عربي ودولي

نتائج الانتخابات الأمريكية 2020: بايدن يفوز رسميا بولاية جورجيا بعد إعادة فرز الأصوات

يمن مونيتور/بي بي سي

تأكد رسميا فوز الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، بفارق ضئيل عن الرئيس دونالد ترامب في ولاية جورجيا حسبما أعلن وزير خارجية الولاية براد رافنسبيرغر.

ويأتي ذلك في الوقت الذي تم فيه رفض الطعون القانونية التي قدمها حلفاء دونالد ترامب على هزيمته في ثلاث ولايات أخرى.

وتغلب الديمقراطي على منافسه الجمهوري في جورجيا بفارق 12 ألف و670 صوتاً، وفقاً لمسؤولي الولاية.

وقال رافنسبرغر يوم الجمعة إنه يشعر بخيبة أمل لأنّ حزبه خسر ولكنّ “الأرقام لا تكذب”.

ومن المقرر أن يتولى بايدن منصبه في يناير/كانون الثاني كالرئيس الـ46 للولايات المتحدة.

وبلغ هامش فوز بايدن في التصويت العام أكثر من 5.9 ملايين دولار. ومن المتوقع أن يحصل على 306 أصوات مقابل 232 لترامب من أصوات المجمع الانتخابي وهي أصوات أعلى بكثير من الأصوات المطلوبة لفوز المرشح بالرئاسة وهي 270 صوتا.

وقد رفض ترامب حتى الآن الاعتراف بالهزيمة ووجه مزاعم بحدوث تزوير انتخابي واسع النطاق، دون تقديم أي دليل على ذلك.

وتأتي الهزيمة الأخيرة في الوقت الذي استدعى ترامب فيه نواب ولاية ميشيغان للبيت الأبيض يوم الجمعة قبل الموعد النهائي للولاية للتصديق على نتائج الانتخابات.

ونفت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كايلي ماكناني، أنّ ترامب عقد الاجتماع مع المشرعين بهدف طلب منهم مناصرة حملته، قائلة إنه كان مجرد فحص روتيني مع المسؤولين المحليين.

وفي يوم الجمعة أيضاً، قدم ترامب إحاطة إعلامية من البيت الأبيض بشأن تسعير الأدوية، حيث ادعى مرة أخرى زوراً أنه فاز في الانتخابات. وفي أول ظهور علني له منذ أسبوع، لم يرد على أي أسئلة وبدا أنه يشير إلى أنه يعلم أن إدارة أخرى ستتولى زمام الأمور قريباً.

وقال مشيراً إلى القواعد الجديدة التي تهدف إلى خفض تكاليف الأدوية التي تستلزم وصفة طبية “لن يكون هناك أي شيء من هذا القبيل. أتمنى فقط أن يحتفظوا به”.

ماذا حصل في جورجيا؟

قال رافينسبيرغر يوم الجمعة، إنه تمّ التصديق على النتيجة، ونشر النتيجة على موقع وزارة الخارجية على الإنترنت.

وكان رافينسبيرغر، الذي يشرف على العملية الانتخابية، قال يوم الخميس إنّ التدقيق اليدوي لأوراق الاقتراع لم يغير فوز بايدن في الولاية.

وقال في بيان: “أول تدقيق تاريخي في جورجيا على مستوى الولاية أكد مجدداً أنّ نظام التصويت الورقي الآمن الجديد للولاية يحسب بدقة النتائج”.

وأضاف رافينسبيرغر الجمهوري المؤيد لترامب يوم الجمعة: “مثل الجمهوريين الآخرين. أشعر بخيبة أمل، لم يفز مرشحنا بأصوات جورجيا الانتخابية”.

وقال: “أنا أؤمن بشعار أنّ الأرقام لا تكذب. كوزير للخارجية، أعتقد أن الأرقام التي قدمناها اليوم صحيحة.”

وهذا الفوز الأول للديمقراطيين في سباق رئاسي في جورجيا منذ انتخاب بيل كلينتون عام 1992.

ووجدت إعادة الفرز أنّ معدل الخطأ لم يكن أكبر من 0.73٪ في أي مقاطعة داخل الولاية، وظل هامش فوز بايدن على ترامب أقل من 0.5٪. وسيتم المصادقة على النتائج يوم الجمعة.

وقالت جينا إليس، كبيرة المستشارين القانونيين في حملة ترامب، إن المراجعة سارت “كما توقعنا تماماً” لأنها قالت دون دليل، إنّ الولاية أعادت فرز الأصوات غير القانونية.

 

لكن غابرييل سترلينغ، الجمهوري الذي يشغل منصب مدير تنفيذ نظام التصويت في جورجيا، قال لشبكة سي ان ان يوم الخميس: “إحدى الشكاوى الكبيرة هي أن هذه الآلات قلبت الأصوات بطريقة ما أو غيرت الأصوات أو فعلت شيئاً. لكن ذلك لم يحدث، على الأقل ليس في جورجيا. لقد أثبتنا ذلك”.

خلال التدقيق هذا الأسبوع، تمّ العثور على ما يقرب من 6 آلاف صوت غير محتسب، مما أدى إلى تقليص تقدم بايدن بشكل طفيف، لكنّ ذلك كان نتيجة خطأ بشري وليس نتيجة محاولة تزوير، كما قال ستيرلينغ.

وأفادت وسائل إعلام محلية يوم الخميس أن المسؤولين في مقاطعة فلويد أقالوا مدير الانتخابات بسبب هذه المسألة.

ماذا قال بايدن؟

تحدث بايدن، بعد اجتماع افتراضي أجراه مع حكام الولايات الديمقراطيين والجمهوريين على حدّ سواء، حول أزمة فيروس كورونا.

ورداً على سؤال حول عدم إقرار ترامب بالهزيمة، قال بايدن إن الرئيس كان يرسل “رسائل ضارة بشكل لا يصدق… إلى بقية العالم حول كيفية عمل الديمقراطية” وأنه سيتم تذكره “على أنه أحد أكثر الرؤساء غير المسؤولين في تاريخ أمريكا”.

وتابع: “من الصعب أن نفهم كيف يفكر هذا الرجل”، مضيفاً: “ما يفعله أمر شائن”.

وعن نتيجة الانتخابات قال بايدن: “الغالبية العظمى من الناس يعتقدون أنها شرعية”.

وردد السناتور الجمهوري ميت رومني، الذي خسر أمام باراك أوباما في عام 2012، صدى ما قاله بايدن في تغريدة، منتقداً “ضغط ترامب العلني على مسؤولي الولاية والمسؤولين المحليين لتقويض إرادة الشعب وقلب الانتخابات”.

وكتب: “من الصعب تخيل عمل أسوأ وعمل غير ديمقراطي أكثر من هذا، من قبل رئيس أمريكي في منصبه”.

ماذا عن التحديات القانونية؟

خسر الجمهوريون الدعوى القضائية النهائية التي قدموها في جورجيا، حيث رفضت المحكمة جهودهم لمنع التصديق على النتائج، والذي من المقرر أن يحدث يوم الجمعة.

وفي ولاية أريزونا، رفض قاضٍ يوم الخميس دعوى قضائية رفعها الحزب الجمهوري بالولاية الأسبوع الماضي، سعياً لإجراء مراجعة جديدة للأصوات في مقاطعة ماريكوبا، موطن مدينة فينيكس، عاصمة الولاية وأكبر مدنها.

وفي ولاية بنسلفانيا، طلبت حملة ترامب من القاضي السماح لهم بإعادة ادعاء أسقطوه يوم الأحد، بأنّ المراقبين الجمهوريين مُنعوا بشكل غير قانوني من مشاهدة فرز الأصوات.

ومن المقرر أن يتولى جو بايدن منصب الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة في 20 يناير/كانون الثاني

وواصل محامي ترامب، رودي جولياني، في مؤتمر صحفي عقده الخميس، طرح نظريات مؤامرة لا أساس لها واتهامات بتزوير الانتخابات.

وانتقد جولياني التقارير الصحفية التي تناولت الطعون القانونية لفريقه، قائلاً إن وسائل الإعلام أظهرت “كراهية غير عقلانية ومرضية للرئيس”.

وقال جولياني إنّ الحملة تسحب الدعوى القضائية الأخيرة المتبقية في ميشيغان. وقال إنها حققت هدفها المتمثل في وقف التصديق على النتيجة في مقاطعة رئيسية ضمن الولاية.

ومع ذلك، قال نائب رئيس مجلس فحص الأصوات في مقاطعة واين في ميشيغان، إنّ محاولة عضوين جمهوريين إلغاء تصديقهما السابق على النتيجة كانت غير صالحة، وأنّ التصديق كان ملزماً.

وقالت إحدى العضوات من الحزب الجمهوري إنّ ترامب اتصل بها شخصياً بعد المصادقة على التصويت “للتأكد من أنني في أمان”.

وفاز بايدن بالمقاطعة بهامش كبير، وفقاً لنتائج غير رسمية، وفاز بولاية ميشغان كاملةً بنحو 146 ألف صوت.

ماذا يمكن أن تكون استراتيجية ترامب المقبلة؟

 

تقول وسائل الإعلام الأمريكية إنّ الرئيس قد يحاول الاستعانة بالمشرعين الجمهوريين في الولايات التي يحتاج إلى تغيير نتائجها، ميشيغان وويسكونسن وبنسلفانيا على سبيل المثالـ لاستهداف نظام المجمع الانتخابي.

كما دعا نواب ميشيغان إلى البيت الأبيض، ما يلمح إلى تغيير محتمل في التكتيكات التي سيعتمدها في المرحلة المقبلة.

الولايات المتحدة هي جمهورية ديمقراطية، والرئيس لا يفوز بالتصويت الشعبي، ولكنه يحتاج بدلاً من ذلك إلى أغلبية “الناخبين”، الذين يتم تعيينهم عن كل ولاية وفقاً لتمثيلها في الكونغرس.

وتحدد كل ولاية هؤلاء عادةً وفقاً لمن فاز في التصويت الشعبي فيها.

لكنّ القانون الفيدرالي ينص على أن المشرعين في مجلس الولاية يتمتعون بسلطة تعيين الناخبين إذا فشلت الولاية في اتخاذ قرار.

وقد يبدو هذا بعيد المنال، لأنه من الصعب للغاية إثباته، ولم يظهر أي دليل على وجود تزوير انتخابي، ومن المحتمل أن يؤدي حرمان تمثيل ملايين الناخبين إلى إثارة احتجاجات وطنية.

ونقلت رويترز عن مصدر مطلع على استراتيجية ترامب قوله إنها أصبحت الآن “تصب أكثر نحو إشراك المشرعين”.

لكن حتى أحد نواب ميشيغان الذين ذهبوا إلى البيت الأبيض، مايك شيركي، قال في وقت سابق من هذا الأسبوع إن تعيين الهيئة التشريعية للناخبين “لن يحدث”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى