أخبار محليةالأخبار الرئيسيةتقارير

(80% على حافة المجاعة).. الجوع والفقر ينهشان النازحين في مديرية وسط اليمن (تقرير خاص)

يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ من مراد الموسمي

لجأت عائلات نزحت من المعارك غربي اليمن إلى محافظة “إب” وسط اليمن، لأكل أوراق الأشجار بعد أن توقفت المعونات الإنسانية عن الوصول إلى مخيمات نزوحهم.

وقال النازحون لـ”يمن مونيتور” إنهم يعانون من الجوع الشديد، وأصيبوا وأطفالهم بسوء التغذية الحاد مع حالة انعدام المستشفيات التي تعالج المصابين به في المحافظة، الواقعة تحت سيطرة الحوثيين.

ونزحت عائلة العاقل من منطقة “التحيتا” جنوبي محافظة الحديدة غربي اليمن والتي تشهد قِتالاً منذ 2018م إلى إحدى قرى مديرية القفر بمحافظة إب وسط البلاد، بعد أن أجبرهم القِتال بين الحوثيين والقوات الحكومية في بلدتهم على المغادرة بملابسهم وبعض أغراضهم البسيطة.

تسكن “عائلة العاقل” في كوخ مسقوف من القِش وبقايا “أكياس القمح الفارغة”، لا يوفر حماية من الطقس مع انتصاف فصل الشتاء، وتزايد موجات الصقيع بعد أسابيع من موسم الأمطار الشديدة التي عانت منها البلاد وأدت إلى وفاة عشرات السكان.

ومحافظة إب بعيدة عن الصراع الدائر منذ 2014 بين جماعة الحوثيين والقوات الحكومية، ما شكّلت قِبلة للنازحين من مختلف المناطق التي يتقاتل فيها الطرفين.

عائلة نازحة في مديرية “القفر” بمحافظة إب- الموسمي

تقاسم الجوع والفقر

وقال محمد العاقل لـ”يمن مونيتور”: “تركت دياري هاربا من جحيم المعارك لأصطدم بواقع أخر أكثر مأساوية، فأنا رجلاً مسن ولدي أربعة اولاد، ولا يوجد لدينا مصدر دخل، والمنطقة التي نزحنا اليها خالية من فرص العمل كي نأمن حياتنا، لا يوجد أمامنا سوى أكل الاشجار وافترش الارض”.

تُعرف القرية “بسائلة ربابة”، ويتقاسم النازحون إليها مع سكان القرية الجوع والعوز.

ويقول موفد “يمن مونيتور” إلى القرية إن السكان في تلك القرية يقتاتون على الأشجار المعروفة ب”الحلص” حيث يتم طبخها وأطلها في محاولة لـ”تخفيف مرارة الجوع الذي رسم علاماته على أجسادهم وأطفالهم”.

يشير العاقل إلى أن لجؤه مع أهالي تلك القرية للتغذي على أشجار “الحلص”، “كملاذ أخير لمواجهة الجوع بعد إن باءت كل محاولاته للحصول على فرصة عمل أو مصدر دخل بالفشل”.

يختنق “العاقل” بعبرات مريرة، وتظهر قسمات الحزن على وجهه: “بينما يتجول بنا في أرجاء المكان البائس الذي يعيش به مع عائلته، وهو بالمناسبة الحال الذي يعيشه النازحون هناك في ظل غياب التدخلات الانسانية من المنظمات الدولية وانعدام أي دور محلي”.

طفل مصاب بسوء التغذية في مديرية القفر في “إب”- مراد الموسمي

عشرات الحالات المصابة بسوء التغذية

وقال مسؤول إغاثة إن “ما يزيد عن 80% من جمالي سكان مديرية القفر بمحافظة إب، الذين يزيد عددهم عن 150 ألف نسمة، على حافة المجاعة، فيما يعاني النازحون الذين يتدفقون الى المديرية من مختلف مناطق النزاع إلى المديرية أوضاعاً معيشية بائسة.”

ويتابع علي سعيد الصريمي نائب مدير الهيئة الوطنية لتنسيق الشئون الإنسانية في مديرية القفر (هيئة تابعة لجماعة الحوثي) لــ يمن مونيتور” إن حالات سوء التغذية تتفشى في المديرية بين المرضعات والأطفال وأن “الهيئة سجلت عشرات الحالات توفيت العام الماضي بسبب سوء التغذية”.

وأشار إلى أن الهيئة التي يعمل لديها سجلت أكثر من 40 حالة سوء تغذية خلال ديسمبر/كانون الأول الماضي.

ودعا الصريمي كافة المنظمات الدولية والإنسانية إلى الالتفات إلى هذه المديرية وانقاذ حياة المواطنين الذين أصبحوا على حافة المجاعة حيث أن “أغلب سكان المديرية خصوصا القفر السافل غير قادرين على مواجه هذا الامر بعد فقدانهم رواتبهم التي تعد مصدر الدخل الوحيد لهم”.

وأوقف الحوثيون صرف مرتبات الموظفين في القطاع العام بعد أن نقلت الحكومة اليمنية البنك المركزي إلى محافظة عدن في 2016م، ما تسبب في تردي معظم حياة معظم السكان الذين كانوا يعتمدون عليها للبقاء على قيّد الحياة.

نازحون يمنيون في “القفر” بمحافظة إب- مراد الموسمير,

وانهارت العملة الوطنية خلال السنوات الماضية، ووصلت قيمة الدولار الواحد 600 ريال –في مناطق الحوثيين و786 ريالاً في مناطق الحكومة الشرعية- بعد أن كانت قيمة الدولار الواحد 215 ريالاً نهاية 2014م.

أدى ذلك إلى ارتفاع التضخم في البلاد ووصل إلى مستويات قياسية، ما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية أضعافاً، ورغم توافر السلع فإن السكان غير قادرين على الشراء.

ولم يتمكن “يمن مونيتور” من الوصول إلى الأمم المتحدة، أو المنظمة الدولية للهجرة للحصول على تعليق.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى مقتل 233 ألف يمني خلال سنوات الحرب. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.

وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.

ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى