فكر وثقافة

العيد ونهر النيل يجمعان يمنيين فرقتهم الحرب

يمن مونيتور/ اندبندنت عربية

عندما تفرق اليمنيون على يد آلة الحرب الضروس التي تشهدها بلادهم، كانت مصر هي البلد الجامع لأكبر جالية يمنية في الخارج تقدر بنحو مليونين، احتفل معظمهم، أمس الخميس، بأول مهرجان يمني بمناسبة عيد الأضحى.

وفي غمرة مباهج الاحتفاء بالعيد، احتضنت الواحات الخضراء لحديقة الفنون الواقعة على الضفاف الغربية لنهر النيل، بحي عبدالعزيز آل سعود في منطقة المنيل، مهرجاناً ترفيهياً منوعاً أقامه ملتقى أبناء حضرموت، لكافة أبناء الجالية اليمنية وعائلاتهم في مصر.

على مواويل اللقيا

بوجوه تعلوها ابتسامات اللقاء البهيج، توافد المئات من اليمنيين المقيمين في مصر لحضور البرنامج الترفيهي الذي زينه الحضور اللافت للنساء والأطفال. وعلى وقع الأغاني ومواويل الدان اليماني، منح المهرجان فرصة للمئات للالتقاء ببعضهم وتبادل التهاني بالعيد، متغلبين على مشاعر الحزن والغربة التي تختلج في النفوس جراء استمرار الحرب الدائرة في بلادهم، التي تسببت في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

“باخمري” و”عصيد حضرمي”

وإحياءً لعادات الموروث الشعبي القديم، أقيم صباح الخميس، المهرجان الأول من نوعه خارج اليمن للتعريف بالمأكولات الحضرمية الشعبية التي يتم تناولها خلال أيام العيد كعادة تقليدية متوارثة عبر الأجيال المتعاقبة.

المهرجان الذي كان لليمنيين عيداً آخر عقب سنوات من الفرقة والشتات في بلدان النزوح، تنوعت فقراته بين كلمات الترحيب بهذه المبادرة الفريدة، والغناء الذي صاحبه الرقص الشعبي وإلقاء القصائد الشعرية والمسابقات وغيرها.

يقول صبري با مخاشن، رئيس ملتقى الحضارم في مصر، إن تنظيم هذه الفعاليات يهدف إلى إدخال الفرح والسرور والتعارف بين أبناء الوطن الواحد في المهجر، و”نشر تراثنا وثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا ومأكولاتنا والحفاظ عليها”.

وأوضح أنه جرى تقديم وجبتي “العصيد” و”الباخمري” لجموع الحاضرين، وهي وجبات شعبية حضرمية كانت تقدم خلال أيام العيد.

الفعالية الأولى من نوعها تخللتها، وفقاً لمخاشن، مبادرات إنسانية تضمنت توزيع لحوم الأضاحي وبعض المواد الغذائية وزيارة العديد من المرضى والمحتاجين، كما شملت توزيع هدايا على أطفال الجالية في عدد من مناطق القاهرة.

منذ اندلاع الحرب التي سببها الانقلاب الحوثي في 21 سبتمبر (أيلول) 2014، وجد مئات الآلاف من اليمنيين في “أم الدنيا” ملاذهم الوحيد للهجرة والعيش، نظراً لتسهيلات الإقامة التي تمنحها السلطات المصرية لليمنيين، فضلاً عن تقارب أنماط الحياة العامة والمعيشية.

عطش للفرح

المهرجان الذي انطلق عصراً، واستمر حتى ساعات متأخرة من الليل، شهد حضوراً جماهيرياً كبيراً، يؤكد إقبال اليمنيين على الحياة على الرغم من الظروف القاسية التي تكابدها بلادهم.

ويقول جمال الشلالي، رئيس مبادرة أمجاد اليمن في منطقة أرض اللواء، إن الناس متعطشون لمثل هذه المهرجانات والمبادرات التي تمنحهم انفراجة ولو بسيطة، وخصوصاً للأطفال والنساء.

وأكد أنهم في الجالية يحرصون على إقامة مثل هذه الفعاليات بشكل سنوي أو نصف سنوي، كونها تساعد في إخراج الجالية من الظروف النفسية القاسية التي عاشتها خلال أيام الحرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى