أخبار محليةالأخبار الرئيسيةتقارير

وفيات قيادات الحوثي.. “مرض عضال” أم هروب من لائحة العقوبات ودفن ملفات الجرائم الأمنية؟!

يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:

أثار إعلان جماعة الحوثي وفاة قيادات في الصف الأول، خلال الأسابيع القليلة الماضية، ذهول أعضاء الجماعة المسلحة ومناصريها الذين “طالبوا بتشريح الجثث” لمعرفة أسباب الوفاة الحقيقية. في وقت يتهما المعارضون بمحاولة دفن ملفات الجرائم التي اُرتكبت بحق السكان خلال السنوات الماضية.

وأُعلن يوم الاثنين، عن وفاة القيادي في الجماعة سلطان زابن مدير “البحث الجنائي” بعد أسابيع من إعلان مجلس الأمن إدراجه في قوائم العقوبات الدولية بعد ضلوعه في جرائم “احتجاز وتعذيب النساء المعارضات للجماعة بحجة تنفيذ سياسة تهدف إلى الحد من الدعارة والجريمة المنظمة”. وكانت الولايات المتحدة قد أدرجته في قوائم العقوبات في ديسمبر/كانون الأول الماضي بالتهم نفسها.

ويأتي وفاته بعد وفاة “زكريا الشامي” القيادي البارز في الجماعة المسلحة ووزير النقل في حكومتها غير المعترف بها دولياً، ولحقه والده أحد أبرز الداعمين والمنظرين للجماعة “يحي الشامي”. وقالت مصادر في ذلك الوقت إن “الشامي” توفي بفيروس كورونا، لكن الحوثيين قالوا إن وفاة الرجلين “زكريا وسلطان” كان بسبب “مرض عضال” دون تحديد ماهيته.

ويضع عشرات المحليين والحقوقيين تساؤلات جوهرية: هل مات سلطان زابن والشامي وغيرهم أم أن الحوثيين أعلنوا موتهم المفاجىء والسريع لدفن ملفات وجرائم أمنية خطيرة ارتكبها بإيعاز منهم وبقائه سيجرهم معه.

 

تشريح الجثث

انطلقت شرارة الخلافات والمطالبة بكشف الحقائق من داخل الجماعة، حيث كانت المفاجأة من العاصمة اليمنية صنعاء الواقعة تحت سيطرة الحوثيين حيث طالب قيادي حوثي بتشريح جثث قيادات كبيرة توفت مؤخرا بصنعاء.

وقال يوسف الحاضري وهو قيادي بارز والناطق السابق باسم وزارة الصحة بصنعاء:” يجب تشريح جثث القيادات الكبيرة التي توفت هذه الفترة فجأة لمعرفة الاسباب الحقيقية”.

وأضاف عبر تويتر:” لا يجب اتهام كورونا، فالموضوع أكبر من مجرد فيروس تجاوزه اليمنيون ”

وتابع:” يجب على جهاز الاستخبارات متابعة الوضع وتتبع الخيوط المشاركة في مثل هكذا جرائم “.

 

اسقاط المتابعة الأممية

وشكك رئيس المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر نبيل فاضل، من حقيقة الوفاة المفاجئة والسريعة لقيادات الحوثي، قائلاً: سلطان زابن مجرم دولي وصادر ضده عدد من التقارير والقرارات الدولية بتهم بشعة ترقى إلى مسمى جرائم حرب.

وأضاف في تصريح لـ”يمن مونيتور”: يمتلك زابن سجلا إجراميا كبيرا ولازال إلى قبل إعلان وفاته يحتجز العشرات من النساء في سجون سرية مارس ضدهن جرائم تهز عرش الرحمن وسبب للحوثيين حرجا كبيرا أمام المجتمع الدولي لافتضاح جرائمه التي اُرتكبت بتوجيهات من قيادات أكبر في الجماعة يتسترون خلفه.

واشار فاضل، إلى أن إعلان وفاة “زابن تهدف لدفن وإسقاط المتابعة الاممية لهم ولا يستبعد إن كان لايزال حيا ان يقوموا بتهريبه بجواز وبطاقة شخصية باسم آخر وكنيه أخرى وقد يقوموا من أجل ذلك بعمل عمليه تجميل لتغير بعض ملامحه للهروب من العقوبات الدولية”.

 

لائحة العقوبات

وأعلنت جماعة الحوثي عن وفاة شخصية مهمة مرتبطة بالقيادي سلطان والتي تعرف بالملازم “أفراح الحرازي” مديرة سجن النساء في الإصلاحية المركزية في صنعاء والمطلعة على حقائق وأسرار كبيرة.

وأصدرت وزارة الداخلية التابعة للحوثيين، بيانًا، نعت فيه وفاة الملازم “أفراح الحرازي” مديرة إدارة سجون النساء في بإصلاحية أمانة العاصمة دون الإعلان عن أسباب وفاتها.

ويعلق فاضل قائلاً: بأن هذه الإجراءات ليست بغريبة على الجماعة للإفلات من العقاب وفي محاوله لإخفاء أي دليل قد يجرهم به سلطان زابن هذا إذ صحت معلومة موته خاصة أنه وفي نفس التوقيت تم إعلان وفاة مندوبة زابن بالسجن والمسئولة عن السجينات والتي ماتت بنفس التوقيت وبظروف غامضة.

واختتم رئيس المنظمة حديثه قائلاً: نظرا لكون المذكور من أخطر المجرمين والصادر ضده عدد من القرارات والعقوبات الدولية فإننا نطالب الامم المتحدة والصليب الاحمر الدولي والطب الشرعي بمخاطبة الحوثيين للكشف عن جثته وعمل فحوصات الحمض النووي ومطابقة صوره وجثته بكل ملامحها للتأكيد من أن الجثة تابعة له وأنه توفى بالفعل وذلك للوصول للعدالة وضمان القصاص للضحايا.

ويوافقه في الرأي رئيس منظمة سام للحقوق والحريات المحامي توفيق الحميدي: “يبدو بأن هناك استحقاق ما يدفع الحوثي لتبيض سجله الحقوقي من خلال التخلص من أدواته”

وأضاف “أن أهمها سجل الاعتقالات التعسفية والاخفاء القسري والتعذيب للنساء اليمنيات في سجون غير قانونية في صنعاء وغيرها من المحافظات ومن أبرزهم سلطان زابن الذي أعلنت وزارة الداخلية الحوثية وفاته بصورة مفاجئة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى