اخترنا لكمالأخبار الرئيسيةتقاريرغير مصنف

تراجع “العمل التطوعي” في اليمن نتيجة الحرب

يصادف اليوم، الخامس من ديسمبر/ كانون الأول، “اليوم العالمي للتطوع”، والذي حددته الأمم المتحدة منذ العام ١٩٤٥م، وتعد مناسبة فرصة لتكريم الفاعلين في مجال العمل التطوعي، ودعم لهذا المجال، بعد أن أصبحت أنشطة المتطوعين فاعلة، وتغطي العديد من مناحي حياة الناس، وتترك بصمة واضحة على أرض الواقع. يمن مونيتور/ خاص/ وحدة التقارير  
يصادف اليوم، الخامس من ديسمبر/ كانون الأول، “اليوم العالمي للتطوع”، والذي حددته الأمم المتحدة منذ العام ١٩٤٥م.
وتُعد هذه المناسبة فرصة لتكريم الفاعلين في مجال العمل التطوعي، ودعم لهذا المجال، بعد أن أصبحت أنشطة المتطوعين فاعلة، وتغطي العديد من مناحي حياة الناس، وتترك بصمة واضحة على أرض الواقع.
وفي اليمن، الذي يعاني وضعاً اقتصادياً صعباً، وظروف حرب أتت على كل شيء، مع غياب شبه تام لمؤسسات الدولة، غابت مبادرات، وحضرت أخرى، واستطاع البعض منها تقديم العون للنازحين ومتضرري الحرب في العديد من المدن اليمنية.
واقع العمل التطوعي
يرى الناشط في مبادرة “معا نحيا”، مؤنس علي”، أن العمل التطوعي ينمي شعور الانسان بالمسئولية الاجتماعية، فالفرد يُعد جزءا من المجتمع، وكما أن له حقوقاً فإن عليه واجبات تجاه محيطه الذي يعيش فيه.
وأضاف “مؤنس”، لـ”يمن مونيتور”، أعتقد أن الأعمال التطوعية المرتبطة بمنظمات المجتمع المدني، تكون نسبة نجاحها والإقبال عليها بشكل كبير”، متمنياً “أن تتسع رقعة الأعمال التطوعية، وخصوصا ما يتعلق بالجانب المجتمعي، كون المرحلة بالغة الخطورة، والمجتمع في حاله تفكك رهيبة، ولم يعد بالإمكان أن نعول على التنظيمات السياسية أو النقابات، لأنها أصبحت جزء من المشكلة”.
وتابع، “البلاد تمر بانهيار في القيم، فضلاً عن الاقتصاد المنهار أصلاً، ولهذا يجب أن تظهر المبادرات الشبابية، التي لا تخلو من الأعمال التطوعية، وينبغي تكثيف الجهود في الحفاظ على النسيج الاجتماعي بصورة عامة، وعلى مساعدة المحتاجين في المأوى والتعليم، وكذلك الغذاء والدواء بصوره خاصة.”
 
أهمية العمل التطوعي
من جانبها قالت “أثير الصعفاني”، مديرة مؤسسة” داليدا روند”، والتي تُعنى بتنمية المرأة في مجال الاقتصاد وريادة الأعمال، “إن العمل التطوعي يساعد على تطوير قدرات ومهارات الشخص، منها التعود على أسلوب العمل الجماعي، وأعتقد بأن المبادرات في الوقت الحالي لابد أن يتم توجيهها توجيها صحيحا، فهذه المرحلة توحي بأننا في مفترق طرق.”
وأشارت “الصعفاني”، “ليبدأ كل فرد عمله التطوعي حسب ساعات تفرغه، وفي مجالات تحوز على اهتمامه، وتغطي رغباته وميوله، وتكسبه مهارات وخبرات في جوانب القصور لديه، فإذا وصل الشباب المتطوع إلى نقطة وعي معينة، فإنه يتوجب عليه في الوقت الحالي إعادة البناء والإعمار، فهذه الخطوة هي أفضل خطوة للتغيير للأفضل، وبناء مستقبل أجمل”.
وتعتقد مديرة مؤسسة” داليدا روند”، أن “التطوع وبشكل عام ينمي الشعور لدى الفرد بالانتماء، ويساهم في بناء جزءا كبيرا من شخصية الفرد، وقد يجعله يكتشف جوانب كثيرة وجديدة في حياته، وفي يوم الاحتفال باليوم العالمي للتطوع، لا يتم تفعيله في “اليمن”، بسبب قلة الوعي بأهمية العمل التطوعي، فما يهم بعض القائمين على مثل هذه الأعمال التطوعية، هو مشاركة أفراد متطوعين وبدون مقابل مادي، ولا يهمهم إن كان المتطوع سيستفيد، أو إن قدراته ملائمة للعمل الذي هو بصدد المشاركة فيه، ويعامل على أساس أنه لا يملك أي حقوق، هو يستفيد في تطوير بعض المهارات لديه، لكنه لا يمني قدراته الثقافية أو يحصل على أي مقابل مادي مهما كان بسيطاً”.
ويحكي “سليمان النواب”، أحد المتطوعين في “بسمة أمل”، تجربته في العمل التطوعي، واصفاً إياها بالتجربة الفريدة من نوعها خلال خمس سنوات .. تعيش من خلالها مع جميع فئات الناس سوى المرضى أو الفقراء أو الأيتام، فترضى عن نفسك وعما قدمته لهم وعن حياتك أيضاً، وهذا يعزز لديك روح المشاركة والتعاون، ويتيح لك اكتساب مهارات عديدة في طرائق التعامل مع الآخرين وكسب ودهم”.
 
عراقيل في طريق العمل التطوعي
ويتابع “النواب”، هناك جملة من العراقيل التي نواجهها، يقف على رأسها وسائل المواصلات، في ظل كثرة الأسر التي ترغب برعايتها في مناطق بعيدة، وتأخذ منك وقت ومال وأنت أولاً وأخيراً متطوع وميزانيتك بسيطة ومحدودة.
أما القضة التي قصمت ظهر العمل التطوعي في اليمن، وفقاً لـ”النواب”، فهي الحرب الدائرة منذ أشهر، حيث دمرت العمل الطوعي تماما .. وانقطعت في الفترة الأخيرة كل مصادر الدعم وانتهت السيولة، ومنذ سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء وعدد من المدن اليمنية، توقفت تحركاتنا، مخافة الاعتقال، والصاق أي تهمة بنا”.
لم نعد نستطيع التوثيق كونه مهم لفاعل الخير حتى بجوالاتنا بسبب الحوثيين، الذين سيحسبوننا على طرف ما، أو أننا نحرض الناس مقابل مساعدتهم، مما اضطرنا أن نسلم ما بقي لدينا من أموال إلى بعض الأسر ثم توقفنا عن العمل تماماً، خوفا من الملاحقة والاعتقال، رغم أن الناس بحاجة للعمل التطوعي، اليوم أكثر من أي وقت مضى”.
وفي اليمن، يواجه العمل التطوعي العديد من المشكلات، نتيجة أن مفهوم” العمل التطوعي”، ما يزال يعاني من قصور كبير لدى الناس.
يضيف الناشط “مؤنس علي”، “أشعر بخيبة أمل أحياناً، عندما أقوم بعمل مبادرة، ولا نستطيع توفير الإمكانات الضرورية لها، على الرغم من أن الجوانب الأخرى مثل عدد المتطوعين يكون كبيراً، ومتحمسون للعمل، وفي العادة الأعمال التطوعية لا تكون مرتبه في الطابع العام لها، كون النشاط الذي سيعمل به الجميع، غير مرتبط بجوانب هيكلية أو حتى مالية، ولهذا سرعان ما يتفاعل الناس لذلك النشاط، وأيضا سرعان ما يكون مرشحا للفشل كعمل وليس كفكرة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى