس السياسي الأعلى هو أعلى سلطة في مناطق الحوثيين وتوازي “مجلس الرئاسة” ويضم أعضاءً في حزب المؤتمر لكنهم “لا يمتلكون قراراً فيه حيث القرار للحوثيين وحدهم”- كما يقول القيادي الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته خشية انتقام الحوثيين.

وقال أعضاء في اللجنة الدائمة للحزب لـ”يمن مونيتور”: لم يكتفي الحوثيون بالرفض فقط، بل شرعت الجماعة في إرهاب أعضاء ومناصري الحزب في توجيهات واضحة ومباشرة (ممنوع الاحتفال بذكرى التأسيس، ممنوع تعليق الشعارات واللافتات، يجرم تعليق صور الخونة في إشارة للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح).

هذه هي المرة الأولى التي لا يتم بها الاحتفاء بذكرى التأسيس في صنعاء، العام الماضي سمح الحوثيون بإقامة فعالية الاحتفاء لكنها كانت تحت تحكمهم. لكن حظرت جماعة الحوثي المسلحة وجود صور للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح (رئيس الحزب)، وأمين عام الحزب (عارف الزوكا) اللذان قُتلا معاً نهاية 2017 على يد الحوثيين بعد أعوام من تحالف الطرفين ضد الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً المدعومة من التحالف الذي تقوده السعودية.

بعد مقتل “صالح” بأيام اجتمعت قيادات في الحزب وعينت “صادق أمين أبو راس” رئيساً للحزب. وخلّق وفاة “صالح” انقساماً حاداً في الحزب إذ غادرت القيادات إلى خارج البلاد وبدأت فصلاً جديداً من انقسام بدأ عام 2011 عندما تنازل “صالح” عن السلطة لنائبه الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي عقب ثورة شعبية.

أعيد افتتاح مبنى الحزب في صنعاء العام الماضي بعد أن صادره الحوثيون وخضع لترميمات منذ2017- فيسبوك

غضب من قيادات الحزب

وقال أحد أعضاء الحزب: لقد أغلقت قيادات الحزب في صنعاء ومنهم أمين أبو راس رئيس الحزب، ويحيى الراعي وآخرين هواتفهم يومي الاثنين ومنذ صباح اليوم الثلاثاء، لا يريدون حتى الرد على الأعضاء ولا يستطيعون حتى تقديم توضيحات.

وأضاف آخر متهكماً: أغلقوا هواتفهم عندما قُتل مؤسس الحزب “الزعيم علي عبدالله صالح” (ديسمبر/كانون الأول 2017)، وأغلقوا هواتفهم في حملات الاعتقالات والقتل على الهوية، واليوم يكررون الأمر ذاته.

وتابع: إنهم يكررون التاريخ ذاته، يغلبون (قيادات الحزب) مصالحهم الشخصية مع الحوثيين على الحزب.

لا يسمح الحوثيون بوجود انتقادات في صنعاء، ويعتقلون المنتقدين أو يقومون بقتلهم. لكن “الحوثيين” يقولون إن حزب المؤتمر شريك في الحكومة، ورئيس الحكومة غير المعترف بها دولياً “عبدالعزيز بن حبتور” هو قيادي في المؤتمر.

وقال عضو لجنة دائمة ثانٍ بحزب المؤتمر لـ”يمن مونيتور”: هذه سخرية من القدر، لقد تم طرد آلاف الموظفين الحكوميين -من الأعضاء والموالين للمؤتمر- واستبدالهم بحوثيين، أو تقليص صلاحياتهم من مؤسسات الدولة، والحوثيين هم من يديرون كل شيء ولم يحرك بن حبتور أو “أبو راس” ساكناً حتى بيان إدانة لم يصدروه.

يضيف: عدا آلاف المعتقلين وأملاك الحزب وأملاك أعضاءه المصادرة.

يشكو أعضاء الحزب الآخرين من حجم “الترهيب والتشويه الذي يمارسه الحوثيون بحقهم، واستعدائهم بكل الطرق الممكنة، وقال أحد الأعضاء لـ”يمن مونيتور”: ليس هذا فقط فقد تم تشويه صورة الحزب وتخوينه عبر منصات التواصل الاجتماعي ووسائل اعلام الجماعة، ودائماً ما يتعمد الحوثيين ابراز الحزب على انه حزب بتيارات ثلاثة بصنعاء وابوظبي والرياض قائم على الارتزاق والخيانات وبيع الوطن.

 

أكبر صدمة

وأشار عضو ثالث في اللجنة الدائمة إلى أن أكبر صدمة لأنصار المؤتمر يتلقوها أن لا يحتفل أعضاء وانصار الحزب بتأسيسه، إذ كيف للمؤتمر الذي ظل لسنوات طويلة يحشد الآلاف من أنصاره لم يعُد كذلك وتشتت المؤتمر والانطواء على المصالح الشخصية، ما أحدث شرخاً بين القواعد والقيادات التي تحتاج لسنوات وسنوات لتعيد جزءاً مما كان”.

وقال مستذكراً في الـ24 من أغسطس/آب 2017، احتفل الحزب بالذكرى الـ35 لتأسيسه، واستطاع أن يجمع مئات الآلاف في ميدان السبعين وكانت هذه صورة آخر احتفال حضره “صالح”. أما في الـ24 من أغسطس/آب 2018، احتفل المؤتمر الشعبي العام بذكرى تأسيسه في صنعاء بعدد لا يتجاوز الخمسين شخصاً، في صالة النادي الأهلي المغلقة الصغيرة ليصل الحال بأن لا يتم الاحتفال به اليوم.

في العام الماضي مُنعت صور “علي عبدالله صالح” و”عارف الزوكا”، وجرى “إذلال” عشرات الأشخاص القادمين من المحافظات للاحتفاء بذكرى التأسيس.

 

من احتفاء إلى اجتماع

في مساء يوم الثلاثاء، نشر موقع الحزب في صنعاء خبراً عن اجتماع لقيادة “المؤتمر” برئاسة “صادق أمين أبو راس” بدلاً من “الاحتفاء بذكرى التأسيس” مع الأعضاء كما جرّت العادة.

لا تتضمن كلمة “أبو راس” -المنشورة- الكثير بل تأكيد استمرار تحالفهم مع الحوثيين، وقال” أحنا في المؤتمر الشعبي العام نحن في الداخل وأيدينا في أيديهم (الحوثيين) وجالسين داخل اليمن ومشاركين معهم بكل صغيرة وكبيرة”، شاكراً زعيم الحوثيين.

شكا “أبو راس” مما أسماه “أذى الصحفيين الحوثيين”، مضيفاً: أقولها بصراحة لنا صابرين أربع سنوات وهم يدقوا فينا بالسرحة والرجعة هذا إرهاب إعلامي، الإرهاب العسكري أهون، الإرهاب العسكري سنواجهه السلاح بالسلاح، لكن الإرهاب الإعلامي أشد فتكاً لأن عندنا أخلاق ورجولة لن نرد عليهم ولا يمكن أن نرد عليهم لماذا؟. لأننا لو ردينا عليهم سنكون مثلهم فيجب أن نترفع”!

وتبدو كلمة “أبو راس” أضعف بكثير عن كلمته التي ألقاها العام الماضي وهي كلمة أثارت غضب الحوثيين.

 

غضب الحوثيين

وأثار خطاب التأسيس الذي ألقاه “أبو راس” في ذكرى التأسيس 2020 غضب الحوثيين-حسب ما تحدث عضو في “المكتب السياسي لجماعة الحوثي” لـ”يمن مونيتور” شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالحديث لوسائل إعلام غير تابعة وموالية للجماعة -حسب تعبيره.

وقال في إجابة لتساؤل “لماذا لا يسمح للمؤتمر بالاحتفاء بالتأسيس؟”: يحق لهم الاحتفاء لكن يجب أن تخضع كلمات الجميع للإشراف والتدقيق، لا أن يطعنونا لصالح العدو (في إشارة للحكومة المعترف بها دوليا والتحالف الذي تقوده السعودية).

في كلمته العام الماضي شكا “أبو راس” من سيطرة الحوثيين على مؤسسات الدولة، ودعاهم لتشكيل حكومة خاصة بهم، وقال: إن وضع ” “خمس جنابي (مفرده الجنبية: الخنجر اليمني المعروف) في جفل (غَمد) واحد ما يركبش”. في إشارة إلى مزاحمة الحوثيين وسيطرتهم على مؤسسات الدولة والمسؤولين.

واتهم أبو راس “اللجان الشعبية” التابعة للحوثيين بالسيطرة على المحاكم والقضاء و ”إحلال أنفسهم بدلاً من الهيئات الأمنية والقضائية في البلاد”.

يضيف عضو المكتب السياسي للحوثيين: نحن شركاء مع المؤتمر الشعبي، ولا يستطيعون إنكار ذلك، هم موجودون في كل المؤسسات، ونحن نحافظ عليه من الاندثار وإلا يفترض أنه انتهى بنهاية “صالح”.

 

خلفية

وتتنازع على حزب المؤتمر الشعبي العام عدة قيادات الأولى في صنعاء، والثانية في الرياض داعمة للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، والثالثة في أبوظبي والقاهرة وعواصم دول أخرى.

ويتحالف حزب المؤتمر في صنعاء مع جماعة الحوثي المسلحة، وفي ابريل/نيسان2020 قام الحزب بفصل 31 من قياداته البارزة بينهم رئيس البرلمان سلطان البركاني.

وكان يرأس الحزب علي عبدالله صالح الرئيس اليمني السابق، وبعد مقتله على يد حلفاءه الحوثيين عام 2017م، انقسم الحزب للمرة الثانية بعد انقسامه مع سيطرة الحوثيين على صنعاء عام 2014 وتدخل التحالف لدعم الحكومة الشرعية في 2015م.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى