أخبار محليةغير مصنففكر وثقافة

تقرير حكومي يكشف عن طرق تهريب الحوثيين للآثار اليمنية والمتاجرة بها

تجريف واسع للآثار اليمنية في المناطق الخاضعة للحوثيين يمن مونيتور/ متابعات خاصة
كشف تقرير حكومي، عن طرق تجريف واسع تتعرض له المقتنيات الأثرية اليمنية خلال سنوات الحرب الجارية، لا سيما في مناطق سيطرة الحوثيين.
وأوضح التقرير الذي نشرته صحيفة “26 سبتمبر “اليمنية وحمل عنوان:(كنوز في مهب التجريف)، أن ثمة عصابات حوثية تعمل على تجريف ونهب وتهرب الآثار والمتاجرة بها.
واتهم التقرير، جماعة الحوثي المسلحة، بتفريغ محتويات المتاحف من كنوز الآثار، وتهريبها إلى أمريكا ودول أوروبية بالتنسيق مع عصابات تهريب دولية بهدف الحصول على المزيد من الأموال لتمويل حربها على اليمنيين.
واعتبر التقرير ذلك، ضمن مساعي حوثية تهدف إلى طمس الهوية الثقافية والحضارية اليمنية كهدف رئيس امتدادا لممارسة الأئمة من قبلهم الذين قاموا بنقل آثار اليمن إلى دول أخرى كهدايا للزائرين وقرابين لحكام الدول الاستعمارية.
وشملت هذه الهدايا تماثيل البرونز والذهب الخالص ونقوش مسندية نادرة وأدوات جراحة قديمة كانت تستخدم في تطبيب الناس وأواني ومصنوعات فاخرة ومنحوتات تجسد الحياة اليومية الاجتماعية والدينية، بالإضافة إلى كنوز من العصر الإسلامي تمثلت في نسخ نادرة ووحيدة للمصحف ونسخ أخرى مطرزة بالذهب وغيرها من المقتنيات ذات القيمة الكبيرة.
ونقل التقرير عن الباحث في التراث الثقافي اليمني عبدالله محسن قوله “آثار اليمن تصدرت قائمة الدول التي بيعت آثارها في مزادات أمريكية وأوروبية خلال العام 2019 تلتها سوريا ثم العراق”.
وأشار التقرير إلى قصور الاتفاقيات الدولية في تلبية احتياجات الحماية لقطاع الآثار اليمني نظراً لعدم اشتمالها على بنود تضمن حماية القطع الأثرية التي انتقلت إلى دول أخرى على شكل هدايا في حين أن الكثير من الآثار اليمنية تقع تحت هذا الإطار، وهو ما يعني تعذر امكانية استعادته إلى موطنه الأصلي ما يتطلب بذل المزيد من الجهود للوصول إلى صيغة اتفاقية أكثر شمولا واستجابة لاحتياجات حماية وصون وتحريز المقتنيات الأثرية اليمنية.
وقال هلال صالح مدير وحدة الثقافة والموروث بمنظمة نشان، إن انقلاب الحوثيين شكل أسوأ كارثة حلت بآثار اليمن وتراثها الثقافي.
وأضاف “أعوام الحرب كانت ولا تزال خريفا بالنسبة للأثار اليمنية، نشطت خلالها عصابات التهريب والمتاجرة غير المشروعة بالآثار، وتضاعفت أعداد المخطوطات وتماثيل البرونز والذهب وحلي الزينة القديمة المعروضة في مزادات أوروبية وأمريكية بثمن بخس، وقد كانت هذه المخطوطات محرزة في متاحف صنعاء وذمار حتى منتصف العام 2015م”.
وتابع: “هناك الكثير من محاولات التهريب للآثار أحبطت من قبل رجال الأمن في محافظات تعز وعدن ومأرب والجوف، وثبت ارتباط عصابات التهريب بقيادات المليشيا الانقلابية في صنعاء، كما ضبطت العديد من الآثار المهربة في منافذ سلطنة عمان وبدورها قامت بإبلاغ الحكومة اليمنية بهذه الوقائع”.
بدوره، قال هزاع محمد الناشط في مجال التراث الثقافي، إن “متاحف صنعاء خالية تماما من محتوياتها الأثرية بما في ذلك النقوش والعملات المعدنية والتماثيل وغيرها فقد قامت المليشيا بمصادرتها واستبدالها بصور قياداتها ومقاتليها”.
وحسب الباحث اليمني في علوم الآثار عبدالله محسن ظافر، فإن آثار اليمن المهربة والمباعة في المزادات خلال العام 2019م صادمة للغاية فقد احتلت المرتبة الأولى تلتها سوريا ثم العراق، منها بيع شاهد قبر من اليمن القديم عمره 21 قرنا بمبلغ 116500دولار أمريكي، ومذبح من الألفية الأولى قبل الميلاد تم بيعه في نوفمبر بمبلغ 120000دولار أمريكي كآخر واقعتين لبيع الآثار سبقتها مئات الوقائع.
 كما شهد هذا العام عمليات تهريب تفوق الأعوام السابقة اشترك فيها نافذون ومنظمات محلية ودولية وقيادات المليشيا الحوثية وأذنابهم المنتشرين في كافة المحافظات، واستخدم في تهريبها سيارات وقاطرات وسفن وقوارب وطائرات مدنية وأممية.
ومن أكثر الوقائع إيلاما ما نشره الباحث اليمني عبد الله محسن في صحفته بالفيس بوك عن تحف نادرة من روائع فن تصميم وصياغة المجوهرات في اليمن القديم يتجاوز عمرها 2100 عام وجدت في بيحان بشبوة، قام أمير بيحان الشريف صالح بن أحمد الشبيلي ببيعها بثمن بخس لنيكولاس رايت وهي الآن في المتحف البريطاني مع أكبر مجموعة من المجوهرات الأثرية اليمنية ذهبت على شكل هدايا وتهريب، أما التحف غير الذهبية فقد أهداها الهبيلي للسير تشارلز جونستون عربون صداقة بحسب كتابته عليها بخط يده لدعمه للعودة أميرا على بيحان، وكما يقول محسن ذهبت التحف إلى متحف لندن في العام 1997م، وتوفي الهبيلي في العام 2010م دون عودة إمارته.
وتبذل الحكومة اليمنية، ممثلة بوزارة الثقافة جهوداً كبيرة في سبيل حماية الآثار واستعادتها، أبرز هذه الجهود التوقيع على اتفاقية التعاون في مجال مكافحة الاتجار غير المشروع بالآثار وتنسيق عودتها إلى موطنها الأصلي.
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى